الأمـن ووفرة النقل جعلاهـا مديـنة لا تنـم

العاصمة قطب للتسلية والترفيه

العاصمة قطب للتسلية والترفيه
  • 203
نسيمة زيداني نسيمة زيداني

❊ المراكز التجارية تعج بالزائرين 

❊ ضمان المتعة والسمر للمصطافين

❊ حركة دؤوبة وزحمة كبيرة 

تعرف شوارع العاصمة، وحتى البلديات الساحلية، إقبالا منقطع النظير للمواطنين من مختلف ولايات الجزائر، جاؤوا للاستمتاع وقضاء أوقات جميلة، لاسيما بعدما وفرت مصالح ولاية الجزائر، الأجواء المناسبة، من وسائل التسلية والترفيه للكبار والصغار، وتسهيل حركة المرور، وتوفير النقل وفتح المحلات التجارية لساعات متأخرة من الليل، تطبيقا لتعليمات ضرورة ضمان المتعة والسمر للمصطافين. 

يلاحظ زائر العاصمة، أنها لم تعد تنام باكرا صيفا، مثلما عهدته في باقي فصول السنة، خاصة في الشتاء، فشوارع بلدياتها ومنتزهاتها ومحلاتها صارت تعج بالباحثين عن الراحة والاستجمام، وارتياد المنتزهات وأماكن التسلية، وعشاق السهر والسمر الذين يجدون في لطافة الجو وهدوء الليل ووفرة بعض مرافق التسلية، متعة موسمية، يسارعون للاستفادة منها، قبل برد الشتاء الذي يفرض العودة إلى المنزل باكرا.

العاصمة لا تنام صيفا

المتجول بقلب العاصمة، على غرار بلدتي الجزائر الوسطى وباب الوادي، يلاحظ حركة دؤوبة وزحمة كبيرة للمواطنين، يتجولون ويستمتعون بالأجواء إلى ساعات متأخرة من الليل، لاسيما بعدما قام اتحاد التجار بتحسيس أصحاب المحلات بفتح محلاتهم ليلا، بهدف إنعاش الحركة التجارية، كما قدم عدة اقتراحات للسلطات العمومية، لإنعاش الحركة التجارية والسياحية ليلا، وجعل العاصمة لا تنام باكرا، ومنها تخفيف فاتورة الكهرباء، وتشغيل عمال في إطار عقود ما قبل التشغيل، يتم تكوينهم في اختصاص مهن البيع والتجارة في مراكز التكوين المهني، حيث سيتم بهذه الطريقة، توظيف ملايين البطالين في هذا القطاع الحيوي.

كما لاحظت "المساء"، أن مؤسستي "مترو الجزائر" و«إيتوزا"، تداركتا النقص وسمحتا بتنقل الأشخاص إلى ساعات متأخرة من الليل، ونوه مواطن قاطن بضواحي غرب العاصمة، بنعمة خدمة النقل التي وفرتها بالخصوص المؤسسات العمومية، كخطي "المترو" و«الترامواي"، اللذين يضمنان الخدمة إلى غاية الحادية عشرة ليلا، ومساهمة بعض التجار في استقطاب زبائن يتسوقون ليلا، ويصنعون حركية تبدأ في التناقص عندما ينتهي فصل الحر وموسم الاصطياف، وتكاد تنعدم شتاء، حيث تغلق المحلات باكرا، ويتمنى محدثنا، أن يساهم الناقلون الخواص في توفير الخدمة ليلا، وعدم الاكتفاء بساعات النهار فقط.

الـمخطط الأمني يعطي ثماره 

كما صادفت "المساء"، في جولتها ببعض بلديات العاصمة، الدوريات المكثفة لعناصر الشرطة والدرك الوطني، ونقاط المراقبة والحواجز بمختلف المحاور، ما يزرع الطمأنينة في نفوس المواطنين، وهو ما استحسنه من التقيناهم، حيث قال أحد المواطنين من الصحراء وجدناه في شاطئ باب الوادي، لقضاء عطلة قصيرة مع عائلته بالعاصمة، إن انتشار الأمن وأفراد الشرطة في الأماكن العمومية خصوصا، يريح الزائرين، مؤكدا أن ما لمسه ورآه بأم عينيه من تغطية أمنية وتكفل، يزرع الاطمئنان في النفوس ويشجع الكثير من أبناء الوطن على زيارة العاصمة والاستمتاع بمرافقها ومنتزهاتها.

