شدّد في رسالته في اليوم الوطني للمجاهد على سيادة الجزائر في قراراتها.. رئيس الجمهورية:
لا مساومة برسالة الشهداء

- 142

❊ الجزائر تراهن على الوطنيين الغيورين على وطنهم لمجابهة التحديات
❊ الاستلهام من بطولات السلف الذين آمنوا بالنصر وبالحق وبالحرية
❊ ثبات على المواقف والمبادئ وتعزيز الوحدة الوطنية والحفاظ على الذاكرة الوطنية
حملت الرسالة التي وجهها رئيس الجمهورية إلى الشعب الجزائري بمناسبة اليوم الوطني للمجاهد رسائل قوية للداخل والخارج، تضمنت عدم المساومة برسالة الشهداء الذين ضحّوا بالنفس والنفيس من أجل استقلال البلاد، معتبرا هذه المناسبة محطة لتجديد العهد للشهداء والمجاهدين من أجل أن تبقى الجزائر حريصة على استقلال قرارها وصون سيادتها.
حسم الرئيس تبون الجدال مجدّدا بشأن اللغط المثار في الفترة الأخيرة، على ضوء الحملات التي تستهدف البلاد بسبب تشبثها بمواقفها المستلهمة من بيان أول نوفمبر، وذلك في الوقت الذي يحاول فيه اليمين المتطرف في فرنسا إحياء أمجاد الجرائم الاستعمارية، وافتعال المشاكل الوهمية مع الجزائر بسبب اختيارها لنهج الندية في سياستها الخارجية، الأمر الذي اعتبرته باريس إهانة لها، خاصة وأنها استفادت لعقود من الزمن من امتيازات تفضيلية خلافا لبقية الشركاء.
وتعد رسالة رئيس الجمهورية بمثابة قرار مفصلي للحفاظ على وديعة الشهداء وعدم العودة إلى الوراء، بل إنها تأكيد على أن مواقف الجزائر لن تقبل أي مساومة مهما تغير الزمان ومهما كانت الظروف الإقليمية والدولية التي تسيطر عليها لغة المصالح والتي باتت توظف للدوس على الشرعية الدولية.
وأمام الرهانات الدولية الصعبة، أعرب رئيس الجمهورية عن قناعته الراسخة بقدرة الوطنيين الغيورين لمجابهة هذه التحديات من أجل المضي قدما بتحقيق التنمية المستدامة لضمان الخير والنماء للبلاد في ظل صون سيادتها .
واستشهد الرئيس تبون في هذا الصدد ببطولات السلف من الثوار الذين كبّدوا الجيش الاستعماري خسائر فادحة وموجعة، قدم خلالها الشعب الجزائري تضحيات جسيمة وتحمّل معاناة أليمة خلال حرب قاسية ضروس، خاضها مؤمنا بالنصر وبالحق وبالحرية.
بل إن هذه البطولات الفريدة من نوعها ساهمت في توسيع صدى ثورة الفاتح نوفمبر 1954 ، لدرجة أن الأحرار في العالم ظلوا يردّدون انتصاراتها العسكرية في ساحات الوغى وإنجازاتها السياسية في المنابر والمحافل الدولية.
نفس الرسائل القوية، تضمنتها تهنئة الفريق أول السعيد شنقريحة، الوزير المنتدب لدى وزير الدفاع الوطني، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، إلى كافة مستخدمي الجيش الوطني الشعبي، مجددا في هذا الصدد العهد على صون أمانة السلف والاستلهام من قيمه الوطنية السامية في الثبات على المواقف والمبادئ النبيلة، وتعزيز الوحدة الوطنية والحفاظ على الذاكرة الوطنية.
كما شكلت رسالة السيد الفريق أول دعوة إلى الحذو حذو الثوار الذين صنعوا استقلال الجزائر بالحديد والنار، ورفعوا راية الوطن عاليا وأعادوا بناء صرح الدولة الجزائرية وحافظوا على طابعها الجمهوري في أحلك الظروف، مع استلهام المآثر في مواجهة التحديات .
وعليه، جدّد الفريق أول التزام الجيش الوطني الشعبي سليل جيش التحرير الوطني بالسير على هذا النهج، من خلال بذل المزيد من الجهود لحفظ استقلال وصون وحدة البلاد، عبر تطوير أداء قوة الجيش وضمان الأمن والأمان للشعب الجزائري، فضلا عن مواصلة المسيرة لتحقيق المزيد من النجاحات الاقتصادية والاجتماعية والحضارية، لاسيما في ظل السياقات الجيوسياسية غير المأمونة التي يعرفها عالم اليوم.
ولن يتأتى تحقيق هذه الأهداف المنشودة سوى بالمراهنة على أبناء الوطن المخلصين، من أجل مواصلة مسيرة بناء البلاد، ما يشكل رسالة واضحة للمتربصين بأمن واستقرار الجزائر والذين لم يترددوا في كل مناسبة في التهجم على مؤسّساتها والتشكيك في مقوماتها التاريخية والجغرافية، في الوقت الذي سبق للمؤسسة العتيدة أن أكدت في عديد المرات أن السيادة الوطنية والوحدة الترابية، التي ضحى من أجلها الملايين من الشهداء الأبرار أمر لا يقبل السكوت عنه.