المرصد الوطني للمجتمع المدني من البليدة
حملات لمحاربة ظاهرة تمزيق الكتب المدرسية أمام المؤسسات

- 127

سعيًا منها لمحاربة بعض الظواهر السلبية التي تتزامن مع نهاية كل موسم دراسي، وعلى رأسها ظاهرة تمزيق الكراريس والكتب المدرسية ورميها أمام المؤسسات التربوية، خاصة المتوسطات والثانويات، سارعت حركات المجتمع المدني على مستوى ولاية البليدة، لدعم الحملة الوطنية التي أطلقها المرصد الوطني للمجتمع المدني في مبادرة هي الأولى من نوعها، والرامية إلى القضاء على هذه الظاهرة، من خلال التواصل المباشر مع التلاميذ أمام مؤسساتهم التعليمية.
وقد لقيت حملة محاربة تمزيق الأدوات المدرسية ترحيبًا كبيرًا من طرف الأولياء والعاملين في قطاع التربية، حسبما كشفت عنه السيدة وحيدة بن يوسف، رئيسة جمعية "صناعة الغد"، المشاركة في حملة توعية التلاميذ حول أهمية الحفاظ على أدواتهم المدرسية وتقديمها لمؤسساتهم قصد الاستفادة منها من طرف تلاميذ آخرين في الموسم الدراسي المقبل.
وفي حديثها مع "المساء" على هامش وجودها رفقة عدد من الجمعيات أمام مدرسة صنهاجي ببلدية البليدة، أكدت بن يوسف، أن هذه الحملة، التي أطلقها المرصد الوطني للمجتمع المدني، تعد الأولى من نوعها في هذا الخصوص، وقد لقيت استجابة إيجابية من طرف بعض الأولياء وحتى التلاميذ، مشيرة إلى أن الهدف منها هو توعية التلميذ بأهمية الحفاظ على كتبه وكراريسه التي أنهى استعمالها، وتسليمها للإدارة قصد إعادة رسكلتها واستغلالها من طرف تلاميذ آخرين.
وأكدت المتحدثة، أن الحملة غاية في الأهمية، لأنها تحمي التلميذ من الوقوع في ممارسات غير تربوية تعطي انطباعًا سيئًا عنه، وتوحي بأنه غير مهذب أو يعاني من اضطرابات نفسية.
وعن طريقة العمل على تحفيز التلميذ للحفاظ على مستلزماته المدرسية وتقديمها لإدارة المدرسة، أوضحت بن يوسف أن العملية بسيطة، حيث توجد الجمعيات بصورة دورية أمام المؤسسات التعليمية بمختلف بلديات الولاية، وتتقرب من التلاميذ لشرح الحلول المقترحة بشأن كتبهم وكراريسهم. ويُترك الخيار للتلميذ إما لتسليمها للإدارة بغرض إعادة استخدامها، أو تقديمها لتلاميذ يعرفهم، أو الاحتفاظ بها في منزله، مع توعيته بضرورة عدم تمزيقها أو رميها، خاصة وأن بعض الكتب تحتوي على آيات وعبارات قرآنية.
وفي السياق ذاته، أشارت المتحدثة إلى أن العاملين في قطاع التربية من معلمين وإداريين، مطالبون كذلك بالمشاركة في إنجاح هذه الحملة من خلال التفاعل مع التلاميذ وتوعيتهم بما يمكن فعله بأدواتهم، لاسيما أن بعض العناوين تكون مطلوبة بشدة مع بداية الموسم الدراسي. كما لفتت إلى أن مثل هذه المبادرات تلعب دورًا محوريًا في محاربة الظواهر السلبية التي تنتشر من حين لآخر وتسيء إلى صورة التعليم.
من جهتها، دعت أمينة حريش، عضو المرصد الوطني للمجتمع المدني، وممثلة عن ولاية البليدة، جميع الأولياء إلى التفاعل بشكل إيجابي مع الحملة، من خلال حث أبنائهم على التجاوب مع عملية استرجاع الكتب والكراريس المستعملة، قصد إعادة استخدامها من طرف تلاميذ السنوات المقبلة، وذلك في إطار محاربة السلوكيات السلبية.
وأكدت حريش أن المجتمع المدني، بكل أطيافه، حاضر في الميدان لإنجاح هذه الحملة، مشيرة إلى أنها لا تخص فئة معينة، بل هي حملة شاملة يمكن للجميع المساهمة فيها من خلال نشر الوعي بأهمية التصدي لمثل هذه الظواهر التي تعكس صورة سلبية عن المنظومة التربوية. وختمت حديثها معربة عن أملها في أن تحقق الحملة أهدافها، و تُثمّن مخرجات المرصد الوطني للمجتمع المدني في محاربة السلوكيات السلبية.