كما لاحظنا، المجهودات الجبارة التي تقوم بها وحدات الدرك الوطني، في تسهيل حركة المرور، وحماية المواطن والممتلكات ورعاية المصطافين بالشواطئ، والسهر على سلامتهم وعلى مجانية الشواطئ، خصوصا بشرق وغرب العاصمة، على غرار القادوس وطرفاية بعين طاية، وزرالدة وسيدي فرج.

المطاعم والاستجمام ليلا.. لذة بطعم آخر

زيارتنا لبعض بلديات العاصمة ليلا، كالدرارية، "الصابلات" واسطاوالي... وغيرها، جعلتنا نلاحظ حجم الحركية التي تصنعها العائلات، التي صار يروقها التسوق والتنزه والاستجمام ليلا، عندما تغيب الشمس وتنخفض درجة الحرارة، واغتنام ما تبقى من أيام عطلة الصيف للتنفيس.

وذكر أحد باعة الشواء بالدرارية، أن الحركة التجارية وسط المدينة تستمر في الفترة الليلية، مشيرا إلى أن العديد من التجار لم ينتظروا حتى حلول فصل الصيف وموسم الاصطياف، لفتح محلاتهم ليلا، بل تعودوا على ذلك خلال الفصول الأخرى، وكسبوا زبائن يقصدونهم حتى في جنح الظلام، مضيفا "في فصل الصيف يزداد إقبال الزبائن على المطاعم"، حيث يلاحظ الزائر، كيف زينت الشوارع بمصابيح واجهات المحلات ولافتاتها المضيئة، ذات التصاميم الساحرة، وازدحم الساهرون على محلات بيع المثلجات والإطعام السريع والشواء، وجلوس آخرين بالمقاهي وقاعات الشاي.

وبـ«الصابلات"، لا تنقطع الحركة بالشاطئ والساحة المقابلة له، حيث اتخذت العائلات من البساط الأخضر مكانا للسمر وتناول وجبة العشاء بهذا المكان الشاسع، الذي ذاع صيته وصار قبلة لآلاف العائلات التي تقضي أوقاتا إلى ما بعد الثانية صباحا، في حضن الهواء الطلق وأنوار المكان، ومرافق التسلية والنشاطات الترفيهية والأغاني والشاشة العملاقة التي نصبت بالمكان.

كما وقفنا على حركة دؤوبة بـمركز التسوق "مارينا" المحاذي للصابلات (آرديس سابقا)، الذي صار يستقطب عددا هائلا من الزوار، وصار أشبه بمنتزه "الصابلات"، إذ لم تسع حواف المكان من أرصفة حجم المركبات المركونة التي اختارت المرفق، والأمر نفسه بحديقة الأحلام للتسلية "دريم بارك" بالمحمدية، التي تشهد توافدا كبيرا للمواطنين الذين يدفعهم الأطفال بالخصوص للتمتع.

عشاق التسوق يختارون المراكز التجارية

تحولت البلديات التجارية، على غرار باش جراح وباب الزوار والشراقة، إلى مدن لا تنام، بفضل الحركية الكبيرة، نظرا لتعداد سكانها الكبير، ناهيك عن العدد المعتبر للمراكز التجارية الحديثة وفضاءات الترفيه والألعاب والخدمات، التي تتوفر عليها، كالمطاعم والمقاهي، وهو ما جعل ظاهرة التسوق والتبضع تعود للواجهة من جديد، بعدما كانت منتشرة بصفة كبيرة خلال شهر رمضان، فباتت العائلات "العاصمية" والقادمة من البلديات المجاورة، تقصد الأسواق والمحلات والمراكز التجارية، حيث لا يكاد يخلو محل واحد من الزبائن الذين يفضلون قصدها، خاصة في الفترة المسائية، كون أغلبهم يعملون في الفترة الصباحية.

وساهمت هذه المراكز التجارية الكبرى، في استقطاب عشاق التسوق، فانتشار المراكز الكبرى الجديدة، مثل "غاردن سيتي" بالشراقة، "بازار حمزة" بباش جراح، والمركز التجاري بباب الزوار، منح انتعاشا وحركية كبيرتين، خصوصا في فصل الصيف.

من جهة أخرى، ساهم توفر خدمات النقل في خروج العائلات في الفترة الليلية، عبر حافلات النقل الحضري وشبه الحضري، وحتى سيارات الأجرة و«الترامواي"، لتسهيل حركة تنقل المواطنين، خاصة في المناطق التي تحوي مراكز تجارية وأسواق معروفة.