جدّد دعوة الجزائر لوقف التدخلات الأجنبية وإدانتها علنيا.. كودري:

العدالة والمساءلة لحل النّزاع في السودان

العدالة والمساءلة لحل النّزاع في السودان
مندوب الجزائر الدائم المساعد لدى الأمم المتحدة، توفيق العيد كودري
  • 172
ي. س ي. س

أكدت الجزائر أول أمس، على لسان مندوبها الدائم المساعد لدى الأمم المتحدة، توفيق العيد كودري، أن العدالة والمساءلة تبقيان من أهم الأسس التي يبنى عليها حل شامل للنّزاع في السودان.

 أشار كودري، في كلمته خلال اجتماع لمجلس الأمن بشأن الوضع في السودان، إلى أنه بعد مرور أكثر من 20 عاما على إحالة ملف دارفور للمحكمة الجنائية الدولية، لم تسجل إلى غاية الآن نتائج ملموسة بالرغم من التقدم المحرز في بعض الحالات المرتبطة بالملف مثل ما هو مبيّن في التقرير الدوري 41 للمدّعي العام.

وأوضح بعد تقديم المدعي العام المساعد التقرير نصف السنوي للمحكمة الجنائية الدولية بخصوص الوضع في دارفور غرب السودان، أنه في ظل التطورات الراهنة في منطقة دارفور خاصة منذ بداية النّزاع الحالي منذ أكثر من سنتين، تبقى العدالة والمساءلة من أهم الأسس التي يبنى عليها حل شامل للنّزاع، وأكد من هذا المنطلق على أنه من الضروري أن تأخذ المحكمة في عملها بعين الاعتبار وجود مسار للعدالة الانتقالية والمساءلة في إطار الجهود المبذولة لإرساء السلام في دارفور، مشيرا إلى أنه لتحقيق هذا الهدف، يجب تكريس كل الوسائل المتاحة لتنشيط وتعزيز الهياكل القضائية الوطنية، بهدف تكريس الملكية والقيادة السودانيتين للعملية بصفة كلية، من خلال إعطاء الأولوية للمسارات الوطنية مع احترام مبدأ التكامل مع المحكمة الجنائية الدولية.

كما أكد أن تحقيق هذه الغاية يكون كذلك عبر إرساء أسس للشراكة والتعاون مع الفاعلين الدوليين والجهويين، معربا في هذا الإطار عن ترحيبه بروح التعاون التي أبانت عنها الحكومة السودانية مع مصالح مكتب المدّعي العام والهيئات الأخرى ذات الصلة، مثمّنا جهود الحكومة السودانية، لتنفيذ الخطة الوطنية لحماية المدنيين والتي تتضمن كإحدى ركائزها الرئيسية مبدأ سيادة القانون وحقوق الإنسان.

وأبرز كودري، أنه "من المهم أيضا الارتكاز على الأطر المتاحة على المستويين الوطني والإقليمي لتحقيق الأهداف المرجوة، خاصة تلك المتعلقة بالمحاسبة في إطار قيادة وملكية سودانيتين"، مشيرا إلى أن اتفاق جوبا للسلام وهياكل الاتحاد الإفريقي يمثلان مدخلين أساسيين للعمل على إيجاد الآليات المناسبة لبلورة الحلول المناسبة، ولفت إلى أن تحقيق هذا المسعى يكون عبر تقديم الدعم الكافي من المجتمع الدولي، والاستمرار في الالتزام بالأطر ذات الصلة من طرف كل الفاعلين السودانيين.

كما اعتبر كودري، الدعم الخارجي لمرتكبي مختلف التجاوزات والجرائم ضد المدنيين في دارفور عاملا مباشرا في استمرار الوضع الحالي، مجددا دعوة الجزائر إلى وقف كل أشكال التدخلات الأجنبية وإدانتها بشكل علني وحازم كونها مساعدا مباشرا في هذه الانتهاكات، وأكد أن كل الجهود الرامية لإرساء السلام في السودان بما فيها تلك المتعلقة بوضع أطر للعدالة الانتقالية والمحاسبة، يجب أن تتم في إطار احترام تام لسيادة السودان ووحدة أراضيه، وجدد الدبلوماسي، في ختام كلمته دعوة الجزائر إلى تغليب لغة الحوار على صوت البنادق واستخدام القوة بغية إيجاد حل دائم للنّزاع بين الإخوة السودانيين وحماية المدنيين، معربا في هذا الإطار عن دعمها التام لجهود الاتحاد الإفريقي والأمم المتحدة.