الجزائر ومسقط تشيدان بعمق الروابط الإنسانية التاريخية التي تجمعهما
استنكار لسياسة الأرض المحروقة في فلسطين

- 39

❊ مواصلة العمل والتنسيق العربي لمواجهة التهديدات والتحدّيات المتعددة
❊ تنسيق مواقف البلدين حول القضايا الدولية والاقليمية
❊عمان تشيد بمساعي الجزائر في الدفاع عن القضية الفلسطينية بمجلس الأمن
❊ الجزائر تنوّه بالدور البنّاء لسلطنة عُمان للتوسط بين الولايات المتحدة الأمريكية وإيران
❊ تشجيع للمشاريع الاستثمارية المشتركة للقطاعين العام والخاص
❊ اتصالات جارية لتجسيد مشاريع في مجال صناعة السيارات والطاقة والأدوية
اتفق رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون، وجلالة السلطان هيثم بن طارق، على مواصلة العمل لتعزيز علاقات التعاون والشراكة والارتقاء بها إلى آفاق رحبة تعكس الإرادة التي تحدوهما، بما يتوافق والإمكانيات التي يزخر بها البلدان، كما أشادا بالمسار الذي قطعته العلاقات الثنائية في السنوات الأخيرة والتي تعززت بعد زيارة الدولة التي قام بها الرئيس تبون، إلى مسقط شهر أكتوبر الماضي.
جاء في البيان المشترك الذي توّج زيارة جلالة السلطان هيثم بن طارق، إلى الجزائر والتي دامت يومين، أن الجانبين نوّها بالخطوات التي قام بها الطرفان تنفيذا لمخرجات زيارة الرئيس عبد المجيد تبون، ولما تمّ الاتفاق عليه خلال الدورة الثامنة للجنة المشتركة يومي 11 و12 جوان الماضي. ففي مجال الاستثمار عبّر الجانبان عن تشجيعهما للمشاريع الاستثمارية المشتركة للقطاعين العام والخاص، والتي ستضاف إلى سجل الشراكة النّاجحة في إنتاج المخصّبات والأسمدة، والأمونياك واليوريا بالمنطقة الصناعية بأرزيو، بقيمة 2.4 مليار دولار.
وثمّنا في هذا الصدد الاتصالات الجارية لتجسيد مشاريع في مجال صناعة السيارات والطاقة والأدوية وغيرها، وطالبا بالتعجيل بتجسيدها مع ضرورة استكشاف مجالات أخرى للشراكة والتعاون وتبادل المنافع والمصالح بين البلدين الشقيقين.
كما أشاد الجانبان بإنشاء الصندوق الجزائري العُماني للاستثمار باعتباره أداة لتمويل الاستثمارات المشتركة بين البلدين الشقيقين والرفع من حجمها وضمان تنوعها وتوسعها لكافة المجالات. وبخصوص المبادلات التجارية أسدى القائدان توجيهاتهما السامية لتكثيف الجهود المشتركة من أجل الرفع من حجمها وتطويرها واستغلال القدرات الاقتصادية والتجارية المتوفرة لدى البلدين.
ونوّها في هذا السياق بمخرجات ندوة رجال الأعمال المنعقدة بالجزائر بتاريخ 11 جوان 2024، والتي حضرها رجال الأعمال وشركات من البلدين، كما نوّها باختيار سلطنة عمان ضيف شرف النسخة الـ56 في معرض الجزائر الدولي الذي سينظم من 23 إلى 28 جوان القادم، وباختيار الجزائر ضيف شرف النسخة السابعة في معرض عُمان للزراعة والثروة السمكية والغذاء التي ستنظم في الفترة من 1 وإلى 3 ديسمبر 2025. كما رحب الجانبان بالتوقيع على مذكّرات تفاهم وبرامج تنفيذية للتعاون في مجال العدل والشؤون القانونية والاستثمار والزراعة والثروة السمكية والصناعة الصيدلانية والطاقة والمنجم والعمل والتشغيل.
علاوة على ذلك أشاد القائدان، بعمق الروابط الإنسانية التاريخية والثقافية التي تجمع الشعبين الشقيقين، وبالدور المتميز الذي تضطلع به الجالية الجزائرية في سلطنة عُمان ودورها في تعزيز العلاقات الثنائية.
وفيما يتعلق بالقضايا التي تهم البلدين على الساحتين الإقليمية والدولية، تبادل القائدان وجهات نظرهما حول مستجداتها، مؤكدين على حرصهما على العمل على تنسيق مواقف بلديهما حول هذه القضايا بما يتماشى ومبادئ سياستهما الخارجية، وبما يخدم مصالحهما ومصالح الأمتين العربية والإسلامية ويُعزز دعائم الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم.
وفيما يخص الأوضاع في العالم العربي أكد القائدان، على ضرورة مواصلة العمل بالتنسيق مع أشقائهم العرب سواء على المستوى الثنائي أو ضمن إطار جامعة الدول العربية، لتعزيز مسيرة العمل العربي المشترك ولمواجهة التهديدات والتحدّيات المتعددة التي تهدد أمنها واستقرارها.
كما تطرق القائدان إلى الأوضاع المأساوية في فلسطين، وعبّرا عن استهجانهما واستنكارهما الشديدين لحرب الإبادة وسياسة الأرض المحروقة التي تنتهجها سلطات الاحتلال الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزّة، وما خلّفته من مآسٍ غير مسبوقة فضلًا عن الدمار المروّع الذي طال البنية الأساسية الحياتية من مستشفيات ومدارس ودور العبادة في القطاع، وطالبا المجتمع الدولي لاسيما مجلس الأمن للاطلاع بمسؤولياته لوقف فوري للحرب على غزّة، وإيجاد تسوية شاملة وعادلة للقضية الفلسطينية على أساس قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة، ومبدأ حل الدولتين بما يكفل للشعب الفلسطيني حقّه في إقامة دولته المستقلّة على حدود عام 1967م وعاصمتها القدس.
وقد أشاد الجانب العماني، بالمساعي الحثيثة والجهود المكثّفة التي تقوم بها الجزائر دفاعا عن القضية الفلسطينية في مجلس الأمن، باعتبارها عضوًا فيه ممثلا عن المجموعة العربية، ونوّهت الجزائر بالدور البنّاء الذي تضطلع به سلطنة عُمان للتوسط بين الولايات المتحدة الأمريكية والجمهورية الإسلامية الإيرانية، مشيدة بالنهج الذي تتبناه الدبلوماسية العمانية في حل الخلافات بالطرق السلمية والحوار والاحتكام إلى الحكمة لفض النزاعات الإقليمية والدولية. وكان الرئيس عبد المجيد تبون، قد رحب في مستهل هذه الزيارة بجلالة السُّلطان هيثم بن طارق، مشيدا بهذا اللقاء المتجدد الذي يعكس علاقات الأخوّة والتعاون وروح التضامن التي تجمع الشعبين الشقيقين الجزائري والعماني.
من جانبه عبّر السلطان هيثم بن طارق، عن سعادته بزيارة الجزائر وعن شكره لحفاوة الاستقبال الذي حظي به والوفد المرافق له، منوّها عاليا بالعلاقات الوطيدة التي تجمع الشعبين الشقيقين الجزائري والعُماني، وما يُميزها من روابط تاريخية وثقافية وتضامنية ومصير مشترك.