بتكوين متميّز تفتح أمامهم باب الشغل واسعا.. مختصون لـ “المساء":
"تنافس" محموم على تخصصات الذّكاء الاصطناعي والإعلام الآلي

- 172

يشهد عدد الطلبة الراغبين في الالتحاق بالمدارس العليا خاصة بالقطب الجامعي بسيدي عبد الله عبد "الحفيظ إحدادن"، ارتفاعا متزايدا كونها تضمن تكوينا نوعيا وتفتح باب الشغل واسعا أمامهم بعد التخرّج مقارنة بباقي التخصصات الجامعية.
أوضح الأستاذ المحاضر بجامعة بوزريعة ياسين مشتة، في اتصال لـ«المساء" أن المدارس العليا التقنية المستحدثة تحظى برغبة كبيرة لدى المتفوّقين الأوائل في البكالوريا، في ظل رعاية حكومية خاصة لتخصصات المستقبل ضمن أولوياتها على غرار الذّكاء الاصطناعي والأمن السيبراني والرياضيات وعلوم النانو تكنولوجي وغيرها من التخصصات الدقيقة.
من جهته أكد الخبير التربوي يوسف رمضاني، لـ«المساء" أن المدارس العليا سواء للأساتذة أو تلك الموجودة بمختلف الأقطاب العلمية والتي تضمن تكوينا في مجالات علمية متنوعة أصبحت تشكل وجهة أكاديمية مرموقة لفئة واسعة من المتفوّقين في شهادة البكالوريا، خاصة المتحصلين على معدلات عالية، وهو ما يفسّر الثّقة التي تحظى بها هذه الفضاءات العلمية في أوساط النّخبة من التلاميذ.
ويرى رمضاني، أن ما يميّز هذه المدارس "ليس فقط نوعية التخصصات، بل أيضا المنهج البيداغوجي المعتمد القائم على التكوين العملي والابتكار والبحث التطبيقي، مع انفتاح واسع على الشراكات الدولية ومخابر البحث العالمية، مما يعزّز من كفاءة الطالب ويُعدّه لمواجهة تحديات عالم يتغيّر بوتيرة متسارعة".
وأشار المتحدث، إلى أن هذا التوجه ليس وليد الصدفة، بل هو ثمرة سياسة رشيدة تنتهجها الدولة الجزائرية، تحت قيادة السلطات العليا للبلاد، وعلى رأسها رئيس الجمهورية، التي تضع التعليم العالي والبحث العلمي في صلب الرهانات التنموية والسيادية، من خلال جعل الجامعات قاطرة للتنمية الوطنية، وخلق أقطاب امتياز علمية ذات إشعاع قاري ودولي، وضمان العدالة في الولوج إلى التكوين النّوعي بناء على الاستحقاق والتميّز، وتوجيه الطلبة نحو التخصصات المستقبلية التي تستجيب لحاجيات الاقتصاد الوطني ومقتضيات التحوّل الرقمي.
وعلى هذا الأساس يرى المتحدث، أنه من واجب الأسرة التربوية مرافقة هذا المسار الطموح من خلال العمل على توجيه وتحسيس التلاميذ والأولياء بأهمية هذه التكوينات، وبأن النّجاح الحقيقي لا يُقاس فقط بالمعدل بل بالاختيار الواعي والمدروس الذي يخدم طموحات الطالب ويستجيب لحاجيات الوطن.
وأرجع ذات المتحدث، الإقبال المتزايد على المدارس العليا أو الأقطاب العلمية لا سيما القطب الجامعي لسيدي عبد الله، نظرا لنوعية التكوينات التي يقترحها القطب، والتي ترتكز على تخصصات دقيقة ومواكبة للثورات المعرفية والصناعية الجديدة على غرار المدرسة الوطنية العليا للرياضيات، التي تعد منارة علمية تتيح تكوينا نخبويا في علوم الرياضيات الحديثة، وتؤهل الطلبة للانخراط في مشاريع بحثية وتكنولوجية تتطلب دقّة رياضية عالية، وتفتح آفاقا واسعة في مختلف المجالات الهندسية والاقتصادية، إضافة إلى المدرسة الوطنية العليا للذّكاء الاصطناعي، والتي تحرص على تكوين كفاءات قادرة على تطوير الحلول الذّكية وتوظيف الذّكاء الاصطناعي في قطاعات متعددة كالصحة، النّقل، الصناعة، الأمن والخدمات ما يضعها في صميم الرهانات التنموية للدولة.
كما تعرف المدرسة الوطنية العليا للأمن السيبيراني، هي الأخرى إقبالا واسعا من المتفوّقين في البكالوريا وبمعدلات تفوق 16 من 20، لاسيما وأنها تضمن تكوين جيل من شأنه حماية البنى التحتية الرقمية للبلاد، وتأهيل خبراء في الأمن الرقمي لضمان السيادة الرقمية.
وتمنح هذه المدارس للمسجلين فيها شهادة مهندس دولة بعد 5 سنوات دراسة، ويتعلق الأمر بالمدرسة العليا للذّكاء الاصطناعي، وللتسجيل فيها ينبغي على النّاجحين في شُعب الرياضيات كأولوية أولى وعلوم تجريبية وتقني رياضي الحصول على معدل موزون أو معدل عام في البكالوريا يساوي أو يفوق 16 من 20 للمشاركة في الترتيب، إذ يمكن أن تكون المعدلات الدنيا للقبول أكثر من 16 من 20 وهذا حسب المقاعد البيداغوجية المتاحة.
وتفتح المدرسة الوطنية العليا للرياضيات، أبوابها ضمن القطب التكنولوجي، حيث تمنح الأولوية للحائزين على بكالوريا مدرسة الرياضيات في القبة، والحائزين على بكالوريا شعبة رياضيات، إذ يحتسب معدل الترتيب للتسجيل فيها من 14 فما فوق، في حين يشترط معدل موزون بحساب مادة الرياضيات أو معدل عام في البكالوريا يساوي أو يفوق 15 للحائزين على بكالوريا شعبة علوم تجريبية، أما الحائزون على بكالوريا شعبة تقني رياضي فيشترط حصولهم على معدل موزون محسوب أو معدل عام يساوي أو يفوق 16 من 20.
ويضم القطب التكنولوجي بسيدي عبد الله أيضا المدرسة الوطنية العليا للأنظمة المستقلّة والتي فتحت أبوابها للنّاجحين في بكالوريا 2023، كتجربة أولى وهي مخصصة للراغبين في ولوج ميدان العلوم والتكنولوجيا والتخصص فيه، وهذا للنّاجحين في شُعب الرياضيات والعلوم التجريبية والتقني رياضي، حيث تتطلب الحصول على معدل موزون محسوب أو معدل عام يساوي أو يفوق 15 من 20، ونفس الشروط بالنّسبة للمدرسة الوطنية العليا لعلوم النانو وتكنولوجيا النانو.