بينما واصلت طهران ردّها في اليوم الثّامن من المواجهة المفتوحة

الرئيس الإيراني يدعو إلى وقف العدوان الصهيوني دون شروط

الرئيس الإيراني يدعو إلى وقف العدوان الصهيوني دون شروط
الرئيس الإيراني، مسعود بزشكيا
  • 140
ق . د ق . د

وجّهت إيران أمس، رسائل سياسية وعسكرية قوية إلى الكيان الصهيوني وحليفته الولايات المتحدة من خلال مواصلة ردّها العسكري المدمّر في اليوم الثّامن من المواجهة المسلّحة المفتوحة بينها وبين هذا الكيان المعتدي.

فبلهجة فيها الكثير من الحزم والوعيد أكد الرئيس الإيراني، مسعود بزشكيا، أمس، أن الوقف غير المشروط للعدوان الصهيوني هو السبيل الوحيد لإنهاء الحرب المفروضة، وأوضح في منشور له على وسائل التواصل الاجتماعي، أن "السبيل الوحيد لإنهاء الحرب هو الوقف غير المشروط للعدوان الصهيوني وضمان وضع نهاية وللأبد للمغامرات الإرهابية الصهيونية"، وقال في هذا السياق "بخلاف ذلك ستكون ردودنا على العدوان شديدة ومؤلمة".

كما توعد رئيس لجنة الأمن القومي في البرلمان الإيراني، إبراهيم عزيزي، الولايات المتحدة بـ "مفاجأة استراتيجية" في حال دخلت واشنطن ساحة المعركة دعما للكيان الصهيوني، وقال إن "انخراط واشنطن ضدنا سيسرّع وتيرة طردها عسكريا وأمنيا من المنطقة"، مضيفا أنه على الولايات المتحدة أن تعلم أن مصالحها في المنطقة لن تكون آمنة.

من جانبه وجّه وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، رسائل إلى واشنطن تضمنت "لاءات" أمام المفاوضات النّووية مع الترويكا الأوروبية التي اجتمعت أمس، بمدينة جنيف السويسرية، وتضم كلا من فرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة.

وقال عراقجي، في تصريحات نقلها أمس، التلفزيون الإيراني، "لسنا مستعدين لأي محادثات مع أي طرف في ظل استمرار الهجمات الإسرائيلية"، مضيفا "أعتقد أن الدول ستنأى بنفسها عن هذا العدوان بعد مقاومتنا لإسرائيل".

وبحسب الرئيس الفرنسي، ايمانويل ماكرون، فإن الأوروبيين يسعون إلى تقديم عرض مفاوضات كامل لطهران خاصة فيما يتعلق ببرنامجها النّووي الذي اتخذه الكيان الصهيوني ذريعة لشن هجومه المباغت على إيران ودعمته في ذلك الولايات المتحدة والغرب عموما.

ويأمل الوسيط الأوروبي، في أن يشكل لقاء جنيف نافذة لإعادة الدفع بمسار المفاوضات النّووية، ويمنح فرصة للدبلوماسية لاحتواء هذه الحرب المتفجرة بين طهران والكيان الصهيوني.

وبنظرة تشاؤمية اعتبر أمس، الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أن المواجهة بين إيران واسرائيل التي دخلت أسبوعها الثاني تقترب من "نقطة اللا عودة"، حيث قال في تصريحات له أمس، من اسطنبول إن "الإبادة في غزّة والصراع مع إيران يتجه بسرعة نحو نقطة اللا عودة"، مضيفا "هذا الجنون يجب أن يتوقف سريعا".

وبالموازاة مع هذه التحركات الدبلوماسية شنّ الحرس الثوري الإيراني، لسلسلة جديدة من الهجمات الصاروخية التي استهدفت في اليوم الثامن من هذه المواجهة العسكرية المفتوحة عمق الكيان الصهيوني.

ورغم ورود معلومات بسقوط جرحى بعضهم في حالة خطيرة إلا أن سلطات الاحتلال لا تزال تتكتّم على حصيلة قتلى الهجمات الإيرانية في محاولة منها للتخفيف من وطأة الرد الإيراني الذي جاء مدمّرا، بدليل المشاهد التي تتسرب إلى وسائل الإعلام حول الخسائر الفادحة التي تتكبّدها اسرائيل، والتي أقرّ بها رئيس حكومة الاحتلال، بيامين نتنياهو، قبل يومين عندما تحدث عن "خسائر فادحة ومؤلمة" جراء الهجمات والحرب الدائرة مع إيران. 

يذكر أن الكيان الصهيوني يشن من الجمعة الماضي، عدوانا جويا واسعا على مواقع عسكرية ونووية ومدنية في إيران، أسفر عن مقتل عدد من القادة العسكريين والعلماء النّوويين البارزين في البلاد، إلى جانب سقوط ضحايا في صفوف المدنيين العزّل من بينهم نساء وأطفال. 

وردا على العدوان الذي يطال أراضيها تطلق إيران منذ ذلك الوقت موجات من الهجمات الصاروخية مستهدفة عشرات الأهداف والمراكز العسكرية والقواعد الجوية التابعة للكيان الصهيوني أثارت الرعب والهلع في قلب الكيان الذي أصبح يتجرّع من نفس كأس الدمار والقصف الذي أذاقه ولا زال يتجرّع منه سكان قطاع غزّة المحاصرين منذ 20 شهرا من القصف والإبادة والتجويع.