تتوفر على مختلف وسائل الراحة
تدفُّق كبير على شواطئ عنابة

- 116

تعرف مدينة عنابة خاصة على الشريط الساحلي، ازدحاما مروريا خانقا منذ الساعات الأولى للنهار؛ نتيجة توافد المصطافين بأعداد كبيرة، على شواطئ المدينة التي تُعد واحدة من الوجهات الرئيسة خلال موسم الصيف.
هذا الازدحام مرآة حية، تعكس الإقبال الكبير على الشواطئ التي تتمتع بها المدينة، ما يجعلها واحدة من الأماكن المفضلة للهروب من حرارة الصيف.
وتشهد الطرق الفرعية المؤدية إلى شاطئ سيدي عيسى بمدينة عنابة، ازدحاما مروريا شديدا، بسبب الإقبال الكبير من المصطافين. ويُلاحَظ أن هذا الازدحام لا يقتصر، فقط، على السيارات الخاصة، بل يشمل، كذلك، وسائل النقل العامة.
ويُعد طريق سيدي عيسى من أشهر وجهات المصطافين في المنطقة. ويلاحَظ أن توافد المصطافين القادمين من مختلف الولايات المجاورة، قد زاد من صعوبة الوصول إلى الشواطئ المحاطة بالجبال.
ويعود الإقبال الكبير على شواطئ عنابة خاصة شاطئي "ريزي عمر" و"سانكلو" ، إلى توافر العديد من العوامل التي تجعل المدينة وجهة مميزة في فصل الصيف، فإلى جانب الطبيعة الخلابة التي تضمها المدينة، تتمتع أغلب شواطئ المدينة بمياه صافية، ورمال ناعمة، ما يجعلها نقطة جذب رئيسة للمصطافين من مختلف المناطق داخل الجزائر وخارجها.
ولم يقتصر هذا الازدحام على الساعات النهارية، بل امتد ليشمل فترات المساء، حيث يظل عدد كبير من الزوار يتجولون في المناطق القريبة من الشواطئ، ما يؤدي إلى مزيد من الضغط على الشوارع.
وتتزايد معاناة سائقي السيارات من الازدحام، خاصة في المناطق القريبة من الشاطئ، حيث يتعذر عليهم إيجاد مواقف للسيارات؛ بسبب كثرة الزوار.
كما تتزايد معاناة المواطنين مع كثافة الزحام في بعض النقاط الحيوية من المدينة، مثل "شارع جيش التحرير الوطني"، و"حي سيدي عيسى" ، وهما المنطقتان اللتان تشهدان عادة، توافدا كبيرا من قبل المصطافين، وعليه تجد العديد من العائلات صعوبة في التنقل، ما يؤثر على تجربتهم السياحية في المدينة.
تحديات مرورية تواجه المدينة
لا شكّ في أن هذا الازدحام يطرح العديد من التحديات التي قد تؤثر على حركة المرور وراحة المواطنين، ومن أبرزها تأثير الازدحام على السير، حيث يواجه السائقون صعوبة في التنقل بين الشوارع بسبب اختناق المرور، ما يسبب تأخيرات كبيرة خاصة في فترات الذروة، الى جانب الضغط على وسائل النقل العامة، حيث تشهد الحافلات والسيارات إقبالًا كبيرا في ظل تزايد أعداد المصطافين، ما يساهم في مزيد من الضغط على خدمات النقل. ويضاف الى ذلك قلة مواقف السيارات، حيث يشكل العثور على موقف للسيارة في المناطق السياحية منها مدينة عنابة، تحديا صعبا، ما يضطر البعض للبحث عن أماكن بعيدة عن الشواطئ.
ومع تزايد أعداد الزوار في المناطق الشاطئية يصبح الحفاظ على البيئة المحلية تحديا آخرا، حيث يواجه القائمون على صيانة الشواطئ، صعوبة في التعامل مع النفايات التي يتركها المصطافون.
ولتخفيف حدة الازدحام شرعت السلطات المحلية في عنابة، في اتخاذ بعض الإجراءات لتسهيل حركة المرور، تشمل تعزيز وسائل النقل العامة، وتحسين البنية التحتية للمواقف، وتوسيع الطرق الساحلية. كما تُطرح فكرة تنظيم حملات توعية للمصطافين حول كيفية الحفاظ على النظام العام، خلال فترة الإقبال الكبير من الوافدين على شواطئ الولاية.
وتظل مدينة عنابة وجهة سياحية رئيسة للمصطافين،
بفضل طبيعتها الساحرة، وشواطئها الجميلة. ومع تزايد الإقبال الكبير على الشواطئ في فصل الصيف، فإن السلطات تواجه تحديا حقيقيا في إدارة حركة المرور، وضمان راحة الزوار. ومع مزيد من الاهتمام بالبنية التحتية ووسائل النقل، يمكن مدينة عنابة أن تستمر في استقبال المصطافين بأعداد متزايدة، دون التأثير الكبير على جودة التجربة السياحية.