لعجوز يقدّم "خبرة جزائرية للكوميكس":

الإبداع مطلوب لتجاوز التقليد والتكرار والمستورَد الجاهز

الإبداع مطلوب لتجاوز التقليد والتكرار والمستورَد الجاهز
رسّام الشريط المرسوم، المحترف الجزائري شاهين لعجوز
  • 439
مريم. ن مريم. ن

قدّم رسّام الشريط المرسوم، المحترف الجزائري شاهين لعجوز، عرضا مصوّرا عن أعماله المنشورة في الجزائر وفي الخارج خاصة بالولايات المتحدة،  مؤكدا أن الموهبة وحدها لا تكفي من دون علم، وتكوين، وشخصية مستقلة، ترفض التقليد والتكرار.

أشار الفنان شاهين خلال لقاء نشّطه ضمن فعاليات مهرجان "فيبدا" تحت عنوان "خبرة جزائرية للكوميكس"، إلى أنّه دخل هذا المجال سنة 2005 من خلال التحاقه باستوديوهات "البراق" بالجزائر العاصمة، علما أنّه عشق الرسم منذ طفولته في المدرسة، وعبر التلفزيون، ليجد نفسه في صميم هذه التجربة، إلى أن أنجز شريطا مصوّرا متحركا عن شخصية الرايس حميدو في 2010. ثم أصدره في كتاب مصوّر، باعه بالإهداء خلال هذه الطبعة.
وقال المتحدّث إنه رسم شخصية الرايس حميدو في صورة ثابتة وأساسية. ثم يكرّرها في وضعيات مختلفة؛ تحضيرا لتحريكها تقنيا، مع تمييزها بلباس جزائري تقليدي، وبلمسة عصرية تجذب الشباب، منها قَصة الشعر عوض العمامة، وكذا تقديم حياته الخاصة مع شريكة حياته حبيبة، وأحيانا تكون الأجواء بينهما ومع غيرهما طريفة. وأضاف أن كونه مهندسا معماريا ساعده في الرسم من حيث الأبعاد، وبعض التقنيات، وكذا الظلال، وغيرها من فنون البناء التي تعلّمها، والتي هي، أيضا، فن قائم بذاته.

كما أشار شاهين إلى أنه كان مقلّدا في بداياته، لكن سرعان ما اتّجه نحو الاحترافية مع سنوات الخبرة، فتمكّن أكثر من الرسم، والتصميم، وتجسيد السيناريوهات، متوقّفا عند بعض رفقائه الذين عمل معهم؛ منهم سليم زميله في الجامعة، الذي كتب بعض النصوص للشريط المرسوم. وأكد أنّ الإبداع مطلوب لتجاوز التقليد والتكرار والمستورَد الجاهز. وذلك، حسبه، لأنّ لكلّ فنان أسلوبه، لكن في حدود لا يتعدى فيها مثلا، على السيناريو والشخصيات.
وبالنسبة لهذا الفن قال المحاضر إنّه صناعة رائجة في الولايات المتحدة، تتعدّد فيه التخصصات؛ منها "كوميك يوك" (كتاب الشريط المرسوم)،  وغالبا ما يُنجز بتقطيع السيناريو إلى مشاهد كما في السينما، ومن ثم يكون التركيب حسب المشهد، ووفق زوايا الرؤية المختارة تشبه عمل المخرج.

وقال الفنان شاهين في لحظات ما يسترجع بعضا من ذاكرة مضت في هذا الفن، شاهدها في أعمال أو مرت عليه، فيستغلها وفق رؤيته، وهنا أبدى إعجابه بالأعمال القديمة التي كان فيها الإبداع أكثر، عكس اليوم؛ حيث السطحية والنمطية، زيادة على ابتعاده عن الرسم الرقمي، الذي لا يستهويه إلاّ خلال إنجازه الرسوم المسوّدة.
وقدّم شاهين خلال هذا العرض بعض أعماله، والتقنيات المستعملة فيها، إضافة إلى تعاونه مع ملوّنين محترفين، وكذا اختياره شخصياته، ودراستها نفسيا قبل تقديمها لإقناع الجمهور، وبناء المعارك مثلا، والتي لا تعني دوما العنف المباشر، ولا تشبه بعضها؛ فالمعركة مع الضعيف ليست نفسها مع الندّ.

للإشارة، شاهين لعجوز من مواليد سنة 1980 بالعاصمة. تخرَّج كمهندس معماري سنة 2002. ثم عمل في الرسوم المتحركة بثنائي الأبعاد، ومصمّما للقصص المصوّرة. فاز في مسابقة "فيبدا" سنة 2010 بعمله "الرايس حميدو" لدار" كازا" للنشر. كما عمل ككاتب سيناريو وقصص مصوّرة في مجال الإعلانات، وكمحبر (الحبر) لملحمة "سولفير" للراحل مايكل تورنر في الولايات المتحدة. ويعمل حاليا رسّاما ومصمّم شخصيات للعبة على الأنترنت، وكذا محبرا لاستوديو أمريكي في مسلسل "بومكوينز" وغيرها، زيادة على أنه مصمم أغلفة العديد من الكوميك الأمريكي.