الاستشارية نعمة زدام لـ"المساء":

التقيد بالنظام الصحي لا يعني تجاهل طقوس عيد الأضحى

التقيد بالنظام الصحي لا يعني تجاهل طقوس عيد الأضحى
الاستشارية نعمة زدام
  • 138
عبد السلام بزاعي عبد السلام بزاعي

يشدك الحنين لتناول الأطباق التقليدية بحلول عيد الأضحى المبارك والتي تفننت في إعدادها المرأة الشاوية عبر الأزمنة الغابرة، من مرق وشواء وطواجن، إلا أن لغة العقل والطب تؤكد على ضرورة مراعاة الجانب الصحي، حتى لا يكون تأثير اللحوم سلبا على الصحة، وفي هذا السياق توضح نعمة زدام الدكتورة والاستشارية في التغذية، أن بعض الاطعمة تستغرق وقتا طويلا في الهضم مما يشعر الإنسان بالإجهاد والتعب، وعدم القدرة على ممارسة حياته بشكل طبيعي ومنها اللحوم.

أوضحت المتحدثة أنه يستوجب على المؤمن الفرحة بشعيرة عيد الأضحى العظيمة، مع التأكيد على وجوب ممارستها بوعي واعتدال فالعبادة لا تنفصل عن العافية، فالجسد أمانة تستحق أن نراعيها حتى في أيام الفرح. 

أكدت نعمة زدام، في هذا الخصوص، أنه ومراعاة للجانب الديني وطقوس الاحتفال بعيد الأضحى المبارك يقتضي الأمر الإلمام بالثقافة الصحية باستشارة الأطباء والمختصين في التغذية الصحية لتفادي مشاكل صحية كبيرة، الى جانب تأثير اللحوم على ميكروبيوم الأمعاء. موضحة أن خطورته  تكمن في وصفه بالعالم المعقد، الذي يعيش داخل جسم الإنسان. واستطردت بالقول:"إنه مجتمع ضخم من البكتيريا النافعة التي تتحكم في الهضم، المناعة، وحتى المزاج". 

وقدمت الاستشارية زدام تعريفا للميكروبيوم، الذي يلازم تغيير النظام الغذائي المفاجئ خلال العيد وهو مجموعة من الكائنات الدقيقة تعيش في أمعائنا، وتضم تريليونات من البكتيريا المفيدة التي تساعد على هضم الطعام.

كما حذرت الأخصائية نعمة، من الإفراط خلال أيام العيد في استهلاك اللحوم الحمراء الغنية بالدهون المشبعة والبروتين المركز، مستدلة بنماذج لدراسات أخرى أثبتت أن النظام الغذائي القائم على اللحوم فقط لمدة 3 أيام كفيل بإحداث تغيرات حادة في بكتيريا الأمعاء. 

وتتابع أن هناك اعتقادا خاطئا وهو أنه في حالة تناولك نوعين من البروتين فى نفس الوجبة، هذا يساعد في إمداد جسمك بالكثير من الطاقة، وزيادة قدرتك على التركيز والنشاط، وذكرت "نعمة"  بأهم الأضرار التي يصاب بها الإنسان عند تناوله نوعين من البروتين ألا وهي سوء الهضم، فتستغرق المعدة وقتا طويلا للتخلص منهما وهضم النوعين، ويصعب على الجسم الحصول على الفوائد والفيتامينات والمعادن التي يحتاجها.

 وعن كيفية خلق التوازن في هذه المناسبة السعيدة بشعائرها الدينية وسلامة الأمعاء، حثت على نظام صحي دون منع تناول اللحم، وذلك بتناول خضروات مثل الجرجير، الخس، الشبت، والبقدونس مع اللحوم.  مع دعم الميكروبيوم بالأطعمة المخمرة، اللبن الزبادي، والمخللات الطبيعية (غير الصناعية) والتي تحتوي على بروبيوتيك مفيد، مع الإستغناء عن المشروبات الغازية واكثار شرب الماء، اعتبارا من كون السوائل ضرورية للهضم الجيد، بعكس المشروبات السكرية التي تضر بالميكروبيوم.

وفي الختام حثت نعمة زدام،  على المشي بعد الوجبات، لأن هذه الحركة تحفز الهضم وتقلل الانتفاخ. وأبرزت جوانب مهمة في دور الصيام المتقطع (12–14 ساعة دون طعام ليلاً) والذي يساعد الميكروبيوم، على إعادة التوازن ومنح الأمعاء فترة راحة .