المهرجان الثقافي المحلي للفنون والثقافات الشعبية لجانت

لوحات وحرف وحكايا وإبداعات أخرى

لوحات وحرف وحكايا وإبداعات أخرى
الفنانة خيرة بضياف مريم . ن
  • 142
مريم . ن مريم . ن

اختتمت، أول أمس، بقصر الثقافة مفدي زكريا بالعاصمة، فعاليات الأسبوع الثقافي لولاية جانت من تنظيم مديرية الثقافة والفنون، ومحافظة المهرجان الثقافي المحلي للفنون والثقافات الشعبية لولاية جانت، قدمت للجمهور مقتطفات من حياة الصحراء الكبرى وسكونها الذي يخفي تقلبات الزمن والطبيعة.

شمل المعرض عدة أجنحة تحتفي بالموروث الثقافي المحلي للمنطقة في شقيه المادي وغير المادي، من ذلك معارض الفنون التشكيلية، و في الحرف اليدوية والصناعات التقليدية، ما مكّن الجمهور من الارتحال نحو أعماق التراث والفنون لمناطق التاسيلي. من ضمن ما تم التعريف به في هذا المعرض هو رقصة "السبيبة" التي أدرجتها منظمة اليونسكو عام 2014 ضمن التراث الثقافي غير المادي للبشرية، حيث تحمل هذه الرقصة، المصاحبة لاحتفالات عاشوراء، رموزا روحية عميقة وتمثل تقليدا سنويا.

كما قدم هذا المعرض الكنوز السياحية التي لا مثيل لها في العالم، حيث أن التاسيلي به الكثير من المناطق التي تسحر الزوار القادمين إليه من كل مكان في العالم، لذلك كان بحق متحفا طبيعيا ومقصدا سياحيا عالميا، فهو من أجمل الصحارى في العالم، ويعرف بأنه متحف طبيعي مفتوح يضم مواقع أثرية وقيما ثقافية من بينها الرسوم الصخرية التي صنفتها اليونسكو ضمن التراث العالمي، كما يحتضن قصر الميزان تيغوريفت الأثري بمنطقة جانت، إضافة إلى المناطق الرطبة والواحات "الغويلات" التي تجعل منه وجهة سياحية مفضلة ، وقد أسهب المعرض من خلال الصور والشروحات والقصاصات في التعريف بكل تلك المناطق.

ضم المعرض أيضا جناحا واسعا يضم جمعيات وحرفيين متخصصين في صناعة المجوهرات الفضية والأعمال الجلدية، والألبسة التقليدية وغيرها جذبت الاهتمام.

تم أيضا التعريف بالمتاحف الكبرى للمنطقة منها متحف اليزي الذي به قطع أثرية لا تقدر بثمن تعود لعصور الانسانية الأولى ، وكذلك متحف برج الحواس أدمر هذا الأخير الذي يبعد عن جانت ب150 كم  وافتتح سنة 2003 به عدة أجنحة  ويضم خرائط المنطقة وعينات من التكوينات الجيولوجية  والمستحثات وحضارات ما قبل التاريخ  وللثقافات الشعبية وغيرها.

الفنانة خيرة بضياف سفيرة لتراث التاسيلي

التقت "المساء" في هذا المحفل بالفنانة خيرة بضياف من مدينة جانت التي أبدعت في جناحها بكم كبير من الروائع، شملت لوحات وقطعا فنية ومجسمات تعكس هوية وخصوصية هذه المنطقة من الصحراء الكبرى.

قالت إنها تعيش في جانت منذ 30 سنة، علما أن مسقط رأسها هو منطقة المنيعة، وقد حملت معها لقصر الثقافة 45 لوحة كلها تجسد التقاليد الترقية، متوقفة عند المجسمات التي تمثل المرأة وكذلك الدمى التي ترتدي اللباس المحلي منه "تباركمت" و«أخباي" ولباس الرجل "تاكامست" مع القبعة الخاصة برقصة السبيبة، وكذلك مجسم البيت التقليدي المصنوع من القش والذي يشبه البيوت الافريقية القديمة، مشيرة إلى أنها تعاطت المسرح من خلال الدمى (مسرح العرائس). أضافت المتحدثة "أعطيت فن التاسيلي طابعا خاصا من إبداعي حيث استعملت فيه اللون الأسود سيد الألوان من خلال خلفية القماش للوحة مركبة على لوح كي يبدو كالجلد، ورسمت معالم من التاسيلي ورسمت بعض اللوحات بالذهبي".

عن الألوان، أوضحت أنها تستعين بألوان التراب الذي تجمعه في المنتزهات، ومن لوحاتها الجميلة التي بيع أغلبها هناك "البقرة الباكية"، و«النسوة" و«المهري" و«التندي" و«الغزالة النائمة" (موجودة في ورقة الألف ديار النقدية)، مؤكدة أن بعض الرسومات من تراث التاسيلي يلتزم الفنان برسمها كما هي منقوشة في الصخور كي لا يتم تحريفها.

كما ترسم الفنانة خيرة على الجلد الحلي والآلات الموسيقية وغيرها، من خلال ثقوب مستعينة بآلة الكي الكهربائية، وقالت أنها مطلوبة جدا من السياح الأجانب، لتؤكد في الأخير أنها على وشك افتتاح جمعيتها "آفاق وإبداع الطفولة والشباب" بجانت. تحدثت "المساء" أيضا مع زوج الفنانة خيرة المقيم بالرياض بالمملكة السعودية منذ عقود، قائلا أن هذا الفن رائج ومطلوب من السعوديين، علما أن بعضهم حضر الافتتاح وانتقى بعض القطع.