مؤثرون وناشطون جمعويون يحذرون:

عرض العصائر والمياه المعدنية لأشعة الشمس "سم قاتل"

عرض العصائر والمياه المعدنية لأشعة الشمس "سم قاتل"
  • 160
نسيمة زيداني نسيمة زيداني

❊ دعوة إلى مراقبة عربات نقل العصائر والمياه المعدنية

❊ حملات عبر "فايسبوك" لتفادي خطر المرض المزمن

❊ تحذير التجار من عرض سلعهم خارج المحلات

يزيد الطلب على اقتناء المشروبات بأنواعها، والعصائر والمياه المعدنية، مع ارتفاع درجات الحرارة، حيث تعرضت العديد من محلات بيع المواد الغذائية بالتجزئة وحتى الجملة، بضاعتها تحت أشعة الشمس الحارقة، ما يتسبب في تلفها وفسادها، بسبب تفاعلات كيميائية، وتغير في خواصها الطبيعية المتصلة بالطعم واللون والرائحة، الأمر الذي يهدد صحة المستهلك، وقد هبت، في هذا الشأن، جمعيات حماية المستهلك لتحسيس التجار والمستهلكين بأهمية الحذر، والالتزام بشروط الحفظ والنقل لحماية الصحة العمومية من المخاطر المحتملة.

جددت جمعيات حماية المستهلك، تحذيراتها على صفحاتها عبر موقع التواصل الاجتماعي "فايسبوك"، من عرض القارورات البلاستيكية المعبأة بالعصائر والمشروبات الغازية والمياه المعدينة، خارج المحلات التجارية وعلى الأرصفة، حيث نبهت في هذا الصدد، إلى ضرورة الالتزام بالشروط والمعايير الصحية المنصوص عليها في الأنظمة والقوانين المتعلقة بالمواد الغذائية والمشروبات، أثناء نقلها وتخزينها وعرضها، خاصة وأن عدة دراسات، أكدت أن شرب المياه المُعبأة في قارورات بلاستيكية، ومتروكة في مكان تكون فيه عرضة لأشعة الشمس، يؤدي إلى الإصابة بأمراض خطيرة.

عرض العبوات البلاستيك تحت أشعة الشمس خطر

من بين المحلات التي زارتها "المساء"، خلال جولتها، للوقوف على هذه الظاهرة، محلات البيع بالجملة بحي الجبل في بلدية بوروبة بالعاصمة، حيث استغل بعض التجار الرصيف المحاذي لمحلاتهم، لعرض مختلف المنتجات المرتبطة بفصل الحر، ويتعلق الأمر، بالمشروبات الغازية والعصائر والمياه المعدنية بأنواعها، التي كدست تحت أشعة الشمس الحارقة.

نفس الأمر، وقفت عليه "المساء" بجسر قسنطينة، حيث تحول عرض المشروبات خارج المحلات، إلى ظاهرة تعوّد عليها تجار هذه المنطقة، للفت انتباه الزبائن، بالتالي التقرب من المحل، كما لاحظت قيام عدد من الباعة المتجولين بعرض قوارير المياه تحت أشعة الشمس، في محطات نقل المسافرين، بعد تبريدها في المنزل وترويجها داخل الحافلات، وحتى على مستوى الطرقات السريعة، على غرار بابا علي وبئر توتة، وصولا إلى البليدة.

كما فاقت تجاوزات شاحنات نقل المياه المعدنية كل الحدود، مع حلول فصل الصيف، بعد أن أصبحت لا تحترم أدنى شروط النقل والمعايير الصحية، أو تغطية المياه بغطاء واق من أشعة الشمس، أو نقلها أثناء الليل، حيث يتم تعريضها لأشعة الشمس وإبقاؤها لفترة طويلة تحت درجات حرارة، تتجاوز تلك المنصوص عليها في الوسم، ما يهدد صحة المستهلك، بعد أن يتحول الماء إلى "سم قاتل"، في ظل غياب أدنى شروط النقل الصحي والسليم للمياه المعدنية. 

