رئيس الجمهورية يصل لوبليانا في زيارة دولة
الجزائر- سلوفينيا.. أولويات وآفاق جديدة وسط أوروبا

- 215

❊ إرادة مشتركة لدعم التعاون وتوافق في الرؤى
❊ استكشاف مجالات التعاون وخطة لترتيب أولويات المرحلة المقبلة
❊ تقاسم نفس الرؤى تجاه القضايا الدولية والإقليمية
❊ تواصل وتنسيق وثيقان في المحافل الدولية
❊ العمل سويا لرفع التحدّيات الدولية ودعم الحلول السلمية للنّزاعات
❊ موقف موحد إزاء القضيتين الفلسطينية والصحراوية العادلتين
❊ فتح سفارتين بعاصمتي البلدين وزيارات متبادلة تترجم حركية العلاقات
حلّ رئيس الجمهورية، السيّد عبد المجيد تبون، بعد ظهر أمس، بالعاصمة السلوفينية لوبليانا، في إطار زيارة دولة شرع فيها إلى هذه الدولة الصديقة بدعوة من نظيرته السيّدة ناتاشا بيرتس موسار، وينتظر أن تكون ثرية بما ستحمله من اتفاقات لتجسيد إرادة قيادتي البلدين في الرقي بمستوى العلاقات الثنائية، وتثبيت التوافق في الرؤى حول القضايا الدولية بما يعكس المستوى الراقي الذي يميّز علاقات الصداقة التاريخية التي تجمع البلدين.
تأتي زيارة الدولة التي يقوم بها رئيس الجمهورية، السيّد عبد المجيد تبون، إلى جمهورية سلوفينيا، بدعوة من نظيرته السيّدة ناتاشا بيرتس موسار، لتشكل فرصة لتعميق التشاور السياسي حول التعاون الثنائي والقضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، تجسيدا للإرادة القوية والرغبة المشتركة التي تحدو قائدي البلدين لتعزيز العلاقات الثنائية والمضي بها نحو آفاق أرحب، حيث ستسمح هذه الزيارة باستكشاف آفاق جديدة لهذا التعاون واعتماد خطة عمل تحدد أولوياتهما خلال المرحلة المقبلة.
علاقات متميّزة وطموح مشترك لتعزيز التعاون
شهدت العلاقات الثنائية بين الجزائر وسلوفينيا خلال السنوات الأخيرة، طفرة نوعية وحركية ايجابية في ظل الطموح المشترك الذي يحدو البلدان لتعزيز تعاونهما الثنائي ومتعدد الأطراف.
وتجسّدت حركية هذه العلاقات خلال السنوات الأخيرة، بفتح سفارتين في عاصمتي البلدين علاوة على الزيارات المتبادلة على أعلى مستوى، يضاف إلى كل ذلك تعزيز التعاون الثنائي وتواصل التنسيق بينهما فيما يتعلق بالمواقف والرؤى تجاه مختلف القضايا الدولية والاقليمية، في ظل الدعم المتبادل بين البلدين، خاصة بمجلس الأمن الدولي، باعتبارهما عضوين غير دائمين به.
وتتقاسم الجزائر وسلوفينيا نفس الرؤى تجاه القضايا الدولية والاقليمية ذات الاهتمام المشترك، كما تتمسكان بالتواصل والتنسيق الوثيقين في كافة المحافل الدولية، ما يعكسه التزامهما بالعمل سويا من أجل رفع التحدّيات الدولية الراهنة والبحث عن حلول سلمية للنّزاعات.كما يجمع البلدين موقف موحد إزاء القضية الفلسطينية العادلة، فضلا عن دعمهما للجهود التي يبذلها الأمين العام للأمم المتحدة ومبعوثه الشخصي من أجل التوصل إلى حل عادل، دائم ونهائي لقضية الصحراء الغربية، في إطار احترام مبدأ حق الشعوب في تقرير مصيرها وهو مبدأ جوهري يحظى بمكانة تاريخية لدى البلدين.
