حمادي يترجم "غابرييل غارسيا ماركيز"

غوص في عرش العزلة الإنسانية

غوص في عرش العزلة الإنسانية
  • 119
مريم . ن مريم . ن

أعلنت دار "النهى" للنشر والترجمة والتوزيع، عبر صفحتها الإلكترونية، عن إصدار جديد تطلقه قريبا، يحمل عنوان "غابرييل غارسيا ماركيز، رائد الواقعية السحرية"، ترجمة وتقديم الدكتور عبدالله حمادي.

بالمناسبة، أشار الدكتور عبد الله حمادي، إلى أن هذا الكتاب الذي يقدمه للقارئ العربي، بعد ترجمته من لغته الأصلية، يعتبر وثيقة فريدة من نوعها "يُمكننا من خلال - بيلينيو أبوليو ميندوثا صديق ماركيز منذ ما يزيد عن ثلاثين سنة- من سبر أغوار عالم رائد الواقعية السحرية، عبر حوار مفتوح وشيق يتسم بروح الصراحة، وحرارة الكلمة الصادقة، ويذهب كاشفا عن أعمق أعماق من تربع اليوم على عرش العزلة الإنسانية، التي انبعث وراءها ما انبعث من خراب مدينة أسطورية، استحالت في هذا الوجود إلى حقيقة مادية، تشهد عملية نشأتها ودمارها، وتفرض حضورها مكانيا وزمانيا، في ذاكرة أجيال ارتبطوا بسلسلة المصير الكونية".

كما أضاف حمادي، أن هذا الكتاب الذي يقدمه اليوم بكل أمانة في الترجمة، وبكل حرص على أن يكون كما أراد صاحبه "نجده يعكس لنا حصيلة صداقة طويلة المدى، جمعت بين بلينيو وماركيز، فكانت نتائجها المنتظرة، هذه المكاشفات العلنية التي يرجع الفضل في إثارتها إلى الروح الصحفية العالية، وإتقان سر المهنة، أو بتعبير أدق، معرفة من أين تؤكل الكتف، فبلينيو في مجريات تساؤلاته الشاملة، التي انهال فيها على ماركيز وراح يثير كوامن الماضي البعيد، ممزجا إياه مع رحيق القوايابيه الذي ما ينفك يشد كليهما إلى عوالمها الخرافية".

للإشارة، فإن الراحل ماركيز يقود القراء نحو المتعة في طرقات السرد والحكي خطوة بخطوة، حيث يسرد القصة بأسلوب شيق، وفي أتون النص خوفا على هذا القارئ من الضياع، مع زيادة الإثارة، ورفع مستوى التشويق عاليا. ميزة ماركيز، حسب بعض النقاد، أنه جعل من الواقعية السحرية التي بدأت تتردد على ألسن النقاد، انطلاقا من نهاية الستينيات من القرن الماضي، فنا قائما بذاته. أما بيلينيو أبوليو ميندوثا، فهو صحفي اشتهر بعلاقته مع الكاتب غابرييل غارسيا ماركيز، وقد ألف كتابا عبارة عن لقاء مع ماركيز، اسمه "رائحة الجوافة - غابرييل غارسيا ماركيز".

يلقي هذا الكتاب لبيلينيو أبوليو ميندوثا، مزيدا من الضوء على عالم ماركيز الروائي، وآرائه بشأن الأدب وتربيته الأدبية وعائلته وميوله السياسية، والتعريف بالحياة التي أفرزت هذا الكاتب، وكيفية بناء نسيجه العقلي المتمتع بمواهب أدبية، والذي يمكن أن يستفيد منه كتاب العالم الثالث.

يطرح الكتاب حقيقة العلاقات بين الواقع والإبداع الروائي، علما أن ماركيز ينتهج موقفا تقدميا صريحا، وهو من المؤيدين لقضايا العرب، فقد رفض دعوة وجهها له الكيان الإسرائيلي قائلا "إنه لن يلبيها لأن الإسرائيليين سيستغلونها سياسيا، وستكون دعايتهم لا أساس لها من الصحة وتقوم على الكذب".