"الأونروا" تعتبر نظام توزيع المساعدات حقلا للقتل

غضب وتنديد دولي بـ"مؤسّسة غزة الإنسانية"

غضب وتنديد دولي بـ"مؤسّسة غزة الإنسانية"
  • 153
ص.محمديوة ص.محمديوة

بعد أن حصدت مئات الشهداء من الباحثين عن الطعام في قطاع غزة، تعالت الأصوات والمطالب في إطار حملة دولية تتوسع يوميا من أجل وقف نشاط "مؤسّسة غزة الانسانية"، التي يشرف عليها الاحتلال الصهيوني بدعم أمريكي والتي من المفروض أنها توفر الطعام للمجوعين، لكن مراكزها المنتشرة في غزة تحوّلت إلى مصائد للموت.

لم يعد يخف على أحد أن هذه المؤسّسة التي أنشأها الكيان الصهيوني والإدارة الأمريكية تحت غطاء "مؤسّسة إنسانية" هي في الحقيقة حقل للموت بإقرار جنود الاحتلال الصهيوني الذين اعترفوا "في تحقيق للصحيفة الإسرائيلية" أنّ أوامر إطلاق النار على المجوعين صدرت عن قادة في الجيش لإبعاد الفلسطينيين عن مراكز المساعدات، معترفين بأن الباحثين عن الطعام والمصطفين في طوابير طويلة لم يكونوا مسلحين ولم يشكلوا أي تهديد لأحد، لكنهم مع ذلك تلقوا الأوامر بإطلاق النار عليهم.

ومع تكرار نفس السيناريو الدامي يوميا أمام مراكز المساعدات التابعة لها، أعربت منظمة "آكشن إيد" الدولية عن صدمتها الشديدة من الدمار المستمر الذي يسببه مخطط توزيع المساعدات عن طريق "مؤسسة غزة الإنسانية".

وقالت المنظمة في بيان لها "لقد مرّ أكثر من شهر على إطلاق هذه المراكز لتوزيع المساعدات وحتى اللحظة استشهد 516 شخص أثناء محاولتهم الوصول إلى نقاط التوزيع، التي بدل أن تشكل اغاثة إنسانية، تحوّلت إلى فخ مميت لأهالي غزة". وأكدت أن هذا المخطط غير مقبول على الإطلاق وينتهك المبادئ الإنسانية الأساسية المتمثلة في الحياد وعدم الانحياز والاستقلالية.

نفس الأمر أكدته وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، التي حذّرت من أن نظام توزيع المساعدات للفلسطينيين في قطاع غزة، أصبح بمثابة حقل للقتل، حيث يواصل الاحتلال الصهيوني قصف مراكز توزيع المساعدات في القطاع، مخلفا مئات الشهداء والجرحى.

وفي منشور لها عبر حسابها الرسمي على منصات التواصل الاجتماعي، أوضحت "الأونروا" أنه منذ بدء برنامج توزيع المساعدات الجديد في القطاع استشهد أكثر من 500 فلسطيني جراء قصف الاحتلال مراكز انتظار المساعدات. وشدّدت على ضرورة إنهاء هذه الجريمة البشعة من خلال العودة إلى تقديم المساعدات الإنسانية من الأمم المتحدة بما في ذلك "الأونروا" والوقف الفوري لإطلاق النار ورفع الحصار عن القطاع لإعادة تدفق الإمدادات المنقذة للحياة.

وفي تعليقه على عمل هذه المؤسسة، قال وزير الخارجية الفرنسية جان نويل بارو إن مقتل 500 شخص وإصابة نحو 4 آلاف آخرين أثناء توزيع المواد الغذائية في قطاع غزة فضيحةٌ وعار وانتهاك للكرامة الإنسانية.

وتداولت وسائل الإعلام، أمس، مشاهد لاستهداف مسيرة صهيونية مواطنا يحمل كيس طحين على ظهره في حي الشجاعية بمدينة غزة في جريمة بشعة يرتكبها جيش الاحتلال بشكل يومي، باستهداف المجوعين الباحثين عن الطعام، في ظل حصار مطبق وتجويع ممنهَج تمارسه حكومة الاحتلال منذ قرابة أربعة أشهر.

على إثر ذلك، أكدت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" أنّ "ما أظهرته المشاهد هو ممارسة ساديّة وحشية، لجيش مجرم متحلِّل من أية أخلاق أو إنسانية، ولا يقيم وزناً لقِيم أو قوانين، وقد دأَب منذ فرض هذه الدولة المارقة على أرضنا الفلسطينية على قتل الأبرياء من أطفال ونساء وشيوخ، وارتكاب أبشع الانتهاكات بحقّ الإنسانية". وأضافت أن "هذه الجرائم المستمرة وغير المسبوقة، وعمليات الاستهداف الممنهج  للمجوعين الأبرياء والمجازر المتواصلة بحق المدنيين في كافة مناطق قطاع غزة، تحتم على المجتمع الدولي ومؤسّساته والضمير الإنساني تحرّكا جادا لوقفها ومحاسبة مرتكبيها الفاشيين أمام المحاكم الدولية".

وتزايدت التصريحات وردود الأفعال الدولية المندّدة بعمل هذه "المؤسّسة المصيدة" في ظل استشهاد المئات من الباحثين عن قطعة خبز تسد جوعهم في مساعدات تبين أيضا أنها ملغومة بأقراص مخدرة تم دسّها في أكياس الطحين. وكأن الاحتلال يريد قتل الفلسطينيين بأي طريقة كانت بالقصف والتجويع والعطش والمرض، حيث لجأ بعد فشله وفشل مخططه للتهجير إلى هذه الحيلة الدنيئة لتخدير الناس بواسطة الطعام. 

من جانبه، أعلن جهاز الدفاع المدني في غزة أمس عن استشهاد 37 فلسطينيا من بينهم أطفال وإصابة العشرات في قصف وعمليات إطلاق نار ضد المواطنين العزل في مناطق متفرقة من هذا الجزء الصغير من الأراضي الفلسطينية المحتلة.

ويعلن الدفاع المدني وسلّطات قطاع غزة يوميا عن سقوط المزيد من الشهداء سواء تحت القصف أو بالتجويع والعطش والمرض ومؤخرا ومنذ حوالي شهر يتعرض أيضا سكان غزة لجريمة جديدة وهي رميهم بالرصاص أمام مراكز توزيع الطعام التي يشرف عليها الاحتلال وحليفته الولايات المتحدة.