حملات تحسيسية عبر موقع "فايسبوك"

أطلق رواد الفضاء الأزرق، مؤخرا، حملة تحسيسية لمنع عرض القارورات البلاستيكية تحت أشعة الشمس، رافعين شعار "لا أريد الموت مسموما"، حيث دعوا، تزامنا مع فصل الصيف، المتعاملين الاقتصاديين، إلى تغيير بعض السلوكيات التي وصفوها بـ"غير المعقولة" عند نقل البضائع، على غرار المشروبات الغازية والعصائر، وكذا المياه المعدنية، التي كثيرا ما يتم نقلها على متن شاحنات غير مهيأة وعرضة لأشعة الشمس.

وأكد النشطون على صفحات "الفايسبوك"، أن الحملة التي أطلقت منذ سنوات، تحت شعار "لا نريد سما"، أتت بثمارها، والتي يريد المستهلك ترسيخها دائما، بعدما اعتمد العديد من المتعاملين الاقتصاديين، شاحنات مخصصة لنقل المنتجات التي لابد أن تخضع لسلسلة التبريد دون انقطاع، أو على الأقل شاحنات مغطاة ومحمية من أشعة الشمس، التي تحول المادة المتواجدة داخل القارورة الزجاجية أو البلاستيكية إلى "سم حقيقي"، بفعل الحرارة المنبعثة من أشعة الشمس الحارقة، لاسيما إذا تم نقل تلك البضاعة من ولاية إلى أخرى، ولمسافة طويلة. 

ويواصل هؤلاء حملاتهم، لتحذير المواطنين من السلوكيات الخاطئة في ثقافة استهلاكهم، لاسيما خلال الصيف، والتي ينجر عنها مشاكل صحية، تتفاقم حدتها وتظهر انعكاساتها فيما بعد، على غرار اقتناء المواد الغذائية من الأسواق الموازية والمعروضة تحت أشعة الشمس، من عصائر ومشروبات، وكذا مواد معلبة يعرضها التاجر خلال يوم كامل تحت أشعة الشمس، وتعتبر سما حقيقيا على صحة مستهلكيها.

الرقابة مطلوبة على وسائل النقل

طالب العديد من المستهلكين، الذين تحدثت إليهم "المساء"، بإطلاق حملات رقابية، تشمل شاحنات تنقل هذه المشروبات في ظروف غير صحية، ودون مبردات خلال موسم الحر، من مختلف ولايات الوطن، معرضة بذلك صحة المواطن للخطر، حيث قال أحدهم: "على المتعاملين نقل السلع المعرضة للتلف بسبب الحرارة، في الفترة المسائية، بعد غياب الشمس، أو نقلها  ليلا، حين تقل درجات الحرارة، وتجنب بذلك الأشعة الحارقة التي تؤدي إلى التفاعل بين العبوات البلاستيكية والمادة السائلة".

كما أجمع محدثو "المساء"، على أن اقتناء قارورات بلاستيكية معرضة لأشعة الشمس، أمر جد خطير على صحة المواطن، حيث قالت إحدى السيدات: "إن عرض وتخزين وبيع المشروبات بجميع أنواعها، تحت أشعة الشمس لمدة طويلة، قبل بيعها للمواطنين، خطير للغاية، وهذه التصرفات تتكرر كل سنة، الأمر الذي تنجر عنه أضرار كبيرة على الصحة".

وقال آخر؛ لابد من حفظ هذه المنتجات في أماكن صحية تخضع لمعايير واضحة، لأن تفاعل المادة البلاستيكية مع السائل الموجود بها، يؤدي بالمستهلك إلى إصابته بأمراض خطيرة، كالسرطان، وتتحول التراكمات مع مرور الوقت، إلى تسممات غذائية مزمنة.