فيما تراجع الطلب على وجهة تونس

وكالات السياحة والسفر تضبط برامج عطلة الصيف

وكالات السياحة والسفر تضبط برامج عطلة الصيف
  • 131
 رشيـــدة بـلال  رشيـــدة بـلال

 ضبطت مختلف الوكالات السياحية برامجها وعروضها الصيفية نحو عدد من الدول التي أصبحت تستقطب اهتمام عشاق السفر والاكتشاف. فبعدما كانت تونس الوجهة السياحية المفضلة للكثير من الجزائريين، يبدو أنها تراجعت أمام وجهات سياحية بدأت تلفت الأنظار بشواطئها الخلابة، وخدماتها الراقية؛ على غرار إندونيسيا، وجزر زنجبار، ومصر، وتركيا، وحتى الهند، حسبما أكد عدد من اصحاب الوكالات السياحية لـ "المساء"، فيما يفضل كثير من الجزائريين بخصوص السياحة المحلية، عدم اللجوء إلى الوكالات السياحية بالنظر إلى ضعف الخدمات، وارتفاع الأسعار.

خلال جولة "المساء" التي قادتها إلى عدد من الوكالات السياحية، وقفت على الطلب الكبير على الحجز لقضاء العطلة الصيفية خارج الوطن. ورغم ارتفاع التكاليف إلا أن العروض المقدمة مكّنت من استقطاب عشاق السفر.

وفي هذا السياق، أوضحت المكلفة بالخدمات على مستوى وكالة "حمزة ترافل"، أن الوكالة ضبطت برنامجها الصيفي على عدد من الدول التي تشهد طلبا متزايدا، وفي مقدمتها مصر ممثلة في "شرم الشيخ"، وماليزيا، وتركيا " إسطنبول". وقالت إن ماليزيا أصبحت الوجهة الأكثر استقطابا للسياح الجزائريين مقارنة بمصر وتركيا، اللتين أصبح يُنظر إليهما كوجهات "مستهلكة"، في حين تمثل ماليزيا تجربة جديدة بفضل طبيعتها الخلابة، ومستوى الخدمات المميز فيها.

وأضافت المتحدثة أن تركيا تظل خارج موسم الصيف، الوجهة المفضلة لكثير من الجزائريين، لكونها الأقل تكلفة، وبلدا محبوبا خصوصا من قبل النساء، بغرض التسوق، والاطلاع على التراث. 

أما مصر فتُعد هي الأخرى بلدا سياحيا بامتياز، وتوفر خدمات نوعية، حتى على مستوى الفنادق من ثلاث وأربع نجوم.

أما بخصوص الأسعار فأكدت أن التكلفة تختلف حسب الوجهة والمدة؛ فمثلًا تركيا لا تتجاوز 140 ألف دج لمدة أسبوع، وتُعد الأقل سعرا مقارنة بمصر التي تصل فيها التكاليف إلى 160 ألف دج في شرم الشيخ، بينما تبلغ تكلفة رحلة إلى ماليزيا حوالي 320 ألف دج لعشرة أيام. وبحسبها فإن الوجهتين المفضلتين للجزائريين بعيدا عن ماليزيا التي تُعد مكلفة للبعض، هما مصر، وتركيا.

الأسعار في تونس ملتهبة

وبخصوص وجهة تونس التي كانت لسنوات طويلة المقصد المفضل لاعتبارات عديدة؛ منها القرب الجغرافي، والأسعار التنافسية، أوضحت المتحدثة أن الإقبال عليها تراجع في السنوات الأخيرة، بسبب تراجع نوعية الخدمات، وكونها أصبحت وجهة "مستهلكة". 

وأشارت إلى أن أسعارها لم تعد منافسة، بل أصبحت في بعض الأحيان، أغلى من تركيا، ما يدفع الكثيرين إلى تفضيل الأخيرة. 

وأضافت المتحدثة أن الوكالات لم تعد تنظم رحلات جماعية إلى تونس، بل تكتفي بالحجوزات الفردية، خاصة للفنادق فقط.

أما في ما يتعلق بالسياحة الداخلية، فذكرت أن الطلب عليها لايزال ضعيفا، بسبب ضعف الخدمات، وارتفاع الأسعار، ما يدفع الجزائري إلى تفضيل السياحة الخارجية.

إندونيسيا وماليزيا في الصدارة

من جهته، أكد ممثل وكالة "شهد تور" في حديثه مع "المساء"، أن وكالته ضبطت برامجها الصيفية على عدد من الوجهات التي باتت تستهوي الجزائريين، وفي مقدمتها ماليزيا، والهند، وبالي (بإندونيسيا)، وتركيا ومصر. وأشار إلى أن الطلب على ماليزيا كبير، حيث تتراوح تكلفة الرحلة ما بين 320 ألف دج و350 ألف دج لعشرة أيام، في حين تتراوح أسعار الرحلات إلى إسطنبول، بين 140 ألف و160 ألف دج.

وقال إن ماليزيا تُعد من أكثر الوجهات طلبا في شهري جويلية وأوت، بفضل مناخها المعتدل، وجمالها الطبيعي، ومستوى خدماتها السياحية الراقية، خصوصا الفنادق من خمس نجوم المطلة على الشواطئ.

وفي المقابل، أشار المتحدث إلى أن السياحة الداخلية تبقى محتشمة، وأن الخدمات التي تقدمها الوكالة تقتصر على حجز فندق فقط داخل الولاية التي يختارها الزبون؛ نظرا لضعف البنية التحتية السياحية والخدمات المقدمة.

تونس حاضرة نهاية الأسبوع... وتركيا الوجهة المفضلة

وفي سياق متصل، كشفت وكالة أخرى أنها اختارت تنظيم رحلات إلى تونس نهاية كل أسبوع؛ على اعتبار أن بعض الجزائريين لايزالون يفضلونها، خاصة فئة الشباب. 

أما الوجهة المفضلة هذا الصيف والتي تعمل الوكالة على تنظيم رحلات منظمة إليها، فهي تركيا، التي لاتزال تستقطب السائح الجزائري، بفضل أسعارها المناسبة مقارنة بوجهات أخرى؛ مثل ماليزيا ومصر، والتي تشهد، هي الأخرى، طلبا كبيرا عليها.