بالتزامن مع مواصلة سفينة "مادلين" رحلتها باتجاه ساحل غزة
قافلة الصمود تنطلق من الجزائر لكسر الحصار عن القطاع

- 256

تشهد حملة التضامن الدولية مع غزة تحركا إنسانيا تتسع دائرته يوما بعد يوم، في ظل تعدد قوافله برا وبحرا الرامية إلى كسر الحصار الصهيوني المطبق على هذا الجزء المنكوب من الأراضي الفلسطينية المحتلة وإغاثة سكانه الذين أنهكهم الاحتلال بالقصف والتجويع.
فمن الجزائر العاصمة، انطلقت أمس وبالتزامن مع اليوم الثاني من أيام التشريق قافلة الصمود متوجهة إلى تونس لتلتحق بقافلة الصمود التونسية قبل أن تعبر ليبيا وبعدها مصر على أمل الوصول إلى رفح بهدف إنساني بحت، يرمي إلى رفع الصوت عاليا ومشاركة كل أحرار العالم في المطالبة بكسر الحصار الصهيوني الغاشم على غزة.
ويقود القافلة رئيس المبادرة الجزائرية لنصرة فلسطين وإغاثة غزة، يحيى صاري، الذي قال في تصريح صحافي إن "هذه القافلة تعبر عن موقف الجزائر المنادي في كل المنابر العالمية برفع الحصار وحماية أهلنا في غزة من العدوان الوحشي"، مشيرا إلى "هذه القافلة الجزائرية تشارك أيضا الحراك الشعبي الدولي الإنساني الذي خرج برا وبحرا وجوا، معلنا رفضه للممارسات الإجرامية التي تطال أهلنا في غزة". وأوضح أنها "تخاطب أهلنا في غزة وتقول لهم لستم وحدكم نحن نقاسمكم الآلام والأوجاع وهذا ما استطعنا وقدرنا عليه من الجهد في رفع صوت المعاناة والمأساة"، موضحا أن "هذه القافلة التضامنية هي صورة مصغرة ورمزية وممثلة للإرادة الصلبة القوية الواسعة في العالم التي تضيق الخناق في كل مكان على المحتل الغاشم".
ويتزامن انطلاق هذه القافلة التضامنية من أرض الجزائر مع تشويش خطير تتعرض له سفينة "مادلين" المتواجدة في عرض مياه البحر الأبيض المتوسط والمتوجهة مع قرب وصولها ساحل غزة، والتي تحمل في طياتها صرخة في وجه الابادة الصهيونية في ظل عجز المنظومة الدولية عن وقف المجازر أو تأمين احتياجات غزة، حيث تتحرك الشعوب والمبادرات الفردية في محاولات لكسر الحصار.
وتعد "مادلين" السفينة الـ36 ضمن تحالف أسطول الحرية، الذي يهدف إلى كسر الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة منذ عام 2007. وأبحرت بداية جوان الجاري من ميناء كاتانيا الإيطالي باتجاه القطاع. وتحمل على متنها 12 ناشطا من جنسيات متعددة، إضافة إلى مساعدات إنسانية تشمل الغذاء والدواء والمعدات الطبية.
وسميت السفينة على اسم "مادلين كُلاب" وهي أول فتاة فلسطينية احترفت صيد الأسماك في قطاع غزة و فقدت والدها ومصدر رزقها بعد اندلاع العدوان الصهيوني في أكتوبر 2023.
وتأتي الرحلة بعد شهر واحد من قصف الطائرات المسيرة الإسرائيلية "سفينة الضمير العالمي" قبالة سواحل مالطا، بما يبرز الطابع الخطير للمهمة التي جندت لها سفينة "مادلين" من جهة ومن جهة اخرى مدى ارادة وصمود المتضامنين مع غزة.
في سياق متصل، شارك العديد من النشطاء والمناصرين للقضية الفلسطينية في وقفة احتجاجية حاشدة في شارع ميشيغان بمدينة شيكاغو بولاية إلينوي بالولايات المتحدة للمطالبة بوقف حرب الإبادة التي تشنها قوات الاحتلال الصهيوني بحق أبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.
وقال مسؤولون محليون أن المتظاهرين دعوا إلى ضرورة إنهاء جميع أشكال الدعم العسكري والمالي الأمريكي للكيان الصهيوني وأكدوا على أن الصمت تجاه جرائم الحرب في غزة هو "تواطؤ مباشر".
وتأتي الفعالية كجزء من تحركات شعبية متواصلة في الولايات المتحدة والعالم، تطالب بوقف الانتهاكات اليومية التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني على يد جيش الاحتلال الصهيوني الذي تجاوز كل الخطوط الحمراء في التقتيل والتنكيل بأبناء هذا الشعب الباحث عن حقه المشروع في العيش الكريم.