عشرة فنانين يجتمعون بالمركز الثقافي الجامعي

"ريشة الحلم وألوان الواقع" في معرض تشكيليٍّ

"ريشة الحلم وألوان الواقع" في معرض تشكيليٍّ
  • 112
لطيفة داريب لطيفة داريب

أكثر من عشرة فنانين تشكيليين شباب يشاركون، حاليا، في معرض "ما بين الأحلام والواقع" الذي ينظمه المركز الثقافي الجامعي إلى غاية الثامن من ماي الجاري، من خلال لوحات مختلفة الأحجام والمواضيع، بالإضافة إلى تحف فنية أخرى.

بين الواقع والأحلام خيط رفيع، وأحيانا تفصل بينهما كيلومترات كثيرة، لكن الإنسان، وبالأخص الفنان، يحاول أن يختصرها ويختزلها بالعمل والطموح، الذي إن خفَت قليلا إلا أنه سرعان ما يعود الى توهّجه؛ لأن تحقيق الحلم وتجسيده على أرض الواقع ليس سهلا، وفي نفس الوقت ممكن جدا.

وفي هذا السياق، يشارك في المعرض الشاب مانيس جمعي، بثلاث لوحات في فن الأكريليك. رسم في الأولى التي حملت عنوان " صفقة لا أساس لها من الصحة" ، امراة تمسك بكتف رجل؛ فهل تؤكد له تعلُّقها به، أم أن هذه الحركة غير بريئة ولا صادقة؟

لوحة ثانية للفنان الشاب عن شجاعة شخصية دافي جوانس، التي رسم فيها رجلا وجهه أسود، تمكن من تمزيق أخطبوط، في حين رسم في لوحته الثالثة رجلا لا يبالي بما يحترق أمامه، بل ينهم شيئا يحترق.

أما الشابة جاس مبتوش فقد رسمت على أوراق ألصقتها مباشرة على حائط المركز من دون الاستعانة بلوحات، محطات من الحياة بألوان قاتمة غير مبهجة، مثل لوحة "أحلام مدينة" التي رسمت فيها ابنة تعانق أمها وسط ركام مشكَّل من أناس وبنيان، بينما رسمت في لوحة "القمر الأبيض" ، طفلا يجلس على غصن، ويتمتع بمشاهدة قمر مضيء، في حين استلقت امراة وسط لوحة معبرة عن أهمية الراحة النفسية للإنسان وابتعاده عن كل ما ينغّص حياته.

وبدورها، تشارك الفنانة منال بن سعيد، في هذا المعرض، حيث تعرض لوحة واحدة بعنوان: "حومة الهامور" نسبة لمدينة هامور التي تعيش فيها شخصية الرسوم المتحركة سبونج بوب، باعتبار أن منال تحب جدا هذه الرسوم، وترغب في أن ترسم مثلها عن الجزائر بالاعتماد على الثقافة الجزائرية.

واعتمد الفنان الشاب غانم نجيب على فن الديجيتال ليعبّر عن رؤيته في الترابط بين الحلم والواقع، ويعرض لوحة "تمثيل الحب" ، وثانية موسومة بـ "التنويم المغناطيسي الخاص بي"، والثالثة "ماذا تفكر بي؟" .

أما الفنان الشاب هاكسي فقد شارك بلوحة "عالق بين عالمين" ، رسم فيها أيدي موجودة في عالم برتقالي يتوسط الظلام، تسعى للخروج منه. وكتب عن هذه اللوحة: " غالبًا ما يُنظر إلى الأحلام على أنها نوافذ على اللاوعي، تعكس رغباتنا المكبوتة، ومخاوفنا العميقة، واهتماماتنا اليومية. إلا أنها ترتبط بعالم الأحلام عن طريق ذوبان قفل الباب كممر أو مدخل ضيق، يسمح للمخلوقات التي تعيش في العالم الخيالي، بأن تكون قادرة على جذب الأشخاص الذين يعيشون على الجانب الآخر ".

ورسم في لوحة "تحرر" ، طيفاً أبيض وكأنه يطير، كتب عنه في نص مصاحب للوحة: " أخيرا تحرر بعد أن اختنق وفقد طريقه! ". ويعكس المخلوق روح الناس، ممسكاً بين يديه شعلة ترمز إلى الارتباط بين العالم المادي والروح الإنسانية، وهو النور الداخلي الذي سيخلّصه من الكابوس. كما تشارك ابتهال سي عبد الله بثلاث بورتريهات، من بينها واحدة لحسناء بشعر أزرق، بينما تعرض اسمهان لوحة واحدة بعنوان " منصهر في مجموعة" ، رسمت فيها طيف امرأة تدير ظهرها عنا، بالكاد يمكن فصلها عن بيئتها.

واختار الفنان سخان محمد أمين في أعماله، رجلا لم يرسم عينيه، يحتسي قهوة وبجانبه مسدس. وفي لوحة أخرى نائم على طاولة. وفي ثالثة نائم أيضا. وهذه المرة معانقا قطة برتقالية، يظهر عليه التعب، وربما حتى اليأس. كما زوَّد بعض لوحاته بقصاصات جرائد. 

أما حكار خليل فيشارك بخمس لوحات استعمل فيها هيئات مختلفة، بعضها لا يمكن تفسير ملامحها، ولكنها تظهر وكأنها ضائعة مثل لوحة "المنفى" . كما رسم فيها رموزا أمازيغية. ومن جهته، عبّر الفنان رابح بن عمران عن حبه لمصر، فرسم لوحة "مصر أم الدنيا"، وضع فيها العديد من الرموز المصرية، مثل الفراعنة، واللغة الهيروغليفية.