الدكتورة لموشي زينب أستاذة محاضرة بجامعة سكيكدة لـ"المساء":

رقمنة الموروث الثقافي مورد اقتصادي مستدام

رقمنة الموروث الثقافي مورد اقتصادي مستدام
الدكتورة لموشي زينب أستاذة محاضرة بجامعة سكيكدة
  • 125
حاورها:  بوجمعة ذيب حاورها: بوجمعة ذيب

التقت "المساء" بالدكتورة لموشي زينب مديرة المنشورات الجامعية وأستاذة محاضرة بقسم الإعلام والاتصال بجامعة سكيكدة، على هامش الندوة العلمية الوطنية الموسومة بـ: "التراث الثقافي والتكنولوجيا في ظل القانون الأساسي للمقاول الذاتي بالجزائر"، التي جرت فعالياتها الأسبوع الأخير بالمكتبة الرئيسة للمطالعة العمومية بسكيكدة، وأجرت معها هذه الدردشة.

 ❊ المساء: يُعدّ التراث الثقافي الجزائري من أغنى الموروثات في المنطقة المغاربية، غير أن هذا التراث ظلّ لفترة طويلة، حبيس الفلكلور أو التقديس الرمزي دون أن يتحول إلى مورد فعلي يُساهم في التنمية الاقتصادية، فما سبب ذلك؟

❊ الدكتورة: يعود ذلك إلى غياب استراتيجية واضحة لتوظيفه ضمن رؤية اقتصادية، بالإضافة إلى ضعف الدعم المؤسساتي، ونقص التكوينات التي تمكّن الفاعلين المحليين من استغلال هذا المورد بشكل فعّال.

❊ في رأيكم، كيف نحوّل التراث إلى مورد اقتصادي مستدام؟

❊ في رأيي لا بد من اتباع آليات متعددة، منها رقمنة الموروث الثقافي، وترويجه على المنصات الإلكترونية، وتشجيع السياحة الثقافية، وربطها بالصناعات التقليدية، إلى جانب دعم المقاولات الصغيرة الناشئة في مجال الصناعات الإبداعية، مع إقامة شراكات بين القطاعين العام والخاص، وكذا تضمين التراث في البرامج التعليمية والأنشطة السياحية المهيكلة.

❊ كيف تنظرين إلى دور الشباب والمقاولة الذاتية في تثمين التراث؟

❊ مؤكد أن تشجيع الشباب على الالتحاق بنظام المقاول الذاتي، يُعدّ خطوة ضرورية لتحويل التراث إلى نشاط اقتصادي فعّال. 

ولتشجيعه على ذلك لا بدّ من تبسيط الإجراءات الإدارية، وتوفير منصات رقمية للتسجيل، وتقديم حوافز مالية وإعفاءات جبائية، وكذا تنظيم ورشات تكوين مهني لريادة الأعمال، مع إبراز نماذج ناجحة من شباب وظّفوا التراث في مشاريعهم.

وأشير هنا: إذا كان قانون المقاول الذاتي خطوة إيجابية في دعم المبادرات الفردية، خاصة في صفوف الشباب، فمايزال بحاجة إلى تعزيز الضمانات الاجتماعية، وتوسيع قائمة النشاطات المشمولة، لتشمل مجالات الثقافة والتراث، مع تكييف نظامه ليواكب التحديات الرقمية والاقتصادية الحالية.

❊ وماذا يمثّل، بالنسبة لكم، التكوين والتكنولوجيا الرقمية، وعلاقتهما بالتراث؟

❊ التكوين والتكنولوجيا الرقمية هما رافدان لتثمين وإدماج التكنولوجيا الرقمية في التراث؛ لأنّه ليس بالأمر التلقائي، بل يتطلب تكويناً تقنيا دقيقا، لا سيما أنّ العملية تشمل استخدام تقنيات متقدمة؛ مثل الواقع الافتراضي، والمسح ثلاثي الأبعاد، وأرشفة المحتوى الثقافي إلكترونيّا. وزيادة على ذلك، فالتكوين في هذه المجالات ضروري للحفاظ على أصالة الموروث، وضمان تقديمه للعالم بطريقة حديثة ومشوّقة.