يعود في طبعته الخامسة هذه السنة
مخيَّم صيفي تثقيفي وترفيهي لأبناء الجنوب

- 112

تولي جمعية بن جلول العلمية الثقافية لولاية البليدة، اهتماما كبيرا بأطفال الجنوب؛ نظرا لحاجتهم المُلِحّة إلى اكتشاف ولايات الشمال، والتمتع بجمال مرافقها السياحية، وشواطئها الخلابة، التي لاتزال بمثابة حلم بالنسبة للكثيرين منهم. ولهذا تحرص الجمعية، ككل سنة مع حلول موسم الصيف، على تنظيم مخيم صيفي، يضم عددا من أبناء الجنوب. وتُعد، بالمناسبة، برامج ترفيهية متنوعة، أغلبها يُنظَّم على شاطئ البحر.
ويعود المخيم الصيفي لجمعية بن جلول الثقافية والعلمية لولاية البليدة في طبعته الخامسة، ليضرب لأطفال الجنوب موعدا مع الترفيه، والرحلات والاستجمام على الشواطئ، حيث اختارت الجمعية شعار هذه السنة: "الجزائر المنتصرة تجمعنا ولا أحد يفرقنا".
وحسب رئيسها بوعلام بلحاج، فإن جمعية بن جلول دأبت منذ سنوات، على توجيه اهتمامها نحو أبناء الجنوب من المدارس القرآنية والزوايا من حفظة كتاب الله، حيث يتم خلال الموسم الدراسي تنظيم مسابقات، وعلى أساسها يتم اختيار المتفوقين، ومكافأتهم برحلات سياحية إلى ولايات الشمال.
وهذه السنة وبعد الحصول على ترخيص من مصالح الولاية، تم تحديد مقر المخيم في مركز التكوين المهني بسيدي عبد القادر، حيث يُنتظر أن يجتمع فيه 200 طفل تتراوح أعمارهم بين 11 و17 سنة يمثلون 15 ولاية، ومنها كل من المنيعة، وتيميمون، وأدرار، وتمنراست، وبرج باجي مختار، وإيليزي، وجانت، وورقلة، وبشار، وتقرت، وغرداية والأغواط، على مدار 15 يوما، ابتداءً من 4 إلى غاية 18 جويلية.
وحول البرنامج المسطر أشار المتحدث إلى أن أبناء الجنوب في أمسّ الحاجة لاكتشاف المناطق السياحية بالشمال. ولهذا تسعى الجمعية إلى جعل 90٪ من برنامجها سياحيا وترفيهيا، مع التركيز على زيارة الشواطئ، خاصة أن عددا منهم لم يسبق له رؤية البحر؛ لذا تعمل الجمعية على تحقيق هذا الحلم من خلال تنظيم خرجات دورية إلى عدد من الشواطئ القريبة في الولايات الساحلية المجاورة للبليدة، مثل الجزائر العاصمة، وتيبازة. إلى جانب ذلك تُنظم، أيضا، خرجات سياحية إلى بعض المرافق والمناطق السياحية؛ مثل الحظيرة الوطنية بالشريعة، والمسجد الأعظم، وبعض المتاحف والمواقع الأثرية. ولفت المتحدث إلى أن جمعية بن جلول تسعى من خلال برنامجها، إلى تكريس ثقافة ربط الجنوب بالشمال، من خلال تمكين أطفال الجنوب من التمتع بما تزخر به ولايات الشمال من مرافق سياحية في إطار تعزيز ثقافة التبادل الثقافي، وربط العلاقات.
وفي السياق نفسه، أشار المتحدث إلى أن مثل هذه المبادرات تصنع البهجة والفرحة في نفوس أطفال الجنوب، ولهذا تحرص الجمعية على تنظيم هذه المخيمات خلال العطلة الصيفية رغم أن العدد يبقى محدودا نتيجة قلة الإمكانيات. ومن هذا المنطلق عبّر المتحدث عن أمله في دعم الجمعية ببعض المساعدات؛ مثل توفير حافلات للنقل إلى الولايات الساحلية، وتمكين الأطفال من السباحة في البحر. كما وجّه نداءً للمحسنين بتقديم مساعدات غذائية ضرورية لهؤلاء الأطفال، داعيا الجمعيات الأخرى للمشاركة في هذه المخيمات؛ لتعزيز التبادل الثقافي.
الصناعات التقليدية حاضرة أيضا
وبالمناسبة، كشف المتحدث أن المخيم سيكون أيضا، فرصة لإقامة معرض للصناعات التقليدية التي تتميز بها ولايات الجنوب، ليكون لسكان البليدة فرصة للاطلاع على الموروث الثقافي التقليدي، وذلك بعد صلاة المغرب.
كما تحرص الجمعية؛ حفاظا على المرجعية الدينية، على التنسيق مع مديرية الشؤون الدينية للمحافظة على الحزب الراتب، وختم القرآن خلال فترة المخيم، إلى جانب تنظيم دروس ليلية، يُشرف عليها أئمة تابعون للشؤون الدينية.
مخيَّم خاص بأبناء البليدة
من جهة أخرى، خصّت جمعية بن جلول، حسب رئيسها بوعلام بلحاج، أبناء البليدة بمخيم خاص خلال العطلة الصيفية، وهو "مخيم الحفظ المكثف"، الذي يمتد خلال شهر جوان. ويضم الفئات الصغرى والكبرى من الذكور والإناث، حيث يتم التركيز فيه على حفظ القرآن في فترة قصيرة.
إلى جانب ذلك، تُنظَّم دورات في اللغة الإنجليزية، واللغة العربية، مشيرا إلى أن الإقبال على التعلم كبير على مستوى المركز الثقافي بن بولعيد. وهذا المخيم يُعد من التقاليد التي دأبت عليها الجمعية، بهدف امتصاص الفراغ، وحماية الأبناء من إدمان الهواتف النقالة.
ويضيف المتحدث: "نسعى من خلال هذه المخيمات، إلى حماية الأطفال، وتعليمهم، وشغل وقت فراغهم، خاصة أن العطلة الصيفية طويلة، وبالتالي من الضروري وجود مثل هذه المبادرات لتثقيف الأبناء، وحمايتهم من الشارع" .