فرنسا تختلق أزمة دبلوماسية مع الجزائر لأسباب سياسية ضيّقة .. "ميديا بارت":
باريس أصابها العمى الاستراتيجي

- 207

❊ فرنسا تفقد سوقا رئيسية وشريكا استراتيجيا في إفريقيا والمتوسط
❊ الجزائر تقرّر إنهاء اللعبة وإلغاء اتفاقية 2013 رسالة سياسية واضحة
❊ إنهاء تسهيلات الدخول والتحرّك للدبلوماسيين الفرنسيين
❊ مراجعة الامتيازات العقارية الممنوحة لفرنسا وتجميد برامج ثنائية كاملة
❊ الجزائر تؤكّد موقعها كلاعب محوري في إفريقيا والبحر المتوسط
أكدت مدوّنة نشرتها صحيفة "ميديا بارت" أنّ الأزمة الدبلوماسية الأخيرة مع الجزائر تحرم فرنسا من رافعة استراتيجية على الصعيدين الإفريقي والمتوسطي.
حلّل كاتب المقال الذي جاء تحت عنوان "فرنسا في مواجهة الجزائر: ثمن العمى الاستراتيجي"، الرهانات الجيوسياسية والجيواقتصادية والاستراتيجية والأمنية الكامنة في العلاقات الجزائرية-الفرنسية، مشيرا إلى الخسارة المحتملة التي قد تتكبدها فرنسا بفقدان "سوق رئيسية" و«شريك استراتيجي" في إفريقيا والبحر الأبيض المتوسط. وأكد كاتب المقال أنّ باريس، وبمواجهتها للجزائر لأسباب "سياسية ضيقة"، فإنها "تعزل نفسها وتحرم نفسها من سوق رئيسية"، محذّرا من أن فرنسا "قد تخسر إفريقيا للمرة الثانية".
ويرى أنّ قرار الجزائر بإلغاء الاتفاق الجزائري-الفرنسي لعام 2013 المتعلق بالإعفاء المتبادل من التأشيرات لحاملي جوازات السفر الدبلوماسية والخدمة يدل على أن ميزان القوى قد انعكس، وهذه المرة فإن الجزائر هي التي تقرّر إنهاء اللعبة، مبرزا أن هذا الإلغاء ليس مجرد إجراء تقني بسيط، بل رسالة سياسية واضحة.
ويتابع أنّ "العواقب فورية وثقيلة: انتهاء تسهيلات الدخول والتحرك للدبلوماسيين الفرنسيين، مراجعة الامتيازات العقارية الممنوحة للمؤسسات الفرنسية، تجميد برامج ثنائية كاملة"، وأكد بهذا الخصوص أن الرمزية تتجاوز هذه الجوانب العملية وأن الجزائر لم تعد متأثرة، بل أصبحت تضع الإيقاع الآن ولا تخشى خوض المواجهة، لافتا إلى أنّ الجزائر التي تشهد نشاطا اقتصاديا متصاعدا ونشاطا دبلوماسيا مكثفا، ترسخ موقعها كلاعب محوري في إفريقيا وفي البحر الأبيض المتوسط، وهي جذابة للاستثمارات الدولية ومعزّزة لتحالفاتها.