قدرات تخزين الحبوب بقسنطينة 2.2 مليون قنطار
إنتاج فلاحي استثنائي هذا الموسم

- 130

أكد والي قسنطينة، عبد الخالق صيودة، على هامش إشرافه نهاية الأسبوع الماضي على الانطلاق الرسمي لحملة الحصاد والدرس للموسم الفلاحي 2024-2025 من المزرعة النموذجية "بوعون" ببلدية أولاد رحمون، أن الولاية تتوقع إنتاج أكثر من مليوني قنطار من الحبوب خلال هذا الموسم، والذي وصفه بالاستثنائي بفضل الظروف المناخية الملائمة، خاصة تساقط الأمطار، إلى جانب الدعم الكبير الذي قدمته الدولة للفلاحين من خلال توفير البذور والأسمدة مجانًا، والتكفل بمرافقتهم يوميًا وتوفير الآلات اللازمة.
أوضح ذات المسؤول خلال الحملة التي تمت وسط تفاؤل بتحقيق إنتاج استثنائي في شعبة الحبوب والبقوليات الجافة، في ظل تسهيلات وتحفيزات قدمتها الدولة لصالح الفلاحين، أن الولاية وضعت جميع الإمكانات والتسهيلات اللازمة تحت تصرف الفلاحين، انطلاقًا من مرحلة الحرث والبذر إلى غاية توفير آلات الحصاد، وذلك تنفيذًا لتعليمات رئيس الجمهورية وبرنامج الحكومة الرامي إلى ضمان الأمن الغذائي الوطني. ودعا صيودة الفلاحين إلى الإسراع في جمع المحصول وتوجيهه مباشرة إلى المخازن وصوامع التخزين المعتمدة، مشددًا على أن كل التدابير قد اتُخذت لتسهيل عملية الإيداع وضمان انسيابية سلسة في عمليات التجميع والتخزين.
من جهته، قدّم مدير المصالح الفلاحية عرضًا مفصلًا حول مختلف التدابير والإجراءات المتخذة لهذا الموسم، حيث بلغت المساحة المزروعة بالحبوب على مستوى الولاية أكثر من 90277 هكتار، منها 52 ألف هكتار مزروعة بالقمح الصلب، و28 ألف هكتار بالقمح اللين. أما البقوليات الجافة، فقد تجاوزت المساحة المزروعة 7800 هكتار، موزعة على مادة العدس بـ1771 هكتار، والحمص بـ1699 هكتار، والفول والفويلة بـ3847 هكتار، والجلبانة بـ512 هكتار، أما في مجال الزراعات الزيتية فقد تم استغلال 1898 هكتار لزراعة السلجم الزيتي ودوار الشمس، وأشار نفس المتحدث، إلى أن مصالحه سخرت لهذا الموسم وسائل تقنية هامة شملت 414 آلة حاصدة، 2664 جرار، 1326 مقطورة، و1200 شاحنة، بالإضافة إلى تسخير 200 عامل دائم ومؤقت كمورد بشري أولي لتأطير العملية.
وقد بلغ المحصول، حسب ذات المتحدث، خلال الأسبوع الأول من حملة الحصاد ما مجموعه 83 ألف قنطار، منها 38 ألف قنطار من الشعير، ما يعزز المؤشرات الإيجابية لموسم فلاحي ناجح، مضيفا أن قدرات التخزين والتجميع لهذا الموسم بلغت 15 نقطة، تتضمن 10 صوامع و15 مستودعًا تابعًا لـتعاونية الحبوب والبقول الجافة، بالإضافة إلى 9 مراكز جوارية جديدة استلمت 6 منها، ما رفع الطاقة التخزينية إلى 2.2 مليون قنطار، وهو ما يوفر أريحية تامة للفلاحين ويضمن المحافظة على نوعية المنتوج واستيعاب كامل المحصول.
ثلاثة مراكز جديدة لتخزين الحبوب
بالموازاة، تم تقديم عرض حول مخطط الوقاية من حرائق المحاصيل الزراعية والغابات الذي أعدّته مديريتا الحماية المدنية والغابات لمرافقة حملة الحصاد والدرس والتدخل عند الطوارئ خلال فترة الصيف. وفي خطوة إضافية نحو تعزيز الأمن الغذائي، أشرف صيودة على تدشين ثلاثة مراكز جوارية جديدة لتخزين الحبوب، بسعة 50 ألف قنطار لكل مركز، موزعة على بلديتي ابن زياد وزيغود يوسف، في إطار تجسيد تعليمات رئيس الجمهورية المتعلقة بتوسيع قدرات التخزين وتوفير فضاءات قريبة من مناطق الإنتاج.
وتمثل هذه المراكز الجديدة إضافة نوعية للبنية التحتية، حيث انضمت إلى ثلاثة مراكز أخرى تم استلامها مؤخرًا، ليرتفع بذلك العدد إلى تسعة مراكز جوارية موزعة على البلديات المعروفة بإنتاج الحبوب، وفي مقدمتها مخزنان بعين عبيد ومخزنان بعين السمارة بالإضافة إلى مخزن بابن باديس ومخزنين بابن زياد وكذا مخزنين بوزيغود يوسف بإجمالي طاقة تخزين تصل إلى 450 ألف قنطار، وبتكلفة تفوق 2.2 مليار دينار جزائري.
وقد أكد المسؤول الأول عن الولاية أن قطاع الفلاحة بالولاية يراهن اليوم، من خلال هذه المشاريع، على تحسين ظروف استقبال المنتوج، تقليص آجال الاستلام، وتقريب مراكز التخزين من الفلاح، بما يعزز مساهمتهم في تحقيق الاكتفاء الذاتي الوطني ودعم استراتيجيات الأمن الغذائي.