ضمن الإنتاج المدمج بالوسط الفلاحي
استزراع 3 آلاف من صغار سمك "التيلابيا"

- 127

أطلقت مديرية الصيد البحري وتربية المائيات بعنابة، في مبادرة فلاحية واعدة تُمهّد لنمط إنتاج جديد يجمع بين الزراعة وتربية المائيات، مشروعاً نموذجيا لاستزراع صغار أسماك التيلابيا" داخل مستثمرات فلاحية، من خلال إدماج الأحواض السمكية في منظومات السقي الزراعي.
وقد انطلقت العملية، فعليا، من المزرعة النموذجية "توارس" الواقعة بقرية خوالد ببلدية التريعات، حيث تم استزراع 3 آلاف وحدة من صغار "التيلابيا" كمرحلة أولى من برنامج أوسع يشمل 20 ألف وحدة، موزعة على عشر مستثمرات ببلديات التريعات، وبرحال، والبوني والشرفة.
ويشرف على هذا المشروع شباب طموحون، من بينهم صاحب مستثمرة "توارس"، وهو مختص في البتروكيمياء يعمل بالخليج، نجح، سابقا، في زراعة الزعفران، ويطمح لتوسيع نشاطه؛ من خلال إدخال نظم إنتاج ذكية، مستلهَمة من تجارب عالمية.
وقد تلقّى أحد أعضاء الفريق تكوينا متخصصا في سنغافورة في مجال "الأكوابونيك"، وهو نظام إنتاج تكاملي، يجمع بين تربية الأسماك وزراعة الخضروات، وفي دورة مغلقة تعتمد على إعادة استخدام مياه الأحواض الغنية بالمواد العضوية لتغذية النباتات.
وتُعد الظروف المناخية الحالية في المنطقة ودرجة حرارة المياه، مثالية لنمو أسماك "التيلابيا"، ما يعزز من فرص نجاح هذه التجربة، وتوسيعها لاحقا، لتشمل مناطق فلاحية أخرى على مستوى الولاية، أو حتى خارجها.
ومن جانبه، أكد مدير الصيد البحري وتربية المائيات بعنابة، نور الدين رميتة، أن هذا المشروع يحظى بمرافقة تقنية ميدانية من قبل مصالح المديرية في كل مراحله من التخطيط إلى التنفيذ. كما نوّهت مديرة المصالح الفلاحية بالولاية، أميرة زايدي شاهيناز، بالنموذج الذكي المعتمد في مستثمرة "توارس"، لا سيما في مجال زراعة الخضروات، باستخدام تكنولوجيات حديثة داخل أحواض الإنتاج.
وشهدت عملية الانطلاق حضور ممثلين عن عدة قطاعات معنية، من بينها محافظة الغابات، والمصالح الفلاحية، والمدرسة التقنية للصيد البحري، إلى جانب رؤساء الدوائر والبلديات، وهو ما يعكس الدعم المؤسساتي لهذا التوجه الجديد.
وفي ظل تحديات ندرة المياه وتقلص الأراضي الزراعية يبرز هذا النوع من المشاريع، كأحد الحلول المبتكرة لتعزيز الإنتاج الغذائي المحلي، وتحقيق عائدات اقتصادية مستديمة، مع فتح آفاق جديدة أمام الشباب؛ للاستثمار في قطاعات إنتاجية غير تقليدية.