تستعد مدينة عنابة، لاستقبال فعاليات الأسبوع الثقافي لولاية البيض، الذي سيُفتتح في 31 أوت الجاري، في أجواء احتفالية تنبعث من قلب المدينة نحو شواطئها. ويأتي هذا الحدث، بتنظيم مشترك بين مديرية الثقافة لولاية عنابة، ودار الثقافة، والمسرح الجهوي "عز الدين مجوبي"، ومحافظة المهرجان الثقافي المحلي للفنون والثقافات الشعبية.

تندرج هذه المبادرة، في سياق دعم التبادل الثقافي بين ولايات الوطن، وتعزيز الحضور الفني والتراثي للولايات الداخلية، حيث ستُسلَّط الأضواء هذه المرة، على ولاية البيض، بما تحمله من غنى تراثي وموروث ثقافي متنوع.

من قلب الصحراء إلى زرقة البحر... ثقافة تتنفس هواء المتوسط

ستحل قوافل الثقافة والفن بمدينة عنابة، حيث ستُقام حفلات فنية مفتوحة في الهواء الطلق، إلى جانب عروض فلكلورية، موسيقى شعبية، معارض حرفية، ورشات للأطفال، مع أمسيات شعرية وتراثية. كما سيحتضن المسرح الجهوي "عز الدين مجوبي" سلسلة من النشاطات، ليكون فضاءً تفاعليًا للعروض والتبادل الثقافي.

وبين هدير البحر ونسمات الصحراء، سيعيش سكان عنابة وزوارها تجربة ثقافية متكاملة، تُبرز الهوية الفنية لمنطقة البيض، وتكشف عن الكنوز الشعبية المتجذرة في الذاكرة الجماعية الجزائرية.

لا تقتصر التظاهرة على العروض الفنية فحسب، بل تمتد لتشمل ندوات فكرية وحوارات مفتوحة حول التراث اللامادي، وأهمية صونه ونقله للأجيال القادمة. وهو ما يجعل من هذا الأسبوع الثقافي، منصة للتفكير والتذوق الفني والتعلم الجماعي.

يحمل الحدث شعارا يلخص روحه: "من البيض إلى عنابة... جسور من ثقافة وهوية"، وهو شعار يعكس سعي المنظمين إلى مد الجسور بين الهضاب والصحراء والساحل، عبر فنون توحد ولا تفرق، وتقاليد تُروى من جيل إلى جيل.

كما تمتد التظاهرة على مدار أسبوع كامل، تتخللها حفلات موسيقية لفرق تراثية من البيض، ومعارض للصناعات التقليدية، وعروض للأطباق المحلية، إضافة إلى ورشات رسم وأشغال يدوية للأطفال، ما يجعل منها موسما ثقافيًا صيفيا بامتياز.

ومن المنتظر أن تعرف هذه التظاهرة، مشاركة واسعة من الفنانين والحرفيين والمهتمين بالتراث من داخل وخارج الولاية، فضلا عن الحضور الجماهيري المرتقب من سكان عنابة وزوارها، خلال الموسم السياحي النشط.

إن الأسبوع الثقافي لولاية البيض بعنابة، ليس مجرد تظاهرة عابرة، بل هو موعد مع الذاكرة، مع التنوع، ومع الجزائر العميقة التي لا تزال تنبض بالحياة والإبداع.