700 يوم من التواطؤ والصمت الدولي المخزي
غزّة وحيدة في مواجهة حرب الإبادة والتهجير القسري

- 154

مرت أمس، 700 يوم من حرب الإبادة الجماعية التي يشنها الاحتلال الصهيوني ضد أكثر من 2.4 مليون مدني في قطاع غزة في جريمة غير مسبوقة في التاريخ الحديث، أفرزت إلى غاية الآن دماراً شبه كامل بنسبة 90 بالمائة من البنية التحتية وخسائر أولية تتجاوز 68 مليار دولار، مع سيطرة الاحتلال على أكثر من 80 بالمائة من مساحته بالقوة العسكرية والتهجير القسري.
وخلال هذه الفترة العسيرة ارتكب الاحتلال الصهيوني مجازر دموية أدت إلى استشهاد وفقدان 73 ألفا و731 شخص من بينهم أكثر من 20 ألف طفل و12 ألفا و500 امرأة، إضافة إلى إبادة 2700 أسرة بالكامل من السجل المدني، وقتل الاحتلال 1670 من الطواقم الطبية و248 صحفي و139 رجل دفاع مدني و173 موظف بلدية، كما أصيب أكثر من 162 ألف جريح من بينهم آلاف حالات البتر والشلل وفقدان البصر.
ووفق معطيات صادمة للمكتب الاعلامي الحكومي في غزة، فإن قوات الاحتلال تنفذ جريمة تهجير قسري ممنهجة بحق الشعب الفلسطيني، وخاصة في مدينة غزة وشمال القطاع، عبر منعهم من العودة إلى ديارهم وتدمير أحيائهم ومرافقهم الحيوية في خرق فاضح لاتفاقية جنيف الرابعة ونظام روما الأساسي، بما يجعلها جريمة حرب وجريمة ضد الإنسانية تستوجب الملاحقة الدولية.
ودمر الاحتلال 38 مستشفى و833 مسجد و163 مؤسسة تعليمية كليا ودمر آلاف المؤسسات بشكل بليغ وفرض سياسة تجويع ممنهجة عبر حصار شامل ضد السكان المدنيين ومنع دخول مئات آلاف شاحنة الغذاء والمساعدات، مسببا كارثة إنسانية تهدد حياة أكثر من 2.4 مليون إنسان من بينهم أكثر من مليون طفل أصبحوا على حافة الموت جوعا.
ومن مخلّفات هذه الحرب المرعبة مواصلة الاحتلال الغلق التام لكل معابر القطاع لليوم 186 على التوالي مما تسبب في تفشي مجاعة تسفر يوميا عن ارتقاء المزيد من الشهداء خاصة في صفوف الفئات الهشة من الاطفال والمرضى وكبار السن والحوامل وغيرهم من الأبرياء الذين لا يجدون رغيف خبز يسد رمقهم ولا شربة ماء تروي عطشهم ولا حبّة دواء تسكّن آلامهم. بل أن هذا الاحتلال الجائر الذي تجاوز كل الخطوط الحمراء، استغل تجويعه لسكان غزة ليواصل قتلهم حتى وهم يصطفون في طوابير طويلة تحت اشعة الشمس الحارقة للحصول على الطحين، ليرميهم بالرصاص الحي والقصف بالطائرات الحربية. وهو ما خلف ارتقاء 2362 شهيد في "مصائد الموت" واصابة 17 ألفا و434 شخص و200 مفقود.
كما تعرض سياسة التجويع الصهيونية 650 ألف طفل للموت بسبب سوءالتغذية والجوع ونقص الغذاء و40 ألف طفل رضيع "أقل من عام" مهددون بالموت جوعاً بسبب انعدام حليب الأطفال الذي يمنع الاحتلال ادخاله الى القطاع.
ويبقى المرضى والجرحى من بين أيضا الفئات الهشة التي تعاني تحت وقع القصف والحصار والتجويع، حيث يمنع الاحتلال 250 ألف مريض بحاجة للعلاج في الخارج من السفر.
وتشير الاحصائيات إلى أن 5200 طفل يحتاجون إجلاء طبيا عاجلا لإنقاذ حياتهم و17 ألف مريض أنهوا إجراءات التحويل وينتظرون سماح الاحتلال لهم بالسفر و12 ألفا و500 مريض سرطان يواجهون الموت وبحاجة للعلاج و350 ألف مريض مزمن في خطر بسبب منع الاحتلال إدخال الأدوية و3 آلاف مريض بأمراض مختلفة يحتاجون للعلاج في الخارج، إضافة إلى 107 ألف سيدة حامل ومرضعة معرضات للخطر لانعدام الرعاية الصحية.
والحقيقة أن المآسي التي خلفتها الحرب الصهيونية المجنونة في غزة، والتي لا تزال مستمرة على أشدها لا تكفي مجلدات لوصفها فلكل ضحية قصة وحكاية وأحلام أحرقها الاحتلال بقنابله وقصفه الجنوني الذي طال كل شبر من القطاع.
وأدان المكتب الإعلامي، بأشد العبارات استمرار هذه الحرب الإجرامية، محملا الاحتلال والدول الداعمة له وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية المسؤولية الكاملة عن هذه الجرائم، ودعا الدول العربية والإسلامية والمجتمع الدول، والأمم المتحدة للتحرك الفوري والجاد والفاعل لوقف العدوان على الشعب الفلسطيني وإنهاء الحصار وضمان عودة المهجرين ومحاسبة قادة الاحتلال أمام المحاكم الدولية كمجرمي حرب.