تتوسط جبال بابور الأشم
شلالات وادي البارد.. جنة سياحية بحاجة للاهتمام

- 167

بين خضرة الأشجار وينابيع تنضح من باطن الأرض، ترسم أجمل لوحة طبيعية، تسر الناظرين بجمال وسحر، شد إليها العائلات الوافدة من كل صوب وحدب... إنها شلالات وادي البارد، الواقعة أقصى شمال ولاية سطيف... الجنة السياحية الجبلية، التي ارتأت "المساء"، أن تنقل صورتها للقارئ، في جولة قادتها إلى هذا المكان.
يقع شلال وادي البارد ببلدية وادي البارد، التي تبعد بحوالي 50 كلم شمال ولاية سطيف، وأطلق عليه هذا الإسم، نسبة للوادي الذي يمر عبرها، وينبع من أعالي جبال منطقة بابور الأشم، وفي أقصى النقطة المؤدية للمنحدرات الجنوبية منها، ويعد الشلال رائعة من روائع الطبيعة الربانية الساحرة، وما يميزه أكثر، مياهه الباردة، العذبة، الصافية والطبيعية الفاتنة والصخور الملساء، وما يشد الانتباه، الطبيعة العذراء لوادي البارد، التي تظهر إبداع الخالق عز وجل في رسم أجمل اللوحات الفنية... كلما اقتربنا من موقع الشلال، ازداد المكان متعة وجمالا، وتكتمل الصورة عندما يظهر مجرى سريان الوادي عبر الصفوف والصخور، يصب بعضها في برك مائية، مشكلة مسابح طبيعية بين الصخور والأشجار والطبيعة الخضراء.
رغم المسالك الصعبة المكان يعج بالزوار
رغم صعوبة الطرق والمسالك المؤدية إلى هذه التحفة الفنية الطبيعية، فهي ضيقة وبها منحدرات ومنعرجات، إلا أن شلال وادي البارد يبقى وجهة سياحية جبلية بامتياز، يقصدها الكثير من الزوار من كل ربوع الوطن وخارجه، خاصة في أيام الصيف الحارة، وبحديثنا مع إحدى السيدات، أكدت أنها تفضل هذا المكان بعيدا عن ضوضاء البحر، فزيادة على جمال المكان، فهو يتوفر على الأمن والأمان، أما السيد أسامة، فأكد أنه أول مرة يزور هذا المكان، وأنه منبهر بجماله. وللأطفال أيضا رأيهم في المكان، فالطفلة لجين القادمة من فرنسا، أكدت أنها أعجبت بالمكان كثيرا، وأنها ستحدث صديقاتها من أجل زيارته واكتشاف هذا الموقع الرائع، الذي يخفف من معاناتهم مع حرارة الصيف، كما أنه يتميز بمناظر رائعة، وهو فعلا جنة فوق الأرض.
نقائص في المكان بحاجة لاستدراك
في ذات السياق، ورغم الإمكانيات البسيطة، إلا أن أبناء المنطقة، جعلوا من هذا المكان قبلة للزائرين، من خلال التعريف به أكثر وتقديم خدماتهم بكل عفوية وبساطة، ما جعل الزائر يرتاح أكثر في هذا المكان، فالزائر يحظى بطاولة وسط الماء لتناول الطعام، من جهة، واستكشاف المكان، من جهة أخرى، ورغم هذا فإن المكان يعرف عدة نقائص، من بينها عدم استيعابه حجم السيارات الوافدة إليه، ما يتطلب إعادة النظر من طرف المسؤولين المحليين، بخصوص الطريق المؤدية إلى المكان، فيما أكدت مصادر من البلدية، أن مصالحها قامت بدراسة تقنية لفتح منفذ آخر لهذه المنطقة، بهدف تخفيف الضغط على الطريق الوحيد الذي يؤدي إلى هذه الموقع، داعين الزوار إلى أخذ الحيطة والحذر للوصول إليه.
وبين هذا وذاك، تبقى شلالات وادي البارد، لوحة فنية ساحرة على وجه الأرض، ولؤلؤة ولاية سطيف.