تسويقه لا يخضع الشروط الصحية

تحذير من اقتناء سمك التونة بالطرقات

تحذير من اقتناء سمك التونة بالطرقات
  • 478
  نسيمة زيداني نسيمة زيداني

تهافت على شراء التونة لتعويض غلاء اللحوم الحمراء

الكيلوغرام الواحد من 1200 إلى 1700 دينار حسب النوعية

دعت جمعيات حماية المستهلك، إلى ضرورة بيع سمك التونة في الأسواق النظامية، لضمان شروط النظافة والعرض والتخزين، حيث حذرت المستهلكين من اقتنائها من نقاط البيع الفوضوية، وعلى حافة الأرصفة والطرقات، مؤكدة أنها تشكل خطرا حقيقيا على حياتهم، لاسيما بعد تسجيل، السنة الماضية، تسممات كثيرة لبعض المواطنين، بسبب تعفن هذه المادة الغذائية سريعة التلف.

يعرض سمك التونة الحمراء، هذه الأيام، بأسعار تنافسية، وفي متناول الجميع، حيث تتراوح ما بين 1200 و1400 دينار، وتصل إلى 1700 دينار للكيلوغرام الواحد، حسب النوعية، في مختلف نقاط البيع وأسواق العاصمة، على غرار "المسمكة" بميناء العاصمة، وأحياء باش جراح والحراش، مما سمح لجميع شرائح المجتمع، خاصة ذوي الدخل المحدود، باقتنائها، حسبما أكده لـ«المساء"، أغلب بائعي الأسماك.

بيع عشوائي لسمك التونة بباش جراح

الزائر لبلدية باش جراح، وبالتحديد السوق الشعبي "المارشي"، يلاحظ تجمعا كبيرا للمواطنين، وهم يقتنون قطعا من سمك التونة التي تعرض بأسعار تنافسية، حيث لوحظ إقبال كبير للمستهلكين، داخل السوق التي تعرض هذا النوع من السمك بسعر 1600 دينار للكيلوغرام، أما خارجه، فتغيب الشروط الضرورية، إذ يمكن الحصول عليها بأقل من ذلك بين 1200 دينار و1400 دينار للكيلوغرام، وبدون شروط صحية.

قال أحد الباعة بسوق باش جراح: "إن المواطنين يستغلون الفرصة لشراء سمك التونة، لأن موسم صيد هذه السمكة قصير وأسعارها معقولة، ما يشجع على الاستهلاك"، فيما أكد بائع آخر، أن بيع التونة هذه السنة، انطلق مبكرا، مقارنة بالأعوام الماضية، وهو ما يفسر توفرها هذه السنة بقوة، مشيرا إلى أن عملية البيع انطلقت العام الماضي، في الأسبوع الثاني من شهر ماي، وإلى غاية الفاتح من جوان.

أضاف أحد الزبائن، أن اقتناء لحم التونة يكون حسب الاستطاعة، أي شراء كمية مقابل مبلغ معين، يتراوح بين 500 و1000 دينار، موضحا أن تسويق سمك التونة في موسمه، يبقى أحسن بكثير من باقي أنواع الأسماك الأخرى، بما فيها السمك العادي، حيث قال بأنه يشتري التونة مرتين إلى ثلاث مرات في الأسبوع.

أحجام كبيرة معروضة بمسمكة "العاصمة"

الزائر لمسمكة العاصمة، يلاحظ الإقبال الكبير للزبائن على منتوج التونة الحمراء، بالأخص أصحاب المطاعم والفنادق الذين يقتنون كميات معتبرة منه، حيث أوضح أحد الباعة، أن كثرة المطاعم والفنادق بوسط العاصمة، يسايرها حتما ارتفاع في الطلب والاستهلاك.

ونحن نتجول بمسمكة العاصمة، لاحظنا توافدا كبيرا للزبائن على طاولات بيع الأسماك، من أجل اقتناء سمك التونة الذي أصبح حديث العام والخاص، بعد ما عرف سعره تدحرجا تدريجيا، وأضحى في متناول شريحة معتبرة من المستهلكين، الذين اغتنموا الفرصة لاستبدال اللحوم الحمراء والبيضاء، التي تشهد أسعارها ارتفاعا محسوسا منذ أشهر.

ولعل أول ما يشد انتباهك، وأنت تمر بجانب الأسواق، أحجام كبيرة من أسماك التونة معروضة على الطاولات هنا وهناك، يلتف حولها جموع من المواطنين، منهم من يصطف للشراء، وآخرون للتمتع بطريقة التقطيع التي يتفنن فيها بعض الباعة في التعامل مع السمكة الكبيرة، التي تبقى "عنيدة" حتى وهي ميتة، بتقطيعها إلى قطع وشرائح صغيرة، حسب الطلب.

تعرض قطع سمك التونة، بأسعار تتراوح بين 1400 و1700 دينار للكيلوغرام، وهي أسعار يعتبرها البائعون والمستهلكون على حد سواء "معقولة"، حيث أكد أحد الزبائن المتواجدين بالمسمكة، أن التونة سمك طازج ذو قيمة غذائية عالية، وغير متوفر بكثرة طوال أيام السنة، لهذا يغتنم العديد من المواطنين الفرصة لاقتنائه.

بيع "التونة" يفتح باب العمل الظرفي للبطالين

من أبرز المشاهد التي تتطابق على الطرقات بالمدن الساحلية للعاصمة، على غرار عين البنيان؛ العروض الكثيرة لشباب استغلوا فرصة فترة صيد التونة، ووفرتها لإنعاش نشاطهم، ومنهم من طلق البطالة خلال هذه الفترة، لبيع التونة التي أصبحت أسعارها في المتناول، بعدما كانت في الماضي القريب ملتهبة وقليلون من يسعفهم حظ تناولها، بتنصيب طاولات في كل الأماكن لإيصال لحومها إلى أكبر عدد من المواطنين والزبائن.

وقد حذرت جمعيات حماية المستهلك، من جهتها، عبر الفضاء الأزرق، من الظواهر التي تعرفها الأسواق مع دخول موسم بيع سمك التونة الحمراء في الجزائر، خاصة أن موسم صيدها يتزامن سنويا، مع اقتراب فصل الصيف وارتفاع درجة الحرارة، مما يستعجل توفير شروط النظافة والحفظ أثناء التعامل مع الأسماك.

كما دعت هذه الأخيرة، إلى ضرورة احترام شروط الحفظ والتبريد، لأن هذا الشرط على قدر كبير من الأهمية، حيث يتم حفظ الأسماك بعيدا عن أشعة الشمس والحرارة، وكذلك الرطوبة، فهذه العوامل تسرع عملية فساد اللحوم، وتسبب تسممات غذائية خطيرة.