استشهاد 66 منهم بسبب سوء التغذية
المجاعة تفتك بأطفال غزّة

- 157

ارتفع عدد الشهداء من الأطفال نتيجة سوء التغذية إلى 66 طفلا لقوا حتفهم جوعا جراء إغلاق المعابر وتشديد الحصار ومنع إدخال الحليب والمكملات الغذائية والغذاء إلى قطاع غزّة المعرّض للقصف والتجويع منذ 20 شهرا كاملة.
أعرب المكتب الإعلامي الحكومي في غزّة، أمس، عن بالغ القلق والاستنكار لارتفاع عدد الأطفال الذين استُشهدوا نتيجة سوء التغذية الحاد إلى 66 طفلا بفعل استمرار الاحتلال الصهيوني في إغلاق المعابر ومنع إدخال حليب الأطفال والمكملات الغذائية المخصصة للفئات الهشّة والضعيفة خاصة الرضّع والمرضى. وحذّر في بيان له من أن "هذا السلوك يمثل جريمة حرب وجريمة ضد الإنسانية، ويكشف عن تعمّد الاحتلال استخدام التجويع سلاحا لإبادة المدنيين وخاصة الأطفال، في انتهاك صارخ للقانون الدولي الإنساني واتفاقيات جنيف". وأدان بشدة هذه الجريمة المستمرة بحق الطفولة في قطاع غزّة، مستنكرا الصمت الدولي المعيب تجاه معاناة هذه الفئة الهشّة والذين يتركون فريسة للجوع والمرض والموت البطيء.
وحمّلت سلطات غزّة الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية الكاملة عن هذه الكارثة. كما حمّلت الدول الداعمة والمنخرطة في جريمة الإبادة الجماعية وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة وفرنسا وألمانيا، مسؤولية المشاركة الفعلية في هذه الانتهاكات الجسيمة. ودعت المجتمع الدولي والأمم المتحدة والدول العربية والإسلامية، إلى التدخل العاجل والضغط على الاحتلال لفتح المعابر فورا والسماح بدخول الإمدادات الغذائية والطبية وإنقاذ ما تبقى من الأطفال والمرضى قبل فوات الأوان.
من جهتها أكدت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" أن "هذه الجرائم الوحشية واستهداف الأطفال الأبرياء والمدنيين العزّل بالتجويع والقصف والمجازر يمثل انتهاكا مريعا للقوانين الدولية ولكل القيم والأعراف الإنسانية"، مشيرة إلى أن "حكومة الاحتلال الفاشي ترتكب هذه الجرائم والانتهاكات وهي تعلم أنها محميّة من المساءلة والمحاسبة بفعل الغطاء الذي توفره الإدارة الأمريكية المشاركة في هذه الجرائم".
وشدّدت الحركة على أن المجتمع الدولي والدول العربية والإسلامية مطالبون اليوم، ببذل كل الجهود لوقف هذه المأساة الإنسانية المتفاقمة في غزّة والتي تمعن حكومة المجرم نتنياهو في تعميقها، والتدخل لإنهاء حرب الإبادة وكسر الحصار وإدخال كافة المساعدات والمستلزمات الضرورية للحياة.
وتتواصل معاناة سكان غزّة مع الجوع والقصف الهمجي الذي لا يزال يدكّ القطاع من الشمال إلى الجنوب مرورا بوسطه مخلّفا سقوط المزيد من الضحايا الذين يدفعون من دمائهم وأنفسهم ثمن جنون محتل جائر وصمت دولي مخز.
وأكد المتحدث باسم جهاز الدفاع المدني الفلسطيني، محمود بصل، أمس، استشهاد ما لا يقل عن 23 شخصا وإصابة العشرات الآخرين في غارات جوية وإطلاق نار من قبل قوات الاحتلال، وأشار إلى شن الطيران الحربي الصهيوني لست غارات جوية على جباليا في شمال قطاع غزّة خلّفت ارتقاء 21 شهيدا من بينهم ثلاثة أطفال، بينما استشهد شخصان إثنان رميا بالرصاص وهما ينتظران الحصول على المساعدات بالقرب من مركز توزيعها بوسط غزّة التابع للاحتلال.
وعلى إثر استمرار مصائد الموت أمام مراكز توزيع المساعدات أكد رئيس المجلس الوطني الفلسطيني روحي فتوح، أن قوات الاحتلال الصهيوني تواصل سياسة الأرض المحروقة والتطهير العرقي بحق الشعب الفلسطيني المحاصر باستهدافها المتكرر لمراكز الإيواء التابعة لوكالات أممية في قطاع غزة.
وأوضح فتوح، في بيان أمس، أن المجزرة التي ارتكبها جيش الاحتلال باستهدافه خياما ومدرسة تؤوي نازحين في مدينة غزّة يفضح "العنف الإبادي لهذا العدوان والانتقامي الأيديولوجي من الفلسطينيين"، مضيفا أن "استشهاد ما يقارب 4 بالمئة من سكان غزّة وكون 70 بالمائة من الضحايا من النّساء والأطفال يكشف حجم الفاجعة ويفضح الصمت الدولي".
وطالب فتوح، بالضغط على الاحتلال لوقف حرب الإبادة الجماعية بحق الشعب الفلسطيني المستمرة منذ 21 شهرا. كما طالب الأمم المتحدة بإجراءات فورية تشمل وقف العدوان وتشكيل لجنة تحقيق دولية لمحاسبة الكيان الصهيوني.
وتأتي هذه الغارات في الوقت الذي استمرت فيه أعمال عمليات البحث عن شهداء ومفقودين على إثر قصف الاحتلال ليلة الجمعة إلى السبت، لملعب فلسطين بمدينة غزّة، ما تسبب في طمر أكثر من 15 خيمة تحت الرمال، وخلّف القصف حفرة ضخمة في وسط خيام النّاس تصل إلى عمق 20 مترا، ما أدى إلى دفن عائلات كاملة تحت التراب، في مشهد مروّع يتكرر على مدار الساعة واليوم في قطاع غزّة وسط التزام المجموعة الدولية بصمت مخز.
المقاومة صامدة
تواصل المقاومة الفلسطينية تصدّيها لقوات الاحتلال المتغلغلة في قطاع غزّة، وتكبيدها مزيدا من الخسائر في الأرواح والعتاد، حيث استهدفت "كتائب القسام" الجناح المسلّح لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" 4 حفارات "بواقر- هندسية" صهيونية بقذائف "الياسين 105" ما أدى إلى اشتعال النّيران فيها.
ورصد عناصر "القسام" عددا من جنود الاحتلال قتلى وجرحى في مكان الاستهداف، إضافة إلى هبوط الطيران المروحي للإخلاء وسط بلدة عبسان الكبيرة شرق مدينة خانيونس جنوب القطاع.
وكانت عناصر "القسام" تمكنت أول أمس، من استهداف دبابة "ميركافا" وجرافة عسكرية من نوع "دي 9" بعبوتين أرضيتين شديدتي الانفجار في بلدة عبسان الكبيرة شرق مدينة خان يونس جنوب القطاع.