أكد أن استثماراتها مندمجة مع سياسة تنويع الاقتصادي الوطني.. مشدال:
الشراكة مع سلطنة عمان ستعطي دفعا للصناعة الجزائرية

- 246

يتوقّع البروفيسور في الاقتصاد عبد القادر مشدال أن تؤسّس شراكة الجزائر مع سلطنة عمان لاستثمارات هامة ومربحة للطرفين، وتعطي دفعا قويا للاستراتيجية الوطنية لتنويع الاقتصاد الوطني والنهوض بالصناعة الجزائرية، بما فيها مجال تصنيع السيارات، كما ستكون لها أثار إيجابية على السياسة التوسعية في الأسواق الآسيوية بتسهيل توزيع المنتوجات الجزائرية بالمنطقة.
أكد مشدال في تصريح لـ"المساء" أمس، أن زيارة سلطان عمان إلى الجزائر، ستكون لها نتائج إيجابية ضمن مسعى البلدين لتعزيز فرص الشراكة والتعاون الاقتصادي، بعدما أثبتت الاستثمارات العمانية بالجزائر نجاعتها في مجالات مهمة منها صناعة الألمنيوم بوهران وتكرير البترول.
وذكر أستاذ العلوم الاقتصادية أن سلطنة عمان لديها "سياسة هجومية" في ميدان التجارة والاستثمار خاصة في البلدان التي لها قدرات كبيرة في المواد الاستثمارية، الأمر الذي سيمكن، حسبه، من تجسيد استثمارات مربحة مع الجزائر في مجالات أخرى، كالطاقات المتجدّدة وصناعة السيارات، مذكرا بأن دخول السلطنة للسوق الجزائرية كان باستثمارات مهمة.
وسجّل مشدال انسجاما تاما لطبيعة استثمارات سلطنة عمان مع التوجّهات الصناعية للحكومة الجزائرية خاصة في ميدان صناعة السيارات، إذ من المقرّر، حسبه، دخولها مناصفة مع علامتي "هيونداي" و"كيا" للسيارات بالجزائر لإنتاج المركبات النفعية والسياحية. الأمر الذي سيعطي دفعا كبيرا للاستراتيجية الوطنية لتصنيع السيارات.
وأشار محدثنا إلى أن سلطنة عمان لها ميزة استثنائية تتمثل في استثمار مبالغ مالية جد مهمة في مثل هذه المشاريع، وهو ما سيكون بمثابة دعم قوي للقدرات الاستثمارية في الجزائر، مضيفا أن الشراكة مع متعامل له موارد مالية وشبكة علاقات واسعة لإدارة مشاريع مهمة في الصناعة والسياحة يخدم استراتيجية الدولة لإعادة بناء الاقتصاد الوطني وتنويعه ورفع الناتج الداخلي الخام وجعل قطاع الصناعة يساهم بالفعل بنسبة 15% في هذا الناتج.في ذات السياق، ذكر مشدال بالتحفيزات التي يمنحها قانون الاستثمارات لتخفيف الأعباء الاستثمارية من خلال الشباك الموحّد، الذي ينتظر منه أن يفرج عن الوضعية الاستثمارية لدعم القدرات الاستثمارية التي تفتح الباب واسعا أمام المتعاملين الذين لهم دراية بالأسواق، مما يسهل استقطاب هؤلاء المتعاملين للسوق الجزائرية، معتبرا ذلك شكلا من أشكال الضمان لاستقطاب الاستثمارات الآسيوية من خلال تقاسم رأسمال وتقاسم المخاطر مع سلطنة عمان لإقامة مشاريع واعدة بالجزائر. كما أبرز إمكانية اقامة صفقات تجارية مربحة مع شركات عمانية لتصدير المنتوجات الفلاحية والغذائية التي تلقى رواجا في بلدان الخليج، مبرزا إمكانية تكوين قاعدة لتوزيع المنتوجات الجزائرية بالبلدان المجاورة للسلطنة.
ومن المنتظر أن يساهم، حسبه، مشروع الصندوق السيادي الجزائري- العماني المشترك الذي يجري التحضير له في إعطاء دفع قوي للاستثمارات لدى الطرفين. كما تلوح في الأفق فرص للتعاون المشترك بين البلدين في مجال إنتاج الأدوية، حيث أعرب متعاملون جزائريون عن استعدادهم لتوقيع شراكات مع الطرف العماني في هذا المجال، وهي الخطوة التي تندرج في إطار تنفيذ مخرجات الزيارة التي قام الرئيس عبد المجيد تبون إلى السلطنة في أكتوبر الماضي، لتوطيد العلاقات الاقتصادية.