دعا المجموعة الدولية إلى اتخاذ تدابير ردعية ضد الاحتلال الاسرائيلي.. عطاف:
الارتقاء بالموقف الجماعي في مواجهة العدوان الصهيوني قولا وفعلا

- 158

❊صمود أسطوري للأشقاء في فلسطين وسوريا ولبنان
❊فرض احترام الشرعية الدولية وتجنيب المنطقة شرّ ما يتربص بها
❊الوقوف صفّا واحدا إلى جانب مصر والأردن ضد المشروع الإسرائيلي التوسّعي
دعا وزير الدولة وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج والشؤون الإفريقية، أحمد عطاف، أمس، المجموعة الدولية إلى اتخاذ التدابير الردعية المتاحة وعلى رأسها العقوبات الدولية الضرورية على محمل الجد من أجل وقف العدوان الصهيوني على غزّة، وفرض احترام الشرعية الدولية وتجنيب المنطقة شرّ ما يتربص بها من تهديدات ومخاطر غير مسبوقة وغير محسوبة التوابع والعواقب.
أكد عطاف، في كلمته خلال الدورة الاستثنائية لمجلس وزراء خارجية الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي المنعقدة بجدة السعودية، على ضرورة الارتقاء بالموقف الجماعي قولا وفعلا، إلى مستوى التحديات الوجودية من جهة، وإلى مستوى الصمود الأسطوري للأشقاء في فلسطين، سوريا ولبنان، من جهة أخرى فضلا عن حتمية "الوقوف صفا واحدا إلى جانب الشقيقتين مصر والأردن في ظل ما يتوعهدهما به المشروع الإسرائيلي التوسعي".
وإذ أبرز الحرص على المساهمة في تحقيق وقف شامل ودائم لإطلاق النار في غزّة، شدّد الوزير، على ضرورة قطع الطريق في وجه المخططات الرامية إلى إعادة إخضاع القطاع لسيطرة الاحتلال وتهجير سكانه، كما أشار إلى أهمية المساهمة في صياغة الترتيبات الخاصة بمرحلة ما بعد العدوان على قطاع غزّة، عبر العمل على ترسيخ وضع هذا القطاع بصفته جزءا لا يتجزأ من أرض الدولة الفلسطينية.
وفي سياق التأكيد على الحرص على المساهمة في الاستجابة للأولويات الاستعجالية للشعب الفلسطيني، شدد عطاف "على العمل على صَوْنِ مقوماتِ حَلِّ الدولتين وَحِفْظِ ركائزِ قيامِ الدولة الفلسطينية المستقلّة والسيّدة وعاصمتها القدس الشريف، للإبقاء على أُفُقِ تسوية عادلة ودائمة ونهائية للصراع الإسرائيلي-الفلسطيني". وأمام التهديدات الجسيمة التي تطال القضيةَ الفلسطينية خاصة ومنطقةَ الشرقِ الأوسط عامةً، أكد الوزير، أن ذلك يفرض "علينا وعلى المجموعة الدولية بأسرها تبنّي منظورا جديدا لاستشرافِ مآلات الأوضاع والتعاملِ مع الأخطار النّاجمة عنها".
وإذ اعتبر أن ذلك تحدي الساعة ومسؤولية مطلقة تفرضها المرحلة، قال عطاف، إن هذا الواجب الجماعي لا يضاهيه في دقّتِه وحساسيتِه واجبٌ آخر، من منطلق أن "الاحتلال الإسرائيلي ذاته لم يعد يكلّف نفسه عناءَ التستر على مخططاتِه التوسعية، بعد أن صار قادته يجاهرون بإحياء وتفعيل ما يعرف بمشروع "إسرائيل الكبرى". وخاطب وزير الدولة وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج والشؤون الإفريقية، المشاركين قائلا "لقد انجلى السر، وانكشف الغموض وبطل التمويه وسقطت الأقنعة، ولم يعد هناك مجالٌ للتأويل أو التفسير حول ما سمي زورا وبهتانا بـالمهمة التاريخية والروحانية للصهيونية".
وحذّر عطاف، من الوضع الراهن في ظل "اندفاعٍ إسرائيلي مهووس بالقضاءِ كليا على المشروع الوطني الفلسطيني، وهدم أركانِ حل الدولتين بإزالته من الأذهان بعد التمادي في إلغائه على الأرض ورغبة إسرائيلية جامحة لإعادةِ رسمِ الحدود في المنطقة والعبث بأمن واستقرار دول الجوار الفلسطيني وبحرمتِها الترابية". كما نبه الى وجود "توجه إسرائيلي عارم لفرض أهوائه وأطماعه، وأوهامه، على حساب إرادة المجتمع الدولي، وإنذارات وتحذيرات الأمم المتحدة، وقرارات الشرعية الدولية".
وعلى هامش الدورة أجرى عطاف، محادثات ثنائية مع نظرائه المصري بدر عبد العاطي، السعودي فيصل بن فرحان آل سعود ، الإيراني عباس عراقجي و الكويتي عبد الله على اليحيا تم خلالها بحث مختلف أبعاد العلاقات الثنائية و تبادل، الرؤى والتحاليل بخصوص عدد من القضايا الراهنة على المستويين الدولي والإقليمي، وفي مقدمتها الأوضاع في الأراضي الفلسطينية المحتلة وفي منطقة الشرق الأوسط بشكل عام، فضلا عن المستجدات بدولة ليبيا الشقيقة ومنطقة الساحل الصحراوي.