تصاعد العنصرية يؤرق المجتمع الفرنسي والجالية الجزائرية تتصدّى

اليمين المتطرّف يقود فرنسا إلى الهاوية

اليمين المتطرّف يقود فرنسا إلى الهاوية
  • 161
مليكة. خ مليكة. خ

❊ زيادة بـ72 % في الأعمال المعادية للمسلمين بفرنسا

❊ أصوات الحكمة في باريس تدقّ ناقوس الخطر إزاء النّهج الخطير لبيدق روتايو

❊ تصاعد وتيرة الكراهية ضد المسلمين من خلال نشر العنصرية والرسائل تحريضية 

❊ بلاطوهات وقنوات إعلامية تتبنّى خطاب روتايو العنصري وتحرّض ضد الجالية الجزائرية  

تشهد العنصرية في فرنسا، منحى تصاعديا في ظل إصرار اليمين المتطرّف على بثّ أفكاره المهددة للنّسيج الاجتماعي الفرنسي، غير آبه لمآلات هذه السياسة التي قد تدفع بفرنسا إلى نتائج غير محسوبة العواقب، ما دفع بأصوات الحكمة في باريس لدقّ ناقوس الخطر إزاء النّهج الخطير الذي يصر روتايو وأتباعه على تبنّيه في طريقة التعامل مع الجزائر وجاليتها هناك، ما زاد في توسيع الهوة التي انعكست على وضعية العلاقات الثنائية.

لم يحمل صعود اليمين المتطرّف في فرنسا وأوروبا على العموم سوى المزيد من المشاكل التي لم يسبق للقارة العجوز أن عاشتها بسبب تنامي ظاهرة الإسلاموفوبيا، وخاصة في فرنسا التي تضم أكبر الجاليات المسلمة وعلى رأسها الجزائرية، حيث تم تسجيل العديد من الممارسات العنصرية وسط تقاعس غير مبرر من السلطات، وهو ما جعل العديد من منظمات الجالية الجزائرية في فرنسا، وعدد من المحامين إلى رفع دعاوى قضائية ضد رؤوس اليمين المتطرّف الفرنسي وبعض الوزراء السابقين المحسوبين عليه.

ونتذكر في هذا الصدد الجريمة المروّعة التي وقعت نهاية أفريل الماضي، حيث قتل المواطن المسلم أبو بكر سيسيه، داخل مسجد بجنوب فرنسا، بعد تعرضه لخمسين طعنة لتتصاعد وتيرة الكراهية من خلال نشر ملصقات عنصرية تضمنت رسائل تحريضية واضحة على المسلمين في مناطق فرنسية مختلفة، ما أثار استياء شرائح هامة من المجتمع الفرنسي، كونها تضمنت عبارات صادمة مثل "لقد دخلت منطقة ممنوعة على المسلمين"، إلى جانب رموز دلالية تحظر الحجاب، الصلاة في الأماكن العامة، اللّحية، الذّبح الحلال، بل وحتى مجرد الوجود الإسلامي.

وقد كشفت هذه الجريمة المروّعة عنصرية وحقدا دفينا على المسلمين في فرنسا، بتشجيع من أطراف صارت تروّج للأفكار النّازية ومهاجمة باقي الأعراق من غير الفرنسية، بفعل الخطاب المكثّف المعادي للمهاجرين الذي يروّج له اليمين المتطرّف منذ سنوات، حيث أشارت بيانات رسمية نُشرت شهر مارس الماضي، إلى تسجيل ارتفاعا بنسبة 11 بالمئة في الجرائم العنصرية أو المعادية للأجانب أو المناهضة للدين العام الماضي.

فهذا المستوى الخطير من التصعيد دفع بالعديد من الجمعيات المناوئة لخطاب الكراهية وحتى أصوات الحكمة داخل فرنسا، للتنديد بسياسة اليمين المتطرّف، من خلال إيداع شكاوى ضد شخصيات أدلت بتصريحات عنصرية ضد الجزائريين عبر القنوات الفرنسية، حيث تصدر وزير الداخلية برونو روتايو القائمة لينقلب السحر على الساحر.

وكانت العاصمة باريس وعدة مدن فرنسية قد شهدت منذ أشهر مظاهرات حاشدة شارك فيها الآلاف، للتنديد بتصاعد العنصرية والإسلاموفوبيا في فرنسا وذلك تلبية لدعوة عدد من الشخصيات والمنظمات وبمشاركة عدد كبير من ممثلي الأحزاب السياسية الفرنسية، على غرار رئيس حزب "فرنسا الأبية" جان لوك ميلونشون، والنائبين من ذات التشكيلة السياسية، لويس بويارد وإيريك كوكريل، حيث أعربوا عن أسفهم لتصاعد معاداة الإسلام بفرنسا، فضلا عن رفض الإجراء الذي أطلقه وزير الداخلية الفرنسي، لحل مجموعة "لا جون غارد" كونه يهدف لحل المجموعات التي تحارب العنصرية.

كما سبق للعاصمة باريس، أن احتضنت نهاية شهر ماي الماضي، اجتماعا للاحتجاج على تصاعد ظاهرة معاداة المسلمين في البلاد، وذلك بمشاركة مؤسس منصّة كرة السلة للجميع تيموثي غوتييرو، ورئيس جمعية "سلام ساينسيز بو" المعنية بخدمة الطلاب محمد شايا، والإمام نور الدين أوسات، حيث تم تسليط الضوء على معاداة المسلمين في مختلف القطاعات الفرنسية من التعليم وحتى الصحة.

للإشارة شهدت الأشهر الثلاثة الأولى من العام الجاري، زيادة بنسبة 72 بالمئة في الأعمال المعادية للمسلمين بفرنسا، مقارنة بذات الفترة من عام 2024، مع تسجيل 79 حالة اعتداء وفقا لإحصائيات وزارة الداخلية الفرنسية.