المتحف العمومي الوطني للفن والتاريخ

"التطور الحضاري لمدينة تلمسان" مـحـور يوم دراسي

"التطور الحضاري لمدينة تلمسان" مـحـور يوم دراسي
  • 193
 ل. عـبــد الــحـلـيم ل. عـبــد الــحـلـيم

احتضنت قاعة المحاضرات للمتحف العمومي للفن والتاريخ لمدينة تلمسان، يوما دراسيا موسوما بـ "التطوّر الحضاري لمدينة تلمسان"، نشّطه مجموعة من الأساتذة الجامعـيين؛ على غرار الأستاذ أحمد بن شرف بمداخلة تحت عنوان "حول الفترة الرومانية" ، والأستاذ بلقاسم بن عاشور من جامعة تلمسان بمداخلة حول "الفـتـرة الإسلامية، وكـذا الباحث محمد هواري حول "الفترة الموحدية والمرابطية" ، والأستاذ سيدي محمد نقادي بمداخلته الموسومة بعنوان "خصائص العمارة الإسلامية".

وأجمع المتدخّلون خلال هذه المداخلات على إبراز تاريخ ولاية تلمسان الحافل بالإنجازات الحضارية، بدءا من العصر الروماني، وصولاً إلى العصر الإسلامي، حيث شهدت تطوّرات هامة في مختلف المجالات، إذ كانت تلمسان مركزاً حضارياً رئيساً، وعاصمة للدولة الزيانية. وساهمت في النهضة العلمية والثقافية في المنطقة. كما عرفت تطوّرا سياسيا وعمرانيا مهمّا خلال العصور الوسطى. وقـد أصبحت جزءا من الدولة الإسلامية في عهد المرابطين، ومركزا سياسيا بارزا. وشهدت تطورا في البنية التحتية، ليواصل بـعـدها الموحدون تعزيز دور تلمسان، وفي العهد الزياني إلى أن بلغت أوجّ ازدهارها، وبنيت فـيـها المدارس، والمساجد، والمكتبات. وتميّزت تلمسان بالهندسة المعمارية الإسلامية؛ لذلك كان لتلمسان موقع استراتيجي، وأهمية كبيرة في المنطقة؛ فهـذا المزيج الحضاري المختلف ترك بصمات عميقة في تاريخ المدينة، يجعـل من خلالها الجميـع يـقـف على عـدّة شواهد تاريخية تحكي قصتها مثل المدينة القديمة المحاطة بالأسوار، فضلا عن المعالم الإسلامية؛ مثل الجامع الكبير، وجامع سيدي بلحسن، إضافـة إلى تواجـد أضرحة ومزارات فيها، أشهرها ضريح الولي الصالح سيدي بومدين، والمدرسة التـشفـينية التي تُعد أوّل مدرسة في المغرب العربي، ما جعلها مركزاً ثقافياً وعلمياً بارزاً. للإشارة، عـُرفـت تلمسان بتاريخ حضاري ومعماري غـني، حيث شهدت تطوّرات متعدّدة عبر مختلف العصور، إذ كانت تلمسان مركزًا رئيسا للدولة الزيانية. وشهدت ازدهارا في الفنون والحرف اليدوية، بالإضافة إلى تطوّرات في البناء والعـمارة.