الذكرى 69 لاستشهاد مهندس هجمات 20 أوت 55
سكيكدة تتذكّر البطل زيغود يوسف

- 82

أحيت ولاية سكيكدة، أول أمس، الذكرى 69 لاستشهاد البطل الرمز مهندس هجمات 20 أوت 55 بالشمال القسنطيني، الشهيد زيغود يوسف، بتوجه السلطات المحلية المدنية والعسكرية إلى جانب الأسرة الثورية يتقدّمهم الوالي السعيد أخروف، إلى منطقة الحمري ببلدية سيدي مزغيش، المكان الذي استشهد فيه البطل؛ حيث تم رفع العلم الوطني على وقع نشيد "قسما" بالمعلم التذكاري المخلد للذكرى، وقراءة فاتحة الكتاب للترحم على روح الشهيد. وبعدها قرئت على مسامع الحضور أهم النقاط البارزة في حياة البطل الشهيد، ألقاها ممثل عن منظمة المجاهدين.
وبالمكتبة البلدية فردي بوقرة ببلدية سيدي مزغيش، تابع السيد الوالي والوفد المرافق له معرضا للصور التاريخية، أشرف على تنظيمه المتحف الجهوي العقيد المجاهد علي كافي، يتضمّن سيرة البطل الشهيد الرمز زيغود يوسف، وكذا هجمات 20 أوت 55، إلى جانب الشهداء وقادة الثورة، لا سيما قادة الولاية التاريخية الثانية.
ووُلد زيغود يوسف في 18 فيفري 1921 بقرية سمندو بالشمال القسنطيني التي تحمل اليوم اسمه. دخل المدرسة الابتدائية الفرنسية في صغره إلى جانب تردُّده على الكتاتيب القرآنية لتعلم اللغة العربية وتعاليم الدين الإسلامي. وبعد حصوله على شهادة التعليم الابتدائي باللغة الفرنسية، غادر المدرسة؛ لأن السلطات الفرنسية لم تكن تسمح لأبناء الجزائريين بتجاوز هذا المستوى.
وفي 17 من عمره، تولى قيادة فوج النصر للكشافة بقريته. وانخرط في صفوف حزب الشعب الجزائري سنة 1938؛ حيث عُيّن مسؤولا على قريته بعد انتخابه ممثلا للحركة من أجل الحريات الديمقراطية.
وفي سنة 1947 شغل منصب مستشار بلدي. وكان مسؤولا عن منتخبي المتوسطة الثانية. وترشح عام 1948 ببلدية سمندو ضمن القائمة الانتخابية لحركة الانتصار، وفاز بها. كما انخرط في المنظمة الخاصة، حيث أشرف على زرع خلاياها في منطقته.
وعند اكتشاف أمر المنظمة سنة 1950 سُجن مع رفاقه بسجن عنابة (بونة)؛ حيث كان في الحبس الاحتياطي، إلا أنه استطاع الفرار منه، والعودة إلى قريته، ليبدأ رحلة التخفّي والسرية. ومباشرة بعد ذلك أجرى اتصالات مع المقاومة بجبال الأوراس في 21 جوان 1951. وفي سنة 1953 ازداد اقتناعه بالعمل المسلّح كخيار وحيد.
وشارك في اجتماع مجموعة 22 الذي عُقد بالمدنية بالعاصمة. ومع اندلاع الثورة كان من بين قادتها الأوائل تحت إمارة الشهيد ديدوش مراد، الذي خاض معه معركة وادي بوكركر في 18 جانفي 1955.
وبعد استشهاد ديدوش مراد في تلك المعركة، خلفه زيغود على رأس المنطقة الثانية (الشمال القسنطيني). وعمل زيغود من 25 جوان إلى 1 جويلية 1955 على تنظيم "مؤتمر عام" للولاية الثانية؛ حيث أشرف على التنظيم والإعداد لهجمات 20 أوت 1955. وكان له أثر كبير في التجنيد الشعبي من أجل معركة التحرير، التي عُد مهندسها الأول والأخير حتى اقترنت تلك الهجمات باسمه. وإلى جانب نشاطه العسكري عُرف ببراعته السياسية؛ إذ كان من بين المنظمين الفاعلين لمؤتمر الصومام. وعُيِّن زيغود يوسف عضوا بالمجلس الوطني للثورة الجزائرية في 20 أوت 1956. وبعد نهاية المؤتمر عاد إلى الشمال القسنطيني، ليواصل جهاده إلى غاية يوم 23 سبتمبر 1956، حيث اشتبك مع قوات العدو قرب بلدية سيدي مزغيش بولاية سكيكدة بالمكان المسمى "الحمري" ، ليسقط شهيدا وعمره لم يتجاوز 35 سنة.