خطاب الاستفزاز يزيد من تعقيد العلاقات بين البلدين.. قداش لـ"المساء":

تصريحات روتايو تفضح هشاشة الموقف الفرنسي تجاه الجزائر

تصريحات روتايو تفضح هشاشة الموقف الفرنسي تجاه الجزائر
  • 159
مليكة .خ مليكة .خ

أكد المحلل السياسي في العلاقات الدولية سيف الدين قداش، أن تصريحات وزير الداخلية الفرنسي الأخيرة لصحيفة "لوفيغارو"، تكشف مجددا بل وتعكس كذلك هشاشة الموقف الرسمي الفرنسي تجاه الجزائر، وتؤكد عمق التناقضات داخل الحكومة الفرنسية نفسها، مضيفا أن العودة إلى خطاب الاستفزاز وطرح إلغاء اتفاقية 1968 لا يخدم المصالح الفرنسية، بل يزيد من تعقيد العلاقات ويعزز من مسار التهدئة وفقدان الثقة.

أوضح قداش، في اتصال مع "المساء" أن هذا التمرد المعلن على نهج التهدئة الذي رسمه الرئيس ماكرون لا يعبر فقط عن خلاف داخلي، بل يشير أيضا إلى غياب قيادة مركزية متحكمة وهشاشة في النظام الفرنسي نتيجة الانتخابات الأوروبية والتشريعية الفرنسية، فضلا عن العمى السياسي الذي أدى إلى ضعف رؤية استراتيجية واضحة في التعاطي ليس مع دولة ذات سيادة لا تقبل الخضوع مثل الجزائر، بل حتى مع دول إفريقية ساحلية طردت مظاهر النفوذ الفرنسي العسكري والاقتصادي من منطقة الساحل وإفريقيا مثلما حدث في مالي والنيجر والسنيغال والتشاد.

وفي تعليقه على إصرار روتايو على إلغاء اتفاقية 1968، أوضح المحلل السياسي، أن الجزائر ليست في موقع المتلقي السلبي ولن تكون رهينة لمزايدات انتخابية أو تناقضات داخلية تمليها باريس، لتحقيق مكاسب انتخابية أو مصالح حكومية رسمية.

كما أشار إلى أن وزير الداخلية الفرنسي، يتحرك وفق منطق سياسي انتخابي وليس دبلوماسي، ويتصرف وكأن الجزائر لازالت تابعة لوزارة الداخلية والأقاليم المستعمرة، مشيرا إلى أن هدفه هو كسب ود الناخب اليميني من خلال إظهار العداء تجاه كل ما هو جزائري.

ومن هذا المنطلق يرى محدثنا، أن موقف الجزائر كان دوما ولايزال واضحا ومبدئيا، قائما على النّدّية والاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية، مضيفا أن الرد الجزائري لا يحتاج إلى أن يتحول لصخب أو غضب، بل يترجم بمواقف متّزنة وقرارات سيادية تبنى وفق ما تقتضيه مصلحة الدولة والجالية في الخارج.

ويرى المتحدث، أن فرنسا تتصرف بمنطق الابتزاز السياسي كإثارة قضية صنصال مثلا مقابل التأشيرات، أو التسهيلات القنصلية مقابل قبول الأجندات الفرنسية (الترحيل غير القانوني) وغير ذلك، مضيفا أن ذلك يعد بمثابة مساومة باردة لكنها ستمر بدون أي واقع جديد، والاتفاقية مجرد بند في قائمة أوراق الضغط الفرنسية.

أشار قداش، أن الجزائر تعلم جيدا عمق المخططات وأهداف الاستفزازات التي يقودها اللوبي الصهيو-مخزني بغطاء يميني متطرّف وسط "نوستالجيا الأقدام السوداء" الذين لم يتحرروا من عقدة استقلال الجزائر، وعليه فإن  "الجزائر كانت ولا تزال وستبقى سيّدة وتدافع عن حقوق أبنائها أينما وجدوا بكل ثبات ويقين".