وضمن هذه الرؤية التوافقية وبمناسبة الزيارة التي قام بها وزير الدولة، وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج والشؤون الإفريقية، أحمد عطاف، إلى لوبليانا في نوفمبر 2023، أكد رئيس الجمهورية، في رسالة لنظيرته السلوفينية، حرصه على العمل معها لاستغلال كافة الفرص المتاحة للارتقاء بالعلاقات الجزائرية ـ السلوفينية إلى أسمى المراتب المتاحة.
بدورها نوّهت رئيسة سلوفينيا، في رسالة تهنئة لرئيس الجمهورية، إثر انتخابه لعهدة ثانية في سبتمبر الفارط، بالعلاقات الثنائية المتميّزة بين البلدين، كما عبّرت عن تطلعها لمواصلة العمل معه في ظل ما تحقق من إنجازات على الصعيدين الثنائي ومتعدد الأطراف لاسيما بمجلس الأمن الدولي.
وقام عطاف، بعدة زيارات لهذا البلد في السنوات الأخيرة، سجل خلالها ‘اعتزاز الطرفين بالطّفرة النّوعية التي تشهدها العلاقات الثنائية، سواء من حيث تصاعد وتيرة تبادل الزيارات على أعلى مستوى، أو فيما يتعلق بتنامي مستوى التعاون الثنائي واتساع قاعدة أولوياته،
وفي ذات المنحى، أجرى الوزير الأول السلوفيني، روبرت غولوب، في ماي 2024، زيارة رسمية إلى الجزائر استقبل خلالها من طرف رئيس الجمهورية، حيث عبّر بالمناسبة عن ارتياح بلاده لمستوى التعاون الثنائي الذي كلل آنذاك بالتوقيع على عدة اتفاقيات شملت العديد من المجالات، من بينها اتفاقية تعاون بين الحكومتين حول الإعفاء المتبادل من متطلبات الحصول على التأشيرة قصيرة المدى لحاملي الجوازات الدبلوماسية، إلى جانب مذكرات تفاهم تخص قطاعات الطاقة، البيئة، التعليم العالي والبحث العلمي والذكاء الاصطناعي، بالإضافة إلى الاتفاق على إنشاء لجنة مختلطة بين البلدين. وأكد غولوب، خلال هذه الزيارة أن سلوفينيا والجزائر ملتزمتان بالعمل سويا من أجل رفع التحدّيات الدولية، لا سيما دعم القضية الفلسطينية والبحث عن حلول سلمية للنّزاعات.
وعلى الصعيد البرلماني تعرف العلاقات الثنائية هي الأخرى قفزة نوعية ميّزها تنصيب المجموعة البرلمانية للصداقة "الجزائر ـ سلوفينيا" في أكتوبر 2022، تضاف لها الزيارة التي أجراها رئيس المجلس الشعبي الوطني إبراهيم بوغالي، إلى سلوفينيا، في نفس الفترة والتي بحث خلالها مع كبار المسؤولين في هذا البلد سبل توطيد العلاقات بين البلدين، والقائمة على أسس الصداقة المتينة والاحترام المتبادل.
وفي سبتمبر الفارط، أجرت رئيسة الجمعية الوطنية لجمهورية سلوفينيا، أورشكا كلاكوتشار زوبانتشيتش، زيارة إلى الجزائر أبرزت خلالها نضال البلدين من أجل نفس القيم، ويدعمان بعضهما انطلاقا من عضويتهما بمجلس الأمن الدولي.للإشارة، فقد كان في توديع رئيس الجمهورية، لدى مغادرته مطار هواري بومدين الدولي، الوزير الأول، السيّد نذير العرباوي، والوزير المنتدب لدى وزير الدفاع الوطني، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، الفريق أول السعيد شنقريحة، ومدير ديوان رئاسة الجمهورية السيّد بوعلام بوعلام