الملتقى الدولي "الأدب الجزائري في مواجهة الخطاب الاستعماري"
إبراز أهمية الثقافة في صناعة الوعي والردّ على الآخر

- 31

تستضيف دار الثقافة "هواري بومدين" بسطيف، أشغال الملتقى الدولي الأول الموسوم "الأدب الجزائري في مواجهة الخطاب الاستعماري" الذي يدوم إلى غاية 6 ماي الجاري وذلك تزامنا مع إحياء الذكرى الثمانين لمجازر 8 ماي 1945.
وقد أشرف على انطلاق هذه التظاهرة العلمية الثقافية، المنظمة من طرف المجلس الشعبي لبلدية سطيف بالتنسيق مع ديوان الثقافة والسياحة المحلي ومصالح الولاية، رئيس الجهاز التنفيذي المحلي، مصطفى ليماني، وسط حضور لافت لشخصيات تاريخية وذلك بهدف إبراز الدور المحوري للأدب الجزائري في مقاومة الخطاب الاستعماري من خلال ثلة من الأكاديميين والباحثين في المجال من الجزائر وتونس وموريتانيا وفرنسا.
وذكر الوالي، في كلمته الافتتاحية، أنّ مجازر 8 ماي 1945 "تعدّ محطة حاسمة في تاريخ الجزائر وأنّها الشرارة الأولى التي مهّدت لاندلاع الثورة التحريرية المجيدة وأنّ إحياءها هو تجديد للعهد والوفاء للذين كتبوا بتضحياتهم تاريخ أمتنا المجيد بأحرف من ذهب".
من جهته، اعتبر الكاتب والروائي عز الدين جلاوجي، أنّ الصراع المحتدم عالميا حاليا من أجل الهيمنة جعل للثقافة أهمية قصوى في صناعة الوعي والردّ على الآخر، الذي يسعى لتشويه التاريخ والرموز الوطنية، لافتا إلى أنّ فترة الاحتلال الفرنسي للجزائر 1830-1962 كشفت عظمة الشعب الجزائري وتلاحمه وتضحياته الجسام دفاعا عن أرضه وقيمه ومقوّماته وفي المقابل فضحت همجية المحتل وجرائمه البشعة، التي سجلها التاريخ على صفحات العار (مجازر8 ماي 1945).
على هامش أشغال اليوم الأول للملتقى، صرح رئيس المجلس الشعبي لبلدية سطيف، حمزة بلعياط، بأنّ الملتقى يهدف إلى إبراز الدور المحوري للأدب الجزائري في مقاومة الخطاب الاستعماري من خلال نخبة من الأكاديميين والباحثين، مضيفا بأنّ هذه التظاهرة تندرج أيضا ضمن سلسلة المبادرات الوطنية التي ترمي إلى إبراز دور الأدب الجزائري في مقاومة الخطاب الاستعماري ومناهضة محاولات طمس الهوية الوطنية.
ويتناول المشاركون في هذا اللقاء على مدار ثلاثة أيام، قضايا تاريخية تتمحور حول "الحسّ الثوري في الأدب الجزائري قبل اندلاع ثورة التحرير" و"مقاومة الخطاب الاستعماري عبر الرواية والشعر والنقد الأدبي" و"قراءة في نماذج سردية جزائرية أبرزت فعل المقاومة وإعادة كتابة التاريخ" و"أثر مجازر 8 ماي 1945 على المخيال الأدبي الوطني" و"مساءلة الهيمنة الثقافية الاستعمارية وآليات تجاوزها في الإبداع الجزائري" وذلك من خلال جلسات علمية تتضمن تقديم 31 مداخلة.