الجزائر تطالب باستخدام الأدوات الأممية لوقف الجرائم الصهيونية ضد الفلسطينيين.. كودري:

صمت المجتمع الدولي ينتمي إلى لغة الجريمة

صمت المجتمع الدولي ينتمي إلى لغة الجريمة
المندوب الدائم المساعد للجزائرلدى الأمم المتحدة، توفيق العيد كودري
  • 170
ي. س ي. س

استنكرت الجزائر بنيويورك، على لسان مندوبها الدائم المساعد لدى الأمم المتحدة، توفيق العيد كودري، صمت المجتمع الدولي إزاء انتهاكات الاحتلال الصهيوني بحق الشعب الفلسطيني كما هو الحال في غزّة، مطالبة باستخدام الأدوات التي يخوّلها ميثاق الأمم المتحدة لوقف هذه الجرائم.

اعتبر كودري، في كلمته خلال اجتماع لمجلس الأمن حول "الوضع في الشرق الأوسط بما في ذلك القضية الفلسطينية" أن صمت المجتمع الدولي "ينتمي إلى لغة الجريمة" وأكد أنه "مهما تحصّن هذا الصمت بالدبلوماسية، سيسجل كشاهد على الجريمة وسيتذكره التاريخ، لا كحياد بل كخيانة"، مطالبا بعدم الاكتفاء بالإدانة والتأسّف بل "الواجب الآن هو العمل واستخدام الأدوات التي يخوّلها ميثاق الأمم المتحدة لوقف هذه الجرائم التي لم تعد تخفى على أحد".

وتناول كودري، وضع غزّة المرير جراء العدوان الصهيوني وقال إنه "لا واقع في القطاع سوى الموت حيث تفنّنت قوات الاحتلال في إذاقة الفلسطينيين شتى أنواع القتل، يراودها في ذلك وهم تغذّيه الغطرسة وجنون القوة بإخلاء فلسطين من أهلها"، مضيفا بالقول "لكن لمن يريد إعادة كتابة التاريخ نقول إن زوال الاحتلال وتمكين الفلسطينيين من حقّهم الطبيعي والقانوني غير القابل للتصرف في أرضهم، حتمية تاريخية وأن من يحاول إيقاف عجلة التاريخ سيلاقي مصير من سبقه".

وقال الدبلوماسي الجزائري، إن "مجلس الأمن يشهد تراكما للجلسات وتناسلا للبيانات لكنها لا تردع المحتل ولا توقف المذبحة"، متابعا إن "اجتماعاتنا على كثرتها تعكس قلق المجموعة الدولية حيال ما يحصل، وتعرّي في الوقت ذاته عجزها عن اتخاذ القرارات الضرورية وعن فرض احترام رغبتها عندما يتعلق الأمر بالمحتل" الصهيوني.وتعجّب ممثل الجزائر، عند سماع من يدافع عن القتلة بمجلس الأمن مع تبرير ذلك، حيث أنه وبالنّسبة للبعض فإن "قتل الأطفال هو مجرد "أضرار جانبية" ربما لأنهم فلسطينيون يمكن قتلهم".

وأشار في هذا الإطار إلى ما قدمته وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الاونروا" من أرقام بخصوص المجازر التي يرتكبها الكيان الصهيوني، حيث أكدت أن الأخير "يقتل يوميا منذ 7 أكتوبر 2023، ما يعادل صفا دراسيا كاملا من الأطفال، حيث يراوح عدد طلاب الصف (القسم) بين 35 و 45". كما استغرب استهداف المستشفيات وتبرير ذلك بكونها "مراكز قيادة وسيطرة"، في حين ترى منظمة الصحة العالمية وغيرها من الفاعلين غير ذلك.

وفي هذا الصدد، أشار إلى ما أكدته عدة منظمات من أن الجيش الصهيوني "تعمّد الاعتداء على المستشفيات والمرافق الطبية، ما أدى إلى انهيار كامل للنظام الصحي في غزّة، تجلّى في تدمير متعمّد للبنية التحتية ونقص حاد في المعدات الطبية والأدوات الأساسية".

وبخصوص توزيع المساعدات قال السيّد كودري، إن "البعض حاولوا أن يقنعوا أنفسهم وأن يقنعونا أن نظام توزيعها الحالي يتماشى مع المبادئ الإنسانية، وأنه الحل المثالي لهواجس المحتل الأمنية، لكن نقاط التوزيع تحوّلت إلى مصائد موت والمساعدات تعسكر لتكون أداة تهجير لا إنقاذ".