استكمال تهيئة قاعات المتحف الوطني سيرتا

افتتاح قاعة ما قبل التاريخ وفق قراءة زمنية علمية حديثة

افتتاح قاعة ما قبل التاريخ وفق قراءة زمنية علمية حديثة
  • 121
زبير. ز زبير. ز

أشرف زعيتر فريد، مدير الثقافة والفنون لولاية قسنطينة، أول أمس، في إطار فعاليات شهر التراث الذي جاء هذه السنة تحت شعار "التراث الثقافي في عصر الذكاء الاصطناعي"، بالمتحف الوطني العمومي سيرتا، بوسط المدينة، على افتتاح قاعة قسنطينة في عصور ما قبل التاريخ، بحضور مدير المتحف وعدد من المهتمين.  

أكد مدير الثقافة والفنون بقسنطينة، خلال الكلمة التي ألقاها، على هامش حفل الافتتاح، أن هذه المبادرة، جاءت في إطار تثمين التراث الثقافي المادي بأحد أقدم المدن في العالم، معتبرا أن مثل هذه الخطوات تعمل على حماية الآثار المكتشفة بغرض تقديمها للجمهور بطريقة علمية تتلاءم مع التقدم التكنولوجي. من جهته، كشف خالد بوجعطاط، مدير المتحف الوطني العمومي سيرتا، أن هذه العملية جاءت مواصلة للعمليات التي سبقت والتي شهدت السنة الفارطة افتتاح قاعتين، في إطار استكمال عملية تهيئة قاعات المتحف التي باشرتها إدارته مند سنة 2017 والتي وصلت إلى تهيئة 8 قاعات بافتتاح قاعة قسنطينة ما قبل التاريخ، هذه السنة.

وحسب خالد بوجعطاط، فإن افتتاح قاعة قسنطينة ما قبل التاريخ، يعكس مكانة المدينة الضاربة في جذور التاريخ، خاصة وأن قسنطينة تم ذكرها في كتابات المؤرخين اللاتينيين والإغريق في القرن الثالث قبل الميلاد، موضحا أن الشواهد المادية التي تم اكتشافها في أكثر من 30 موقعا، يرجع إلى فترة ما قبل التاريخ، تؤكد تعمير الإنسان لهذه المنطقة مند فترة فجر التاريخ.

أشار عبد المجيد بن زراري، رئيس مصلحة الاتصال بالمتحف الوطني سيرتا، إلى أنه من بين المواقع التي تم اكتشافها والتي تعود إلى فترة ما قبل التاريخ، كهف الدببة، كهف الأروي، كهف الحمام، موقع سيدي مسيد، موقع المنصورة وموقع بونوارة، مضيفا أن هذه المواقع لم تأخذ حقها، في وقت مضى، من التاريخ ومن البعد الحضاري للدولة الجزائرية ووجب نفض الغبار عليها. وتضم قاعة قسنطينة في عصور ما قبل التاريخ، بعد عملية التهيئة التي عرفتها، مجموعة من المقتنيات الأثرية الهامة يعود تاريخها إلى عصر ما قبل التاريخ وتشهد على تاريخ مدينة قسنطينة العريق، حيث شهدت القاعة الجديدة، إعادة في القراءة العلمية الحديثة، حسب تسلسل زمني كرونولوجي لمختلف المحطات الأثرية، في هذه الفترة، بهدف إبراز مرحلة من تاريخ المدينة العتيقة والمحطات التي تعود لفترات ما قبل التاريخ عبر محيط المدينة. 

 وتم تخصيص أماكن بهذه القاعة من أجل عرض لأول مرة، بقايا حيوانات كانت قد انقرضت بعدما عمرت وعاشت بمدينة قسنطينة، حيث تشير الأثار المتواجدة والتي تم العثور عليها في فترات مختلفة إلى أن هذه المنطقة بالشرق الجزائري تعد ثاني أقدم تواجد بشري في العالم وفي إفريقيا.