ثمّنوا انضمام الجزائر لمعاهدة "أسيان"...خبراء في الاقتصاد:
خطوة جديدة لتنويع الشركاء الدوليين

- 137

أبرز خبراء اقتصاديون، أهمية انضمام الجزائر إلى معاهدة الصداقة والتعاون لرابطة دول جنوب شرق آسيا (أسيان)، معتبرين إياها خطوة جديدة نحو تنويع الشركاء الدوليين، من شأنها فتح آفاق واعدة للشراكة الاقتصادية مع دول المنظمة، مقدرين بأن التحديات الاقتصادية والسياسية التي يشهدها العالم، تستدعي الانخراط في فضاءات متعددة الأطراف على غرار هذه المنظمة التي تتمتع دولها بإمكانيات نمو عالية.
في هذا الإطار اعتبر الخبير في الشؤون الجيوسياسية والعلاقات الدولية، أرسلان شيخاوي، أن انضمام الجزائر إلى المعاهدة يأتي تكريسا لسياستها المتجذرة الرامية إلى تنويع الشركاء وفق مقاربة تقوم على المنفعة المتبادلة، كما يمثل هذا الانضمام ـ حسبه ـ تأكيدا جديدا على تمسّك الجزائر بمبدئها الأساسي المتمثل في عدم الانحياز، ويعكس ارتباطها بالتحوّل نحو التعددية القطبية التي تبرز في خضم بناء نظام جيوسياسي جديد.
علاوة على ذلك يعتبر شيخاوي، الانضمام لمعاهدة دول "آسيان" دليلا على الثقة والمكانة التي تحظى بها الجزائر بالنظر إلى أهميتها الاقتصادية والاستراتيجية، لا سيما في ظل وجود مؤشرات مالية متينة، لافتا إلى أن هذه الخطوة تعكس بروز الجزائر بشكل أوضح على الساحة الدولية، بفضل دبلوماسيتها النّشطة والفعّالة التي تجمع بين المبدأ والمصلحة، ما يتيح لها ترسيخ مكانتها ضمن المنظومة الدولية.
من جانبه أكد الخبير الاقتصادي، عبد القادر سليماني، أن التقارب مع دول جنوب شرق آسيا من شأنه أن يعزّز العلاقات التجارية مع هذه الدول التي تبدي اهتماما متزايدا بالمنتجات الجزائرية خارج قطاع المحروقات. وأوضح أن الجزائر تسعى بالمقابل إلى الاستفادة من التكنولوجيا الحديثة واستقطاب المزيد من الاستثمارات، خاصة في قطاعات الصناعة والطاقة والزراعة، مشيرا إلى أن الجزائر يمكن أن تشكل قاعدة استراتيجية لدخول منتجات دول هذه المنظمة إلى السوق الإفريقية.
وباعتبار أن "آسيان" تعد خامس أكبر اقتصاد عالمي بناتج داخلي يفوق 3,6 تريليون دولار، فإن ذلك يفتح آفاقا واسعة لبناء شراكات اقتصادية قوية ومتكافئة، ـ يضيف الخبير ـ الذي أبرز أن انضمام الجزائر للمعاهدة يدخل ضمن رؤية شاملة لتوسيع الشراكات خارج الدوائر التقليدية، في إطار توجه براغماتي يرتكز على المصالح المتبادلة.
في السياق ذاته أكد الخبير الاقتصادي، إسحاق خرشي، أن انضمام الجزائر إلى معاهدة الصداقة والتعاون لدول "آسيان" من شأنه تعزيز وتطوير دبلوماسية اقتصادية استباقية تقوم على مبادئ التعددية والانفتاح، مبرزا أن هذا الانضمام هو بمثابة منصّة لتوسيع فرص التعاون الاقتصادي مع كتل ناشئة تعد من بين الأكثر ديناميكية في العالم، وأضاف أن هذا التقارب يمثل أيضا مدخلا لتعزيز تدفقات الاستثمار نحو الجزائر خاصة في قطاعات الطاقات المتجددة، الزراعة الذكية، الصناعات التحويلية والتكنولوجيا الحديثة، ما يساهم في تنويع الشركاء وتقليص الاعتماد على الأسواق التقليدية، لافتا إلى أن هذه الخطوة قد تمهد لانخراط الجزائر في مبادرات كبرى أخرى.