المهرجان الثقافي الدولي للسينما إمدغاسن
"الجزائر العاصمة 196 متر" يفتكّ جائزة أفضل فيلم

- 154

اختتمت سهرةُ أول أمس بضريح الملك النوميدي إمدغاسن، الطبعة الخامسة للمهرجان الثقافي الدولي للسينما إمدغاسن، الذي شهد عرض أفلام متنوعة على امتداد خمسة أيام، حيث أثنت المديرة المحلية للثقافة أميرة دليو، على جهود محافظة المهرجان في إنجاح فعاليات الطبعة، مذكّرة بأهمية ضريح إمدغاسن الذي احتضن سهرة ختام هذه الطبعة، ليقدّم من خلالها المهرجان رسالة رُفعت أمام العالم، تؤكد الاعتزاز بالانتماء، وأكبر برهان لعظمة أرض وبطولة شعب.
أوصت لجنة التحكيم بمنح مساحة أكبر للمبدعين الشباب، توفّر فضاءات الحوار، والانفتاح على ثقافات العالم، وإيلاء الأهمية للسيناريو، وكتابته، ومعالجة الأفكار بأسلوب بسيط في الفكرة، والتقنيات المستعملة. وحرصوا على أن توجَّه الأعمال وفق المفهوم الذي يعكس وظائف الفيلم القصير، ودعم سبل الاهتمام بالتكوين الأساسي، وإقامة ورشات تكوينية، وتفعيل دور قاعات السينما.
وعادت جائزة أفضل فيلم في مسابقة أسبوع النقاد، للمخرج شكيب طالب بن ذياب من الجزائر عن فيلم "الجزائر العاصمة 196 متر"، وجائزة لجنة التحكيم لمسابقة الأفلام الروائية القصيرة، لفيلم " أشرقت شمس بيروت" من لبنان للمخرجة دانيا لا ستيفان، وجائزة أخرى للمخرجة هند سهيل من مصر عن فيلم "ابرومايز تو ذي سيا "، وهو تكريم مزدوج يبرز تنوّع الرؤى السينمائية، وقوّة الإبداع العربي.
جائزة أحسن ممثل في فيلم روائي قصير، عادت لاليزرا سانيفار عن دوره في فيلم " ايلون تو غيثر" . وعادت جائزة أحسن فيلم ثوري قصير للمخرج يوسف محساس عن فيلم "التنفيذ" ، الذي يعكس قوّة الإبداع الثوري، والرسالة السينمائية العميقة. وجائزة أحسن فيلم روائي قصير للمخرجة إيمان عيادي عن دورها في فيلم "نيا" . وجائزة أحسن سيناريو لفيلم روائي قصير عن فيلم "اماريلا" للمخرج أندري هياتو سايتو؛ تكريما له على عمل جمع بين الإبداع والتميّز في الكتابة. جائزة أحسن فيلم قصير وثائقي "ليتل صحراء" للمخرج إيميليو مارتي لوبيز، فيلم مشترك إسبانيا- الصحراء الغربية.
كما حظيت إيمان صالح بتنويه خاص من لجنة التحكيم في مسابقة الأفلام الوثائقية القصيرة، عن فيلم "تاسالول" ، وهو تكريم يبرز قوة الرؤية السينمائية وروح الإبداع. وعادت جائزة أفضل فيلم تحريك للمخرج محمد غزالة من مصر "الأهرام". وجائزة لجنة التحريك اكوكونون تري للمخرج جوسي بينيديكيت. كما نوّهت لجنة التحكيم بفيلم "ستورك" للمخرج عنتر دعدوش. وأحسن ممثل فيلم روائي قصير لفيلم "إلون تو غيثر" للمخرج أوميد ميرازي عن دوره في هذا الفيلم. وجائزة أحسن ممثلة لمريم مجقان في فيلم "نية" ، وهي مخرجة نفس الفيلم.
كما تم خلال الحفل الختامي تكريم مؤطري الورشات، ولجنة التحكيم المكوّنة من ناقدين سينمائيين، وممثلين ومخرجين، إلى جانب الوجه الدرامي مليكة بلباي، والفنانة الشاوية حورية عايشي، وعايدة عبابسة التي تَسلمت الدرع، ورحّبت بمبادرة المهرجان التي كرّمت عائلتها الفنية. وتميّز النشاط في هذا الحفل الختامي الذي جلب إليه حضورا قياسيا اكتظ به فضاء صريح إمدغاسن. كما تم استعراض نشاط محافظة المهرجان في عرض فيديو، شمل، كذلك، تقديم 28 فيلما مشاركا في هذه الطبعة.
وثمّن محافظ المهرجان عصام تعشيت الأعمال التي قام بها الطلبة المشاركون في هذه الطبعة. وهي الأعمال التي كانت متقاربة جدّا من حيث المستوى، على حدّ تعبيره. وعدَّ المهرجان فرصة للبحث في إرساء لبنات جديدة لدعم الفن السابع. وأوضح أنّ المهرجان يهدف إلى تشجيع الإبداع، وبعث روح التنافس لإنجاز الأعمال الجادة الهادفة، التي من شأنها المساهمة في بعث الحركية الثقافية بالولاية.
ومن جهته، عبّر وائل شرف الذي اعتلى المنصة لحظة تكريمه وهو يرتدي البرنوس ورقص لأنغام شاوية، عن سعادته بتواجده في الجزائر. وعدَّ المهرجان دعما إضافيا لجهوده، ومرحلة جديدة لتأكيد تألق السينما. وأوضح أنّ مدلول عنوان ضريح إمدغاسن الذي احتضن سهرة الاختتام، يشير للامتداد، وأصالة شعب أبيّ يحبه، وبلّغ الرسالة، كما استطرد يقول. يُذكر أنّ ضيوف المهرجان انبهروا للمستوى الذي ارتقى إليه المهرجان السينمائي وهو في مهده، والذي يحمل اسم ضريح الملك النوميدي "إمدغاسن" المتواجد ببلدية بومية بباتنة، وكان أحد ملوك الأمازيغ خلال الفترة النوميدية.
كما انبهروا لسحر المواقع الأثرية التي تزخر بها منطقة الأوراس، مشيدين بأهمية المهرجان الذي شهّر بالمنطقة، علما أنّ الكثير من الضيوف لم يكونوا يعلمون أن الجزائر تتوفر على آثار بهذا الحجم. وأجمعوا على أنّها تشكّل داعما اقتصاديا لأهداف المهرجان، والسينما الجزائرية، والتعريف بالثقافة الجزائرية في مهرجانات سينمائية قادمة.
واللافت أنّ المهرجان تميز هذه السنة بمشاركة نوعية؛ حيث اختير 28 فيلما من أصل 50 فيلما مترشحا. كما خصصت محافظة المهرجان جولة سياحية لفائدة ضيوف ونجوم المهرجان، للتعريف بالكنوز والمعالم الأثرية، التي تشترك كلها في دعم الموروث التاريخي الحضاري للمنطقة التي تزخر بمعالم تاريخية، وسياحية.