اكثر من 80 شهيدا بغزة في قصف صهيوني مكثف
"حماس" تطالب المجتمع الدولي بالتحرّك الفوري

- 164

أكدت حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، أمس، أنه يتوجب على المجتمع الدولي والدول العربية والإسلامية التحرّك الفوري والضغط بكل الوسائل للجم حكومة الاحتلال ووقف حرب الإبادة المُستَعِرة ضد المدنيين في غزة.
قالت الحركة في بيانها أمس، إنّ الغارات الوحشية المكثّفة التي يشنّها جيش الاحتلال الفاشي منذ فجر أمس خصوصا في شمال قطاع غزة واستهدفت منازل مأهولة مكتظة بالسكان، أسفرت عن ارتقاء أكثر من سبعين شهيدا، تمثّل إمعاناً في حرب الإبادة ضد المدنيين العزل في القطاع. وأضافت أنه في "الوقت الذي يسعى فيه الوسطاء للوصول إلى وقفٍ لإطلاق النار وإنجاز صفقة تبادل، يُسارع الإرهابي نتنياهو، المسكون بنزعة الانتقام، إلى تصعيد العدوان والمجازر بحقّ المدنيين الأبرياء، في مسعى لتقويض هذه الجهود، خدمة لأجندته السياسية".
وشدّدت على أنّ قصف المنازل المأهولة على رؤوس ساكنيها وارتكاب المجازر فيها في سلوك وحشي فاشي لن يجلب لمجرم الحرب نتنياهو أيا من أشكال النصر. وقالت إنّ "هذه الجرائم الوحشية هي تجاوز صارخ لكل القوانين والمواثيق وجرائم حرب تتطلب من الدول العربية والإسلامية والأمم المتحدة التحرّك العاجل لوقفها ومحاسبة قادة الاحتلال الفاشي على جرائمه ضد الإنسانية".
وتواصل آلة التقتيل الصهيونية حصد مزيد من أرواح الأبرياء من سكان غزة من الأطفال والنساء والمدنيين العزل، حيث كشف التقرير الإحصائي اليومي عن ارتقاء ما لا يقل عن 80 شهيدا وأكثر من 100 جريح منذ فجر أمس إثر عمليات القصف المكثف المتواصلة على القطاع.ولازال عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات لا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم بسبب كثافة النيران الصهيونية نقص وحتى انعدام المعدّات اللازمة لمثل هذه المهام الإنسانية البحثة.
وارتفعت حصيلة الشهداء والإصابات منذ استئناف جيش الاحتلال لعدوانه الدامي على غزة في 18 مارس الماضي حوالي 2799 شهيد و7805 اصابة، فيما تخطّت حصيلة العدوان المستمر منذ 19 شهرا، 52 ألفا و928 شهيد و119 ألف و846 جريح.
وفاة 55 طفلا بسبب سوء التغذية في قطاع غزة
ولا يموت سكان غزة بالقصف أيضا بل تواصل إسرائيل استخدام التجويع كسلاح حرب قاتل تسبّب حتى الآن في وفاة 55 طفلا نتيجة سوء التغذية جراء تدهور الأوضاع في قطاع غزة.وحذّر ممثل منظمة الصحة العالمية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، ريك بيبركورن، من أنه إذا استمر هذا الوضع الصعب، فمن المتوقع أن يُعاني ما يقرب من 71 ألف طفل دون سنّ الخامسة من سوء تغذية حاد خلال 11 شهرا القادمة.
وقال إن "ما نراه في غزة هو أنّ الناس عالقون في هذه الحلقة المفرغة، حيث يغذي نقص الغذاء المتنوّع وسوء التغذية والأمراض بعضها بعضا"، مشدّدا على أن الحظر الصهيوني الكامل على المساعدات لم يترك من إمدادات منظمّة الصحة العالمية سوى ما يكفي لعلاج 500 طفل يعانون من سوء تغذية حاد. وأوضح أن أكثر من 11% من الحالات بمستشفى "كمال عدوان" شمال غزة مصابة بسوء التغذية الحاد الشامل. ووصف الأطفال المتضررين بالمستشفى قائلا "رأيتهم في الأجنحة، طفل يبلغ من العمر خمس سنوات ظننته يبلغ عامين ونصف عام".
ووصف المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، فيليب لازاريني، استخدام الكيان الصهيوني الغذاء والمساعدات الإنسانية كسلاح حرب في قطاع غزة بـ«جريمة حرب". وقال لازاريني في بيان إنّه "ليس لدي أدنى شكّ في أن ما نشهده منذ تسعة عشر شهرا وخصوصا في الشهرين الأخيرين هو استخدام متعمّد للغذاء والمساعدات لتحقيق أهداف سياسية أو عسكرية في غزة"، مضيفا "هذا الأمر يرقى إلى جريمة حرب". كما أكّد أنّ "معاناة الفلسطينيين في قطاع غزة وصلت إلى مستويات لا يمكن وصفها".
