المنتدى الدبلوماسي للتضامن مع الشعب الصحراوي

الأمم المتحدة مطالبة بتحمّل مسؤولياتها في تصفية الاستعمار

الأمم المتحدة مطالبة بتحمّل مسؤولياتها في تصفية الاستعمار
  • 178
ص. محمديوة ص. محمديوة

 حثّ المنتدى الدبلوماسي للتضامن مع الشعب الصحراوي، أمس، الأمم المتحدة على الاضطلاع الكامل بمسؤولياتها فيما يتعلق بتصفية الاستعمار من الصحراء الغربية، وفتح تحقيق عاجل ومعمّق بشأن انتهاكات حقوق الإنسان التي يرتكبها المغرب في الاقليم المحتل.

وسجل المنتدى خلال انعقاد دورته السابعة بمقر سفارة جنوب إفريقيا في الجزائر، بارتياح مضمون التقرير الذي قدمه مؤخرا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، خلال الدورة الثمانين للجمعية العامة للأمم المتحدة، الذي يظل مرجعا أساسيا في تقييم وضع تصفية الاستعمار في الصحراء الغربية، وأشار في هذا السياق إلى ضرورة الاستمرار في النّظر في وضع الصحراء الغربية باعتبارها إقليما غير متمتع بالحكم الذاتي يتوجب تصفية الاستعمار منه.

وتضمن البيان الختامي للمنتدى الذي وقّعته 21 دولة من بينها جنوب إفريقيا والجزائر وفنزويلا ونيكارغاوا وزيمبابوي وموزنبيق وتنزانيا وأنغولا وكولومبيا وإثيوبيا وكوبا ونيجيريا وكينيا، إشادة بالتقدم الذي أحرزه الشعب الصحراوي على المستوى الداخلي، وكذلك فيما يتعلق بوضعه القانوني الدولي كقضية تصفية استعمار.

وقد أعرب المنتدى الدبلوماسي للتضامن مع الشعب الصحراوي، عن ارتياحه لمشاركة وفد رفيع المستوى من الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية في مؤتمر طوكيو الدولي حول تنمية إفريقيا "تيكاد" المنعقد في 20 أوت الجاري، في يوكوهاما باليابان، رغم المحاولات المغربية المتعددة لعرقلة مشاركته، لافتا إلى الحماية المشددة والاستقبال الذي خصصته السلطات اليابانية لرئيس وزراء الجمهورية الصحراوية.

كما رحب بمضمون الإعلان الختامي لرؤساء الدول والحكومات في قمّة جماعة تنمية الجنوب الإفريقي "سادك"، المنعقدة في دورتها الـ45، والتي جددت تضامنها مع الشعب الصحراوي في كفاحه العادل من أجل حقّه في تقرير المصير، مع التأكيد على أهمية توقيع مذكّرة التفاهم بين "السادك" والجمهورية الصحراوية.

وفي هذا السياق أعرب المنتدى، عن ارتياحه لتوقيع المذكّرة المذكورة، حيث شدّد على أهمية تنسيق تنفيذها مع مسار الأمم المتحدة وكافة المبادرات التي يقودها الاتحاد الإفريقي.

كما رحب بثبات موقف الاتحاد الإفريقي، الذي يضاعف جهوده لضمان ممارسة الشعب الصحراوي لحقّه في تقرير المصير، مذكّرا بأن هذا الحقّ منصوص عليه في المادة 20 من الميثاق التي تدعو إلى اتخاذ تدابير ملموسة لضمان هذا الحقّ، خاصة من خلال الدعم المقدم للشعوب المضطهدة في نضالها من أجل الحرية مثل الشعب الصحراوي.

وتضمن البيان الختامي امتنانا وشكرا للجزائر على موقفها الثابت والراسخ لصالح القضايا العادلة والشعوب المضطهدة التي تكافح من أجل حريتها واستقلالها، وعلى رأسها الشعبان الصحراوي والفلسطيني، كما عبّر أيضا عن شكره العميق لكافة الدول التي تعترف بالجمهورية الصحراوية، على دعمها الدائم والراسخ للشعب الصحراوي في نضاله الصعب والعادل من أجل الحرية والاستقلال.

وفي كلمته وصف السفير الصحراوي بالجزائر، خطري ادوه، المنتدى الدبلوماسي التضامني مع الشعب الصحراوي بالمهم جدا، خاصة وأنه يؤكد على أن القضية الصحراوية هي قضية عادلة وقضية شعب وكفاح يعرف الكثير  من المكتسبات، وبالتالي يجب أن تحظى باهتمام المجتمع الدولي المطالب بالتعاون من أجل أن يفرض على النظام المغربي الانصياع إلى الشرعية وتمكين الشعب الصحراوي من ممارسة حقه غير قابل للتصرف في تقرير مصيره والاستقلال.

وفي ظل المكتسبات التي تواصل القضية الصحراوية تحقيقها سواء على المستوى الاقليمي أو الدولي، فقد عبّر خطري أدوه، عن آماله في أن تكون الدورة القادمة للجمعية العامة الأممية مناسبة للتأكيد على هذه القاعدة  القانونية والأساسية، والتأكيد أيضا بأن المحطات القادمة ستكون فرصة أخرى لإحراز مزيد من المكتسبات.

وأكد أن هذه المكتسبات توضح أيضا أن كل محاولات القفز على الشرعية وعلى القانون الدولي، ومحاولة تجاوز حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره كلها محاولات آيلة للفشل الذريع، خاصة وأن الشعب  الصحراوي يقضي اليوم 50 سنة من مواجهة هذه المحاولات وهذه المكائد وكل هذه المناورات التي باءت بالفشل، بفضل تضحياته وإقدامه وشجاعته، وقد استطاع أن يثبت وجوده وله حق مسلّم به وهو أن الدولة الصحراوية حقيقة قائمة قاريا ودوليا.

من جانبه ثمّن سفير جنوب إفريقيا في الجزائر، اندسو شينغا، ما أسفر عنه المنتدى التضامني بخصوص دعم القضية الصحراوية، حيث ركز المشاركون من 21 دولة على تقديم الدعم لهذه القضية عبر آليات فعّالة تسهم في تحقيق تطلعات الشعب الصحراوي، كما سجل التناسق في الرؤى لمعظم دول المنتدى الذين عبّروا أيضا عن دعم للقضية متطلعا في المستقبل لتكثيف هذا النّوع من النّشاطات.