تقلص التكاليف وآجال رسو السفن وتعزز الاقتصاد الوطني
رافعات من الجيل الجديد تؤسّس لموانئ"ذكية" بالجزائر

- 219

يعتقد البروفيسور في الاقتصاد، حكيم بوحرب، أن اقتناء رافعات حاويات جديدة بميناء الجزائر سيعزز من وتيرة العمل ويقلص أجال الشحن والتفريغ ومعالجة الحاويات، مما سيمكن من تحقيق مكاسب اقتصادية مستدامة بالتقليل من مدة بقاء السفن في الميناء والمخاطر المتعلقة بهذه العملية. مشيرا إلى أن هذه التجهيزات سترفع من القدرة التنافسية اللوجيستية وستمكن من استقبال سفن أكبر ولعب دور العبور.
وأضاف بوحرب في تصريح لـ"المساء"، أمس، أن تزويد ميناء الجزائر بأربع رافعات حاويات في الأيام الأخيرة، خطوة ترمي إلى تعزيز القدرة التنافسية للاقتصاد من خلال تحسين الأداء اللوجيستيكي، موضحا أن تزويد الموانئ برافعات ذات نوعية متطورة من الجيل الجديد من المعدات الذكية سيدعم قدرة ميناء الجزائر للعب دور فعال في التجارة الخارجية.
وقال بوحرب إن هذه المعدات ستكون بمثابة الإشارة الإيجابية للمستثمرين الأجانب الراغبين في دخول السوق الجزائرية، بحيث ستمكن من استقطاب استثمارات مباشرة، كما تدعم من قدرة الجزائر في التعاقد مع شركات شحن أجنبية، ما سيمكن من خلق فرص عمل بحرية جديدة، ويفتح الباب أمام تحول الموانئ الحالية إلى موانئ"ذكية" تشتغل بطرق عصرية وفق معايير دولية، تمكن المنتوج الجزائري من اقتحام الأسواق الخارجية.
وقال البروفيسور إن اقتناء معدات عصرية خطوة تستجيب لطموح الجزائر لتحديث البنية التحتية المينائية وتطوير قدرتها على تنظيم التجارة الخارجية وفق معايير دولية معتمدة في كبرى الموانئ الدولية. مشيرا إلى أن اعتماد الجزائر على أنظمة متطورة في الموانئ هو إعلان واضح عن رغبتها في تبني التحول الرقمي في الجانب اللوجيستي بما يدعم قدرة الاقتصاد وتنويعه ودعم قدراته التصديرية.
كما اعتبر أن اقتناء هذه التجهيزات سيمكن الميناء الذي يعرف حركية تجارية واسعة من القيام بدوره على أكمل وجه خاصة بالعمل 24 على 24 ساعة دون انقطاع طيلة أيام الأسبوع، مع بلوغ السرعة والفعالية في شحن البضائع ومعالجة الحاويات، ما يمكن الموانئ من لعب دور فعال في خلق الثروة باعتبار أن الاستثمار في الموانئ سيكون له أثر نوعي على قدرة الموانئ في الاستجابة للتغيرات النوعية والكمية لطلب المتعاملين الاقتصاديين خاصة المصدرين والمستوردين الذين يعولون على تطوير الجانب اللوجيستي وجودة خدماته. موضحا أن الشحن يعتبر أهم نشاط على مستوى الموانئ.
وأكد بوحرب أن هذه التجهيزات الجديدة سيكون لها أثر جيو اقتصادي، فعلاوة على دعم التجارة الخارجية وتوظيف الموقع الجغرافي الهام للجزائر الذي يطل على البحر الأبيض المتوسط، ستدعم قدرة استعمال الميناء في انتظار استلام باقي الموانئ، حيث سيكون رافعة تنموية للجزائر بإعطائها فرصة التعاقد مع متعاملين جدد من خلال رفع قدرتها الاستعابية والحد من التكلفة التي يتحملها المتعاملين الاقتصاديين وكذا الحد من الأضرار التي تلحق بالبضاعة عند الشحن، باعتبار أن عصرنة أساليب الشحن ستقلل من الأضرار المزامنة ومن تكاليف التأمين.