وتابع "لا أجد الكلمات الكافية لوصف البؤس والمأساة التي يعيشها السكان، فقد مضى أكثر من شهرين دون أي مساعدة إنسانية"، مشيرا إلى أن "الجوع ينتشر والناس مرهقون وجائعون وقد لا يموتون من القصف، بل من الجوع". وأشار إلى أن التقارير الدولية ومنها تقرير التصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي، تؤكّد أن غزة تقف على حافة المجاعة حيث يعاني جميع سكان القطاع البالغ عددهم أكثر من مليوني نسمة نصفهم تقريبا من الأطفال من انعدام الأمن الغذائي الحاد أي أنهم يتضورون جوعا بسبب الحصار الصهيوني المفروض على القطاع. ودعا لازاريني المجتمع الدولي إلى التحرّك الفوري لضمان دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة، محذّرا من أن استمرار هذا الحصار سيفضي إلى كارثة إنسانية غير مسبوقة.
الكيان الصهيوني يضع إخلاء غزة من السكان فوق حياة المدنيين
الصين تدعو المجتمع الدولي إلى اتخاذ إجراءات عاجلة
دعت الصين المجتمع الدولي إلى اتخاذ "إجراءات عاجلة" لإنهاء المأساة الإنسانية في غزة الناجمة عن العدوان الصهيوني الوحشي، مجدّدة التأكيد على مواصلتها العمل لتحقيق "تسوية شاملة" و«عادلة ودائمة" للقضية الفلسطينية.
وقال مندوب الصين الدائم لدى الأمم المتحدة، فو تسونغ، خلال إحاطة لمجلس الأمن الدولي حول الوضع الإنساني في غزة "لقد أصبحت غزة جحيما حيا. عمليات القصف والغارات المستمرة تتسبب في وقوع ضحايا مدنيين كل يوم". ولدى إشارته إلى أن قرابة نصف مليون شخص في غزة يواجهون مستويات كارثية من الجوع، دعا المندوب الصيني الاحتلال الصهيوني إلى "الالتزام بالقانون الإنساني الدولي ورفع الحصار للسماح بالوصول دون عوائق إلى الغذاء والدواء والإمدادات الحيوية الأخرى". كما دعا إلى حماية الوكالات الإنسانية والعاملين في المجال الإنساني ومحاسبة المسؤولين عن مقتلهم، مشيرا إلى أن أكثر من 400 عامل إغاثة قتلوا من قبل الكيان الصهيوني جراء العدوان الذي طالب بإيقافه "فورا". وتزامن ذلك مع تأكيد وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، توم فليتشر، أن الكيان الصهيوني يضع هدف إخلاء غزة من السكان فوق حياة المدنيين.
ووصف فليتشر، في تصريحات صحفية، نموذج توزيع المساعدات الذي وضعه الكيان الصهيوني بأنه "تشتيت متعمّد ويؤدي للمزيد من النزوح. وأكّد أن الكيان المحتل يمنع وصول المساعدات إلى غزة، مشيرا إلى أنّ القطاع لم يستقبل أي طعام أو دواء أو ماء أو خيام منذ أكثر من 10 أسابيع.وأشار المسؤول الأممي إلى إمكانية إنقاذ مئات الآلاف في غزة وضمان وصول المساعدات إلى المدنيين، حيث أوضح أن لدى الأمم المتحدة آليات صارمة لضمان وصول مساعداتهم للمدنيين لكن الكيان الصهيوني يمنع وصولها لحماية أرواح المدنيين.
الذكرى الـ77 للنّكبة.. بشعار "لن نرحل.. ستبقى فلسطين للفلسطينيين"
جرائم متواصلة وإبادة وحشية وتهجير قسري
يحيي الشعب الفلسطيني اليوم، الذكرى الـ77 لنكبة 1948 التي لا تزال فصولها مستمرة إلى يومنا هذا، في ظل استمرار المخططات الصهيونية باستباحة الدم الفلسطيني عبر حرب إبادة وحشية في قطاع غزّة، وتطهير عرقي وتهجير قسري للمواطنين بالضفة الغربية والقدس المحتلّة، إلى جانب توسيع البؤر الاستيطانية وتكثيف العمليات التهويدية.
بهذه المناسبة الأليمة التي تصادف الـ15 ماي من كل عام، كشف رئيس اللجنة الفلسطينية العليا لتنظيم فعاليات النّكبة ورئيس دائرة شؤون اللاجئين، أحمد أبو هولي، لـ«وأج" أن العدوان الصهيوني على قطاع غزّة والضفة الغربية وكل الأراضي الفلسطينية، يؤكد أن النّكبة هي "جريمة مستمرة".
