في إطار التبادل الثقافي بين ولايات الوطن
سوق أهراس تستقبل الموروث الثقافي لإيليزي

- 96

تتنوّع أجنحة تظاهرة الأسبوع الثقافي لولاية إليزي بسوق أهراس المقام منذ أوّل أمس، لتشمل الموروث الثقافي لهذه الولاية التي تقع بأقصى جنوب الوطن، لتعكس بذلك عمق الحضارة التارقية الضاربة في جذور التاريخ، بمشاركة نخبة من الفنانين والحرفيين والشعراء والأدباء.
وتُعدّ هذه التظاهرة التي تندرج في إطار التبادل الثقافي بين ولايات الوطن، فرصة أمام مواطني سوق أهراس؛ لاكتشاف التراث التارقي من خلال عروض تراثية، أبرزها "رقصة السيف" المشهورة، وخيمة الشاي التارقية. وقد افتُتحت فعاليات هذا الأسبوع الثقافي بدار الثقافة "الطاهر وطار "بإشراف الأمين العام لولاية سوق أهراس بن الزاير بودربالة، الذي أكد بالمناسبة، أن هذه التظاهرة "نافذة حقيقية للتعريف بالجوانب الثقافية والسياحية التي تزخر بها ولاية إليزي"، مضيفا أنّ "الرهان اليوم لا يقتصر على إحياء التراث فحسب، بل على توظيفه كرافعة للتنمية السياحية والاقتصادية".
من جهته، أبرز محافظ المهرجان الثقافي المحلي للفنون والثقافات الشعبية لولاية إيليزي، أحمد ملوكي، أن هذه المشاركة تتيح للجمهور فرصة التعرف على التراث المادي وغير المادي الغني لهذه المنطقة من البلاد، لا سيما الحديقة الوطنية الثقافية "طاسيلي ناجر" المصنفة ضمن قائمة التراث العالمي لليونسكو منذ 1982؛ كونها من أكبر المتاحف المفتوحة على النقوش الصخرية في العالم برسوماتها التي تعود إلى آلاف السنين قبل الميلاد. كما ذكّر بـ«رقصة السبيبة" المصنفة هي الأخرى، تراثا غير مادي لدى اليونسكو، باعتبارها تقليدا سنويا يحتفي بالنصر والخير، لافتا إلى تنوع الفنون الشعبية للمنطقة؛ مثل "التيندي" و "اليون" و«تهمات" و«اللاغ" ، إلى جانب الصناعات التقليدية، أبرزها صناعة الحلي الفضية والألبسة وغيرها، ما يعكس تنوعا ثقافيا متجذرا في تاريخ الإنسان التارقي من ألبسة منسوجة، وأدوات تقليدية.
وشهدت قاعة العرض لدار الثقافة" الطاهر وطار" في اليوم الأول لهذه التظاهرة التي ستتواصل إلى غاية 17 سبتمبر الجاري، فعاليات ثقافية وفنية متنوّعة، استُهلت بعرض موسيقي فلكلوري بدوي قدمته فرقة "إيميديون" وسط حضور وتفاعل جماهيري لافت، قبل أن تُختم السهرة الافتتاحية لهذه التظاهرة، بوصلات فنية قدمتها فرقة "تاوريت".
ويتضمن برنامج الأسبوع الثقافي لولاية إليزي بسوق أهراس، أمسيات فنية، وجلسات تحاكي حياة الإنسان التارقي، وورشات حول التراث المادي للمنطقة بالإضافة إلى إحياء سهرات ببلديتي تاورة والدريعة، وبرمجة خرجات استكشافية لفائدة المشاركين، للاطلاع على المعالم الأثرية؛ على غرار "الموقع الأثري مادور" بمداوروش.