دعا إلى التزام صادق من الأطراف المعنية.. بن جامع:
لا بديل عن الحل السلمي للملف النّووي الإيراني

- 113

❊ الجزائر تجدّد نداءها الحازم لوقف فوري لإطلاق النّار والعودة للمفاوضات
❊ العالم والشرق الأوسط بشكل خاص لا يستطيع أن يتحمّل حربا أخرى
❊ الوضع تدهور وفاقم ذلك الضربات الأمريكية للمرافق النّووية الإيرانية
جدّدت الجزائر، الأحد بنيويورك، على لسان ممثلها الدائم لدى الأمم المتحدة عمار بن جامع، نداءها "الحازم" لوقف فوري لإطلاق النّار والعودة لطاولة المفاوضات وإلى التزام صادق من كل الأطراف المعنية بإيجاد حل سلمي موضع التفاوض للمسألة النّووية الإيرانية.
قال بن جامع، خلال كلمته في اجتماع لمجلس الأمن الدولي حول موضوع "الأخطار التي تهدّد السلم والأمن الدوليين"، إن "العالم والشرق الأوسط بشكل خاص لا يستطيع أن يتحمّل حربا أخرى"، وتأسف إزاء الأحداث في المنطقة التي "تتسارع بوتيرة مقلقة تدفع بها لسيناريو كارثي"، منبّها إلى أنه "في الوقت الذي اجتمع فيه المجتمع الدولي وكان متحدا لإيجاد سبل لتهدئة التوترات وتدهور الوضع بشكل كبير بالأمس وفاقم ذلك الضربات الأمريكية التي استهدفت المرافق النّووية الإيرانية".وأعرب بن جامع، عن "قلق الجزائر البالغ وعميق أسفها حيال هذا التطور الخطير الذي فاقم الوضع الأمني بشكل كبير وعرض المنطقة برمتها لمخاطر غير مسبوقة قد تكون تداعياتها لا تحتمل الاحتواء"، محذّرا من أن "تقويض منظومة الأمن النّووي الدولية يشكل تهديدا خطيرا ليس على الاستقرار الإقليمي فحسب وإنما على الأمن والسلام العالميين". واعتبر الديبلوماسي الجزائري، أن "استهداف مرافق نووية خاضعة للضمانات الدولية يقوّض وبشكل كبير سلامة ومصداقية نظام عدم الانتشار الدولي"، وأكد أن "الإطار القانوني الذي يضمن المرافق النّووية واضح وشامل وملزم ووجود هذا النظام والإطار القانوني في حد ذاته هو كفالة أعلى مستويات أمن وسلامة وحماية تلك المرافق"، مشيرا إلى قرار المؤتمر العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، الذي ينصّ صراحة على أن "أي هجوم مسلّح أو أي تهديد يستهدف مرافق نووية مخصصة للاستخدامات السلمية يشكل انتهاكا لمبادئ ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي، والنظام الأساسي للوكالة".
وواصل الدبلوماسي الجزائري، قائلا "إن هذه القرارات تظل سارية ومنطبقة على هذا الوضع وبشكل كامل ولا يجب في أي ظرف كان إخضاع المرافق النّووية للهجوم، فاحترام القانون الدولي ليس خيارا بل واجب ملزم يقع على عاتق كل الدول الأعضاء".
وجدّدت الجزائر على لسان مندوبها بالأمم المتحدة، "نداءها الحازم لوقف إطلاق نار فوري والعودة لطاولة المفاوضات وإلى التزام صادق من كل الأطراف المعنية بإيجاد حل سلمي موضع التفاوض للمسألة النّووية الإيرانية بما في ذلك رفع الجزاءات"، مذكّرا بما ينصّ عليه ميثاق الأمم المتحدة بوضوح وهو أن "على كل الدول أن تسوي منازعاتها الدولية بالسبل السلمية"، وتساءل عما ينتظر مجلس الأمن وأي مسؤولية تقع على عاتقه وما هو الحيز المتبقي للديبلوماسية، منبّها بالقول "إن ما نشهده اليوم هو تراجع عميق وخطير حيث أصبحت الحرب إنكار الديبلوماسية والسياسة بكل الطرق". واختتم قائلا إنه "علينا أن نستخلص العبرة من تاريخ المنطقة الأليم الذي يبيّن أن الحلول العسكرية لم تنجح قط في حل التحدّيات المركّبة التي تطال المنطقة".