فيما انطلق قرابة 1700 متضامن في "قافلة الصمود" لكسر الحصار
"حماس" تدين جريمة الاحتلال بحق سفينة "مادلين"

- 131

أكدت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" أمس، أن سفينة "مادلين" ومعها قوافل الصمود البرية القادمة من الجزائر وتونس والأردن وغيرها، شكلت شهادة حيّة على فشل آلة الدعاية الصهيونية وعلى امتداد التضامن الشعبي والإنساني مع غزّة المحاصرة.
أدانت الحركة جريمة قرصنة الاحتلال بحق سفينة "مادلين" في المياه الدولية التي كانت متوجهة إلى ساحل غزّة لكسر الحصار الصهيوني. وأكدت أن اعتراضها ومنع إيصال المساعدات لغزّة يشكل عدوانا جديدا وسط حرب إبادة منظمة.
وحيّت المتضامنين الأحرار من مختلف الجنسيات، الذين واجهوا التهديدات بثبات وأكدوا أن غزّة ليست وحدها، وأن ضمير الإنسانية ما زال حيا في مواجهة الاحتلال الفاشي، وأن غزّة ليست وحدها بل تحظى بإسناد من أحرار العالم.
وأكدت "حماس" أن اعتراض "مادلين" في عرض البحر ومنعها من إيصال مساعدات رمزية إلى الشعب الفلسطيني الذي يواجه حرب إبادة جماعية، يُعد إرهاب دولة منظم وانتهاكا فاضحا للقانون الدولي، واعتداء على متطوعين مدنيين تحركوا بدافع إنساني. وطالب بإطلاق سراح المتضامنين فورا ونحمل الاحتلال المسؤولية الكاملة عن سلامتهم. ودعت الأمم المتحدة والمنظمات الدولية إلى إدانة هذه الجريمة والتحرك العاجل لكسر الحصار.
وبينما أكدت أن الحصار جريمة لا تسقط بالتقادم وسيبقى العالم يواجهها بكل الوسائل، ثمّنت "حماس" كل المبادرات الدولية لكسر الحصار الظالم المفروض على غزّة منذ أكثر من 17 عاما.
واعترضت قوات الاحتلال سفينة "مادلين" المتضامنة مع غزّة في عرض المياه الدولية، ومنعتها بالقوة من الوصول إلى قطاع غزّة واقتيادها إلى ميناء أسدود واحتجاز من على متنها من متضامنين دوليين، قدموا في مهمة إنسانية تهدف إلى كسر الحصار وفضح جريمة التجويع.
وأثار ذلك موجة إدانة دولية أعربت على إثرها عواصم غربية على غرار مدريد وباريس عن تضامنها مع المتطوعين المعتقلين وطالبت بالإفراج الفوري عنهم.
من جانبه قال نائب رئيس الوزراء الأيرلندي، سيمون هاريس، إن أي استخدام للقوة ضد سفينة "مادلين" التابعة لتحالف أسطول الحرية والتي أبحرت لكسر الحصار عن غزّة "يعد انتهاكا للقانون الدولي". ولفت إلى أن "مادلين" تمثل "جهدا مدنيا سلميا وغير مسلّح يهدف إلى تقديم الخير فقط في مواجهة الدمار والكارثة الإنسانية التي تعيشها غزّة".
كما أدانت وزارة الخارجية التركية، هجوم قوات الاحتلال الصهيوني على سفينة "مادلين" ووصفته بأنه "عمل شنيع" و"انتهاك صارخ للقانون الدولي".
ورغم الهجمات الصهيونية التي تطال قوافل المساعدات الإنسانية مع غزّة، فإن ذلك لا يثبّط من عزيمة المتضامنين الذين يواصلون التوافد في جماعات وفرادى إلى العريش المصرية من أجل الاحتجاج أمام معبر رفح، للضغط على الاحتلال لوقف جريمة الإبادة المتواصلة فصولها وكسر الحصار الصهيوني على غزّة.
وفي هذا السياق، انطلقت أمس، من العاصمة تونس "قافلة الصمود" الإنسانية في رحلتها باتجاه قطاع غزّة وذلك بمشاركة عدد من الفاعلين والنشطاء من تونس والجزائر وجنسيات أخرى.
وتجمع المشاركون في القافلة أمام مقر وزارة السياحة قبل الاتجاه نحو معبر "رأس جدير" رافعين الأعلام الفلسطينية والشعارات المندّدة بجرائم الإبادة الصهيونية منذ 7 أكتوبر 2023.
وقال المتحدث الرسمي باسم "قافلة الصمود" التي تنظمها "تنسيقية العمل المشترك من أجل فلسطين"، وائل نوار، إن هذه القافلة البرية "تحمل رسالة إلى كل أحرار العالم للتحرك من أجل الحق الفلسطيني المسلوب، وضد كل أوجه الاحتلال والإبادة الجماعية". كما أنها محاولة لـ"فتح قنوات التنسيق مع منظمات إنسانية عربية ودولية لتسهيل عمليات الإغاثة". وأضاف أن القافلة "ستمر بعديد المناطق والولايات التونسية قبل دخول ليبيا وذلك بالتنسيق مع منظمات إنسانية ليبية، ليكون بعد ذلك التوجه لمعبر السلوم بالشرق الليبي وبعدها الدخول إلى الأراضي المصرية".
وذكر نوار، أن القافلة ستقوم بالتنسيق مع منظمات إنسانية مصرية من أجل الوصول إلى معبر رفح لكسر الحصار والدخول إلى قطاع غزّة الذي قال إنه "يعيش أبشع عمليات القتل والتهجير والإبادة وسط صمت عربي غير مقبول"، معتبرا أن "معنى كسر الحصار لا يتوقف فقط على إدخال المساعدات وإنما تسهيل خروج جرحى الإبادة للعلاج خارج فلسطين".
من جانبها أوضحت عضو التنسيقية، جواهر شمة، أن هذه القافلة ستحاول بكل الجهود المتضامنة إدخال المساعدات الإنسانية المتكدسة في معبر رفح إلى غزّة.
"حماس" تشيد بـ قافلة الصمود" الجزائرية
أشاد ممثل حركة المقاومة الإسلامية "حماس" بالجزائر، يوسف حمدان، أمس، بـ"قافلة الصمود" التي "انطلقت من جزائر الشهداء إلى غزّة الشاهدة، ليرافقوا جموع المبادرين من دول شمال إفريقيا وبقاع شتى حول العالم يحملون معهم ثقل المسؤولية وشهادة التاريخ، على المظلمة التي تتعرض لها غزّة منذ أكثر من 20 شهراً على مرأى ومسمع من الجميع".
وقال حمدان، إن "قافلة الصمود التي انطلقت من الجزائر حملت معها نبض ومشاعر إخوانهم الجزائريين والجزائريات الرافضين للظلم والمتألمين لألم إخوانهم، مستذكرين تضحيات أجدادهم ورافعين أمانة الشهداء والمجاهدين تجاه القدس وفلسطين".
وأكد أن حضور ومشاركة الجزائر في هذه المبادرة العابرة للجغرافيا، يُمثل رافعة هامة وقيمة مضافة لجهود الجميع التي يجب أن تبلغ مداها في رفع الصوت عاليا وكسر جدار العزلة وفرض مسارات ميدانية من شأنها التأثير في الواقع، والدفع باتجاه كسر الحصار ورفض حالة الاستفراد بغزّة.