ندوة الموروث الثقافي الثوري

توثيق وإعلام لحفظ ذاكرة الملحون

توثيق وإعلام لحفظ ذاكرة الملحون
  • 119
دليلة مالك دليلة مالك

احتضن النادي الثقافي "عيسى مسعودي"، التابع للإذاعة الجزائرية، أوّل أمس، بالجزائر العاصمة، ندوة فكرية حملت عنوان "الموروث الثقافي الثوري: شاهد على الحضارة وترسيخ للهوية وحفظ للذاكرة"، بمناسبة حفل تتويج الفائزين بالمسابقة الوطنية للشعر الشعبي الملحون المغنى، شارك فيها كلّ من الدكتورة نبيلة بلعابدي، الأستاذ الجامعي محمد جلاوي، والباحث مهدي براشد، حيث شدّد المتدخّلون على أهمية تثمين الأرشيف الثقافي المقاوم، باعتباره لبنة في صرح الهوية الوطنية، وجسراً يربط الأجيال بروح نوفمبر الخالدة.

استهلت الدكتورة نبيلة بلعابدي الندوة بمداخلة لها عن صوت المرأة الجزائرية المناضلة من خلال الأغاني والأهازيج الشعبية، حيث أشارت لرغبة النساء الجزائريات في مقاومة المحتل الفرنسي، يتجلى ذلك في الكلمات المستعملة في الأغاني والأهازيج التي كانت تؤديها، وقد لاحظت شغفها للجهاد والاستشهاد وتطلّعها للحرية والاستقلال. وقدّمت الدكتورة نماذج من بعض الأشعار النسائية التي كانت ترافق المجاهدين في كل معركة يخضونها، مشيرة إلى الأغنية الشهيرة "الطيارة الصفرا" وما تحمله من رسائل ودلالات.

من جهته، تحدّث الدكتور محمد جلاوي، أستاذ في كلية الأدب بالبويرة، في موضوع التوثيق، وذلك من خلال عمله الميداني كباحث أكاديمي، وقال إنّه أذهل من كمية النصوص الشعرية التي تغنّت بالمقاومة الجزائرية منذ بداية دخول المحتل الفرنسي في 1830، مؤكّدا أنّ كلّ مرحلة من هذه المقاومة كان لها شعراؤها التي وثقت لوقائع وأحداث تاريخية.

وأشار المتدخّل إلى أنّ فترة الثورة التحريرية 1 نوفمبر 19854 كانت الأكثر حضورا في المادة الشعرية التي اتّسمت بالغزارة، تميّز بتداوله بطريقة شفوية، واكبت تفاصيل الثورة، سواء بالحديث عن المعارك أو المجاهدين أو ما يخصّ الوجدان وحبّ الوطن.

من جهته، تناول الباحث في التراث الشعبي، مهدي براشد، الصحفي والكاتب أيضا، موضوع دور الإعلام في الحفاظ على التراث الشعري الملحون، وقد بدأ حديثه بالتعبير عن إعجابه بعنوان كبير صدر يوم 5 جويلية الماضي في الصفحة الأولى ليومية "لو جون أنديبوندون" "الحمد لله ما بقاش استعمار في بلادنا"، إذ قال إنّه انجذب لفكرة العنوان، كيف فكّر كاتب المقال أن ينهل من الشعر الشعبي ليكتب موضوعه الإعلامي بمناسبة عيد الاستقلال.

وذكر أنّ هذه الأغنية كتبها ولحّنها الحاج محمد العنقى، وتُعدّ نشيدا للاستقلال في الجزائر. وأوضح براشد أنّ الإعلام من شأنه أن يقدّم دورا حيويا في نقل هذا التراث للأجيال القادمة، مشيرا لأهمية العمل للاستفادة من التراث الفني الموسيقي، ولا سيما فيما يخصّ بالمدونين الشعرية والموسيقية.أ