عن دار "الهدى"
الدكتور فيلالي يقدّم "بحوث في تاريخ المغرب الأوسط في العصر الوسيط"

- 149

صدر للدكتور عبد العزيز فيلالي مؤلف جديد بعنوان "بحوث في تاريخ المغرب الأوسط في العصر الوسيط"، عن "دار الهدى"، وذلك قصد تمكين الطلبة والدارسين والباحثين على مختلف درجاتهم في حقل العلوم الإنسانية والاجتماعية والاستفادة من مضامينه التاريخية والمنهجية.
قُسّم الكتاب إلى 8 محاور أساسية، يتعلّق كل محور بمواضيع تاريخية هامة "الدولة الجزائرية في ظل الخلافة الإسلامية، جوانب من العلاقة التجارية بين الرستميين والأمويين في الأندلس، جوانب من العلاقة السياسية بين الدولة الرستمية في تيهرت والدولة الأموية في قرطبة، الصلات الثقافية والفكرية بين قسنطينة وتلمسان، التيارات الفكرية، الأحوال الصحية، الماء والمجتمع، البعد التاريخي والاجتماعي لعيد يناير.
حمل المحور الأول عنوان "الدولة الجزائرية في ظلّ الخلافة الإسلامية"، واحتوى على تعريف المغرب الأوسط وأوضاع الدول الرستمية والحمادية والعهد الزياني في المغرب، أما المحور الثاني فقد حمل عنوان "جوانب من العلاقة التجارية بين الرستميين والأمويين في الاندلس"، حيث حاول المؤلف في هذا المحور أن يعرّف العلاقة التجارية والاقتصادية التي سادت بين المغرب الأوسط والعدوة الأندلسية، خلال القرن الثالث الهجري التاسع الميلادي، في الغرب الإسلامي أو المغرب الإسلامي.
بالنسبة للمحور الثالث "جوانب من العلاقة السياسية بين الدولة الرستمية في تيهرت والدولة الاموية في قرطبة" فشرح فيه العلاقة الطيّبة والتعاون النموذجي الذي جمع تيهرت وقرطبة طوال العهد الرستمي إلى أن زالت بزوال وسقوط تيهرت في يد أبو عبد الله الشيعي (مؤسّس الدولة الفاطمية).
من جهة أخرى، عرّف الصلات الثقافية والفكرية في المحور الرابع المعنون بـ"الصلات الثقافية والفكرية بين قسنطينة وتلمسان"، ثم ذكر شخصيات كل منهما حيث جمعتهما أيضا مثاقفة صوفية لأنّ المشرب والمنبع واحد وهو الإسلام. وجاء في المحور الخامس عن "التيارات الفكرية بتلمسان الزيانية" وقسّمها الى 4 أفكار "الحياة الفكرية بتلمسان في العهد الموحدي"، "التيارات الفكرية في تلمسان الزيانية"، "تيار الاجتهاد بتلمسان" و"عينات من المجتهدين"، ورغم كثرة العلماء والفقهاء بمدينة تلمسان، إلاّ أنّهم لم يصلوا إلى درجة الاجتهاد المطلق الذي وصل إليه الأئمة الأربعة المشهورون.
المحور السادس تناول "الأحوال الصحية لسكان تلمسان في عهد بني زيان"، تحدّث عن الفساد والضياع الذي عاشته مدينة تلمسان والجدير بالملاحظة هو أنّه كلما انتهى الحصار تضاعف عدد السكان الذين صارت لهم خبرة ومهارة كبيرة في التعامل مع الشدائد والمحن، أما المحور السابع "الماء والمجتمع في المغرب الأوسط من خلال النوازل"، ذكر أهمية الماء في حياة الإنسان والحيوان والنبات والتنافس القائم عليه منذ القدم، رغم وجود وازع قانوني وشرعي وعرفي إلاّ أنّ الروابط الاجتماعية أحيانا تخرج عن نطاق التضامن والتعاون بين الفلاحين إلى حدّ الاقتتال بين العشائر والقبائل، وأخيرا المحور الثامن "البعد التاريخي والاجتماعي لعيد يناير"، وصف فيه أجواء والجذور التاريخية ليناير وكيف يقام خاصة في قسنطينة وضواحيها.
في الأخير، يهدف هذا المصنف، كما ذكر المؤلف في صفحته الأخيرة للكتاب إلى توضيح مجموعة من المواضيع التاريخية الهامة، كما كتب "قد حاولت قدر المستطاع أن استقرئ النصوص، حتى أجعل من المعطيات التاريخية تتضمن نتائج علمية هادفة متخذا من المصادر الأساسية التاريخية والجغرافية والفقهية".