في حضرة روح سيدي أبي مدين الغوث
الأغواط تفتح قلبها للسماع الصوفي

- 139

تفتح مدينة الأغواط قلبها من جديد لروح السماع الصوفي، في احتفاء مفعم بالذاكرة الروحية الجزائرية، من خلال احتضانها للطبعة الحادية عشرة من المهرجان الثقافي الدولي للسماع الصوفي، ابتداء من اليوم وإلى غاية 16ماي الجاري تحت عنوان: "طبعة شيخ الشيوخ سيدي أبي مدين الغوث".
طبعة هذا العام لا تشبه سابقاتها حسب بيان صحفي تلقت "المساء" نسخة منه، إذ تنبع من نفَس صوفي عميق، يوقظ إرث شعيب بن الحسين التلمساني، المعروف بسيدي أبي مدين، ليعيد إلى الواجهة قيماً من المحبة والتسامح والتجلي الروحي.
وفي رسالة محبة عابرة للحدود، اختيرت دولة أوزبكستان ضيف شرف لهذه الدورة، تعبيراً عن متانة الروابط الثقافية والروحية بين البلدين. وستحيي فرقة من المنشدات من هذا البلد حفل الافتتاح، فيما تم اختيار ولاية تلمسان كضيف شرف محلي، تقديراً لثقلها الروحي وارتباطها بسيدي بومدين، الذي يمثل شخصية الدورة الرمزية.
وسيتم خلال حفل الافتتاح بدار الثقافة التخي عبد الله بن كريو، تكريم عدة شخصيات ، بالإضافة الى توزيع نسخ من ديوان سيدي أبي مدين الغوث التي تكفلت المحافظة بطباعته وهذا خلال الندوة الفكرية بالفعالية.
وفي لفتة إنسانية عالية الدلالة، ستتم غرس شجيرة زيتون من بيت المقدس في حديقة دار الثقافة التخي عبد الله بن كريو، علاوة على مشاركة فرقة مقدسية يرأسها مقرئ ومؤذن المسجد الأقصى المبارك، في إشارة إلى تماهي الأرضين المباركتين: الأغواط وفلسطين.
كما اختير لهذه الطبعة من المهرجان الذي ينظم تحت شعار: "السماع الصوفي إرث الماضي ولحن الحاضر والمستقبل"، رمز النجمة الثمانية ذات الدلالة السيمائية للحضارة الاسلامية وبداخلها صورة فناء قلعة المشور بتلمسان وعلى يمينها صومعة جامع سيدي أبي مدين وعلى الجانب الآخر مئذنة جامع الجزائر وفي الوسط قبته الذهبية وذلك موافقة لشعار الدورة.
كما تشهد هذه الطبعة مشاركة 21 دولة من مختلف القارات، من بينها كندا، كأول مشاركة من القارة الأمريكية، إلى جانب دول تشارك أيضا لأول مرة وهي كازاخستان، فنلندا، سويسرا، لبنان والمملكة العربية السعودية، علاوة على حضور كل من أوزبكستان ضيفة شرف الدورة وفلسطين، اليمن، إيران، اندونيسيا، تركيا، روسيا، ليبيا، مصر، تونس، موريتانيا، السودان، نيجيريا، الجمهورية العربية الصحراوية وكوت ديفوار.
ويشارك البلد المنظم الجزائر بفرق ومجموعات انشادية من 18 ولاية. كما تنطلق الفعاليات الفنية بسهرات صوفية تحتضنها دار الثقافة، إضافة إلى عروض جوارية بآفلو وغرداية، بمشاركة سبع فرق دولية و11 فرقة جزائرية، إلى جانب فنانين دوليين بعروض فردية وثنائية.
أما عن الجانب الفكري من المهرجان فتسير مجرياته بمركز البحث في العلوم الإسلامية والحضارة بالأغواط، حيث تُعقد الندوات الدولية للسماع على مدار يومين، بمشاركة 50 باحثاً، من بينهم 30 من خارج الوطن يمثلون 14 دولة، إلى جانب 20 باحثاً جزائرياً من 12 ولاية، بإشراف الأستاذ الدكتور نور الدين بن نعيجة. كما سيتم تنظيم ورشات تدريبية للتبادل بين الفرق الفنية.
بالمقابل، تتزين شوارع الأغواط باستعراضات الفروسية، المهاري، البارود، والفلكلور، في عروض شعبية تسبق الافتتاح الرسمي، إيذاناً بانطلاق هذا العرس الروحي. وينظم على هامش المهرجان معرض دولي للحرف والصناعات التقليدية، بمشاركة واسعة من العارضين المحليين والدوليين، في انسجام تام بين الفن والروح، والتقاليد والانفتاح.
للإشارة، يشارك في هذه الدورة 108 ضيفاً أجنبياً و268 مشاركاً جزائرياً، ومن المنتظر أن تستقطب الفعاليات أكثر من 30ألف زائر على مدار ايامه الأربع، ليؤكد هذا الحدث مكانته كجسر ثقافي وروحي، يربط الجزائر بالعالم عبر نغمة واحدة: السماع الصوفي... لحن لا يموت.