لضمان موسم دراسي خال من الأمراض
وحدات الكشف الصحي بعنابة تباشر عملها

- 154

باشرت وحدات الكشف والمتابعة التابعة للمؤسسة العمومية للصحة الجوارية بعنابة، في تنسيق مباشر مع مديرية التربية، حملة صحية ميدانية واسعة عبر المؤسسات التربوية بمختلف أطوارها، ضمن برنامج وطني، يهدف إلى توفير ظروف صحية ونفسية ملائمة للتلاميذ مع انطلاقة الموسم الدراسي الجديد. وتندرج هذه الخطوة في إطار الجهود المتواصلة للدولة لترسيخ ثقافة الصحة المدرسية؛ كعنصر أساسي من عناصر البيئة التربوية.
انطلقت هذه العملية الصحية تزامنا مع الدخول المدرسي؛ حيث نزلت الفرق الطبية وشبه الطبية إلى الميدان لتنفيذ سلسلة من الأنشطة الموجهة نحو الفحص المبكر، والوقاية، والتوعية، والمرافقة النفسية. وركّزت التدخلات على متابعة النمو البدني والصحي للتلاميذ، والكشف عن الأمراض المزمنة أو الاضطرابات الصحية المحتملة، إلى جانب العمل على رصد أي مؤشرات نفسية أو سلوكية قد تؤثر سلبا على اندماج التلميذ في الوسط المدرسي، أو تعرقل تحصيله العلمي.
وفي هذا السياق، فإن "الصحة المدرسية أصبحت ركيزة أساسية في منظومة الدعم المدرسي، حسب بعض ممثلي قطاع التربية، إذ لا يمكن الحديث عن تحصيل معرفي دون ضمان توازن صحي ونفسي عند التلميذ. ونحن، اليوم، نعمل ميدانيا على تأمين هذه الشروط منذ أول يوم دراسي".
وشملت الحملة، كذلك، تنظيم جلسات دعم نفسي لفائدة التلاميذ، خاصة في الأطوار الأولى من التعليم، حيث تُسجَّل في العادة بعض حالات التوتر، أو صعوبات الاندماج.
وتولت أخصائيات نفسانيات مرافقة التلاميذ في هذه المرحلة الدقيقة؛ من خلال جلسات فردية وجماعية، هدفت إلى طمأنتهم، وتعزيز ثقتهم بأنفسهم، وتقديم نصائح حول كيفية التكيّف مع المحيط الدراسي. كما حرصت الفرق الصحية على تنشيط ورشات توعوية داخل الأقسام، تم خلالها تقديم إرشادات عملية حول التغذية السليمة، وأهمية وجبة الفطور، والنظافة الشخصية، والوقاية من بعض الأمراض الموسمية، وذلك باستخدام وسائل بيداغوجية مبسطة تراعي سن التلاميذ، وقدراتهم الاستيعابية.
من جهتهم، ثمّن أولياء التلاميذ هذه المبادرة التي وصفوها بالهامة، مؤكدين أنها تعكس حرص الدولة على سلامة أبنائهم، وتعزز ثقتهم في المؤسسة التربوية كمكان متكامل، يضمن التعليم والرعاية في آن واحد.
كما أشاد العديد من المديرين والأساتذة بالجانب التنظيمي للحملة، وبالتنسيق المحكم بين القطاعات المعنية. وقالوا إن استمرار مثل هذه الأنشطة على مدار السنة، من شأنه أن يُحدث فارقا ملموسا في الأداء الدراسي للتلاميذ.
وتؤكد المصالح الصحية أن هذه الحملة ليست ظرفية، بل تمثل جزءا من خطة سنوية تمتد على مدار الموسم الدراسي، تشمل زيارات دورية للمؤسسات، ومتابعة الحالات الصحية المكتشفة، وتنظيم أيام إعلامية وتحسيسية منتظمة.
وتحرص الجهات المنظمة على أن تصل التغطية إلى كل المؤسسات دون استثناء، بما في ذلك المدارس الواقعة في المناطق النائية أو ذات الكثافة السكانية العالية.
وفي المحصلة تؤكد هذه الديناميكية الجديدة التي تعرفها الصحة المدرسية بعنابة، على الأهمية المتزايدة لهذا القطاع الحيوي في ظل التحديات الصحية والنفسية التي بات يواجهها التلاميذ في السنوات الأخيرة.
ويُجمع الفاعلون في الميدان على أن تكريس هذا النوع من المبادرات يُعد استثمارا مباشرا في مستقبل الأجيال. ويساهم في بناء مدرسة جزائرية حديثة، قادرة على الجمع بين الجودة التعليمية، والرعاية المتكاملة للطفل.