راح ضحيتها عشرات الأبرياء من الأطفال والنساء
مجزرة مدرسة جباليا تثري سجّل الاحتلال الحافل بالقتل

- 143

ارتكب جيش الاحتلال الصهيوني في الساعات الأولى من صباح أمس ، مجزرة مروعة جديدة في قطاع غزة باستهداف طيرانه الحربي لمدرسة "فاطمة" بمدينة جباليا البلد الواقعة إلى الشمال والتي كانت تأوي نازحين غالبيتهم من الأطفال والنساء العزل.
خلفت المجزرة الجديدة التي تضاف إلى سجل جيش الاحتلال المثقل بالمذابح والقتل في حقّ الشعب الفلسطيني، في حصيلة أولية أكثر من 15 شهيدا وعشرات الجرحى وسط أشلاء متناثرة وصرخات استغاثة ودماء تروي أرض المدرسة. وعلى إثر استمرار حرب الإبادة الصهيونية، قال المجلس الوطني الفلسطيني، أمس، إنّ المجزرة الجديدة التي ارتكبها جيش الاحتلال بقصف مدرسة في جباليا شمال قطاع غزة والتي تأوي مئات العائلات النازحة، تمثل جريمة حرب بشعة تضاف إلى سجل الاحتلال الحافل بالمجازر والقتل.
وأشار المجلس في بيان له إلى أن جيش الاحتلال الصهيوني يواصل ارتكاب جرائم الإبادة الجماعية والتطهير العرقي بحق أبناء شعب قطاع غزة متجاوزا كل الخطوط الحمراء دون أدنى اعتبار للقانون الدولي أو مواثيق حقوق الإنسان وبثقة تامة بأن المجتمع الدولي لن يجرؤ على محاسبته في ظل صمت دولي معيب يرقى إلى التواطؤ. ودعا المجتمع الدولي بكافة مؤسّساته وعلى رأسها الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي إلى التحرّك العاجل لوقف هذا النزيف المتواصل وتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني ومحاسبة قادة الاحتلال على جرائمهم. كما طالب المحكمة الجنائية الدولية بسرعة التحرّك إلى تقديم المسؤولين عن المجازر إلى العدالة الدولية، مشدّدا على أن استمرار تجاهل هذه الجرائم يهدّد بتقويض كامل لمنظومة العدالة الدولية ويكشف نفاق المعايير العنصرية الإنسانية المزدوجة.
أبو عبيدة يعلن الإفراج عن جندي صهيوني يحمل الجنسية الأمريكية
تزامنت مجزرة جباليا مع إعلان المتحدث باسم "كتائب القسام"، أبو عبيدة، أمس عن قرار المقاومة الإفراج عن الجندي الصهيوني الذي يحمل الجنسية الأمريكية الأسير "عيدان ألكساندر".
وكشفت مصادر على صلة بأن الجندي الصهيوني الذي قرّرت "كتائب القسام" الإفراج عنه سلّم للجنة الدولية للصليب الأحمر في حدود الساعة الخامسة مساء بالتوقيت المحلي بمنطقة خانيونس في جنوب قطاع غزة. ويأتي الإفراج عن هذا الأسير بموجب اتفاق توصّلت إليه حركة المقاومة الإسلامية "حماس" والإدارة الأمريكية بعد مفاوضات مباشرة تمت بين الطرفين رغم معارضة حكومة الاحتلال الصهيوني لهذا المسار. وأعلنت "حماس" أول أمس نيتها إطلاق سراح آخر رهينة أمريكي على قيد الحياة في غزة، عيدان ألكسندر، الجندي الإسرائيلي الأمريكي الذي اختطف في عملية "طوفان الأقصى" في السابع أكتوبر 2023.
إطار تصنيف الأمن الغذائي المتكامل
تقرير جديد يحذّر من مجاعة شديدة تضرب سكان غزة
حذّر تقرير صادر، أمس، عن "إطار تصنيف الأمن الغذائي المتكامل" من خطر المجاعة الذي يهدّد حياة ما لا يقل عن مليوني و400 ألف فلسطيني يعانون من حصار صهيوني مشدّد في قطاع غزة، الذي يمنع عنه الاحتلال منذ عدة أشهر أدنى متطلبات الحياة.
كشف التقرير أن سكان غزة يواجهون خطر المجاعة الشديد مع تواجد 22% منهم في وضعية كارثية بعد 19 شهرا من حرب الإبادة وأكثر من شهرين من إغلاق الاحتلال لكل معابر القطاع ومنعه دخول المساعدات الإنسانية. ودقت الوثيقة ناقوس الخطر بعد أن أشارت إلى أن كل سكان غزة يواجهون خطر الوقوع في وضع أزمة أو أسوأ من حيث انعدام الأمن الغذائي بحلول شهر سبتمبر القادم. كما أن 470 ألف شخص أو 22% من إجمالي السكان، يواجهون وضع "كارثي"، مبرزة أن هذا التشخيص هو نتاج عمل الخبراء من قبل المنظمات غير الحكومية والمؤسّسات ووكالات الأمم المتحدة المتخصّصة. وحسب التقرير فانه بعد 19 شهرا من العدوان "لا يزال قطاع غزة يواجه خطر المجاعة.. المنتجات الأساسية لبقاء الناس إما نفدت أو من المتوقع أن تنفد في الأسابيع المقبلة. ويواجه السكان بأكملهم مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي الحاد، حيث يواجه نصف مليون شخص خطر المجاعة".يذكر أنه في الفترة الممتدة من 1 أفريل إلى 10 ماي الجاري، صنف "كونسورتيوم" الذي يصنف مستوى انعدام الأمن الغذائي وفقا لخمسة مستويات، 244 ألف شخص في غزة حالات الكوارث أي المستوى الخامس و925 ألف شخص في المستوى الرابع أي الطوارئ. ويشير التقرير إلى ارتفاع مستوى التدهور مقارنة بتحليل مؤشر أسعار المستهلك السابق، الذي نُشر في أكتوبر الماضي.
وفي أعقاب "مواجهة خطر المجاعة الوشيك والانهيار شبه الكامل للزراعة واحتمال ظهور أوبئة مميتة في غزة"، دعت منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة "الفاو"، أمس، إلى "استعادة الوصول الإنساني على الفور ورفع الحصار".
وحذّرت حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، أمس، من أن المجاعة في غزة تشتد بشكل كارثي وسط استمرار الحصار ومنع دخول الغذاء والدواء، لافتة في السياق إلى أن الجهات الوحيدة المخوّلة بإدارة وتوزيع المساعدات هي المؤسّسات الأممية والحكومية المختصة وليس الاحتلال أو وكلاؤه. ودعت الحركة إلى كسر الحصار وفتح المعابر أمام تدفق المساعدات تحت إشراف الأمم المتحدة وبعيدا عن أي تدخّلات من الاحتلال الذي يستمر في منع إدخال المساعدات، بما يؤكد تعمّده صناعة المجاعة والكارثة الإنسانية المتفاقمة في قطاع غزة.