وقال إنه رغم ما تشكله من انتهاك جسيم وجرائم دولية موصوفة في القانون الدولي، وانتهاك لميثاق الأمم المتحدة وتهديد للأمن والسلم الدوليين، إلا أن الكيان الصهيوني "يحتمي من عواقبها تحت مظلّة الصمت الدولي الذي يمنحه فرصة الإفلات من العقاب".وأشار إلى أن إحياء الذكرى هذه السنة سيكون تحت شعار "لن نرحل.. ستبقى فلسطين للفلسطينيين" الذي يعبّر عن "الموقف الفلسطيني الرسمي والشعبي الموحد الرافض لمخطط الاحتلال لتهجير أبناء الشعب الفلسطيني". كما يحمل في دلالاته أيضا أن فلسطين هي "وطن الشعب الفلسطيني الذي لا وطن له سواه وأن هذا الشعب لن يرضى أي بديل عن وطنه، وأنه صاحب حق تاريخي وطبيعي وقانوني مقدّس بالعودة إلى دياره التي شرد منها عام 1948".
وأكد أنه بالرغم من هذا العدوان واستمرار حرب الإبادة والتهجير والتطهير العرقي التي فاقت أحداثها نكبة عام 1948، تمكن الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية والقدس الشرقية وفي قطاع غزّة، من مواجهة كل المخططات الصهيونية الرامية إلى تهجيره من دياره وإنهاء وجوده في فلسطين، وبرهن ثباته على أرضه وتجذّره فيها. ولفت إلى أن مشهد عودة النّازحين في شهر جانفي الماضي، مع سريان وقف إطلاق النّار في قطاع غزّة، من جنوبه إلى شماله بمئات الآلاف يحملون أمتعتهم وأطفالهم ويقطعون ما يزيد عن 25 كلم مشيا على الأقدام، لينصبوا خيامهم على أنقاض بيوتهم ويعيدوا الحياة لأحيائهم التي دمر فيها الاحتلال الصهيوني كل مقومات الحياة أدهش وأذهل العالم". وهو مشهد "كاف ليكون ردا قاطعا وصارما من الشعب الفلسطيني برفضه للمخططات" الأمريكية-الصهيونية الرامية إلى تهجيره.
والجديد هذه السنة ـ حسب نفس المصدر ـ هو تحويل فعاليات إحياء ذكرى النّكبة إلى "فعل ميداني لنصرة غزّة وكشف جرائم الاحتلال وحرب الإبادة لتشكيل رأي عام عالمي ضاغط لوقف الحرب على قطاع غزّة، ووقف الاستيطان والتطهير العرقي في الضفة الغربية والقدس المحتلّة، ودعم حل الدولتين ورفض التهجير والوطن البديل". وقال أن الرسائل السياسية التي تحملها فعاليات إحياء ذكرى النّكبة ستكون عديدة من خلال حراك جماهيري كبير من أحرار العالم، ليعلو صوتهم أمام صمت المجتمع الدولي لوقف جرائم الكيان الصهيوني على الفلسطينيين وملاحقته أمام المحاكم الدولية.
وعبّر أبو هولي، عن أمل الفلسطينيين في أن يكون هناك "تحرك دولي لوقف حرب الإبادة على قطاع غزّة وفتح المعابر وإدخال المساعدات الإغاثية الدولية لإنقاذ الأرواح البشرية، ووقف التهجير القسري الذي يقوم به الاحتلال للمدنيين الفلسطينيين ومحاولات طردهم جماعيا". وطالب في نفس السياق بتشكيل لجنة تحقيق أممية بشأن الجرائم وحرب الإبادة الجماعية التي يرتكبها الاحتلال الصهيوني في قطاع غزّة، وانتهاكاته في الضفة الغربية والقدس الشرقية المحتلّة وجرائمه بحق وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" وضرورة دعمها سياسيا وماليا للقيام بواجباتها تجاه ملايين اللاجئين.
وعشية هذه الذكرى الأليمة قال المجلس الوطني الفلسطيني، إن الشعب الفلسطيني لا يزال يعيش تبعات النّكبة الأصلية ويواجه نكبة متجددة بأدوات أشد فتكا، مشيرا في بيان له بأن ذكرى النّكبة الـ77 تأتي في ظل ما يواجه الشعب الفلسطيني من مؤامرات مصيرية وعدوان دموي في قطاع غزّة الذي يتعرض لحرب إبادة من قصف وتجويع وتهجير قسري يمارسه الاحتلال الصهيوني على مرأى ومسمع من العالم.